سبورت 360 – كان ويليام شكسبير الذي ولد في منتصف القرن السادس عشر في وسط إنجلترا في منتصف أوقات مضطربة فتى غير أنيق .. بل كان قد اجتاز كل شرائع الطبقات الاجتماعية و اقتحم عالم المسرح الجديد في لندن.. مُستغلاً زواج والده تاجر الجلود من ماري أردن بنت أحد العائلات الشهيرة آنذاك في لندن..وتم اعتباره من البارفيني.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
أدب كرة القدم ..مقال أسبوعي يربط عالم الرياضة وكرة القدم بلغة الأدب والفنون
يقول أنتوني ” بالنسبة لممثلي البرجوازية الإيطالية العظيمة ومن بينهم ماسيمو موراتي وأندريا آنييلي واللذين يعتبران من ممثليها المعتمدين فإن من المثير للاشمئزاز إعطاء المسؤولية والهيبة التي يمثلها الجلوس على دكة تدريب إنتر ويوفنتوس للأشخاص الذين صنعوا أنفسهم بصلابة بعد حياة طويلة وصبورة، لم يكن الناس الذين بدأوا من الصفر محبوبين أبداً من قبل قمة السلالة الإيطالية والتي استقرت منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية فصاعداً في مكانها على السلم الاجتماعي الذي كان يوماً ما مخصصاً للارستقراطية الملكية”.
إنه يمثل الفلسفة الوجودية وهو قادم من بلدة من توسكانيا ويستحيل أن يتصالح أو يتناسب مع نوادي الروتاري.. ساري، بأسنانه المظلمة بسبب الدخان ومع قراره بأنه قد حان الوقت لصنع بعض المال لأجل العائلة بعد تضحيات كثيرة..يبدو أكثر لعيون الارستقراطي أنييلي مثل سندريلا القبيحة الذي تتشبث بتواجدها ضمن القاعة الرئيسية للقلعة وسط النبلاء..بعد أن كانت قابعة في المطابخ الملكية لسنوات..كان لا بد من إعادة تعديل الوضع الطبقي للقلعة بشخص يدرك الحاجة إلى تغيير الملابس بسبب تنوع المناسبات الاجتماعية..شخص يعرف كيف يشرب كأس من الشمبانيا ويملك أسنان ذات بياض مشرق، شخص عومل كأمير منذ الطفولة.
كان آنييلي قد أدرك متأخراً أن هذه الرياضة تملك معنى رمزي كبير بين الجماهير الشعبية ويجب أن يكون رمز نادي اليوفي شخصاً يمكن أن يسوق لهم بشكلٍ جيد، بالزي والملابس الجيدة وأن تكون لديه الهالة والمظهر والسلوك الاجتماعي الصحيح الذي يجعله واحداً منهم وموجود حولهم..لأنه يجب أن يكون لدى التابع شيئاً خاصاً يتشابه مع سيده وينسب له.
ولدت الرياضة منذ العصور القديمة لتحسين الإنسان، ولكن في الحقيقة فإن الرياضة لا تصنع شخصية الإنسان ولكنها تكشفه..لا يعتبر كافياً أن تُعجب بالجهد المبذول للمدرب بل يجب ذلك الشخص أن يكون متناسقاً مع النخبة التي تهدف إلى هيمنة الشكل العام الخاص بها على المشهد.. وفي الحقيقة رغم أن الفيراري و كرة القدم “الكالتشيو” أعطت أمل متساوي للجميع بشكل كبير في إيطاليا في التسعينيات.. ولكن بقى هناك شىء لا يعجب البعض ممن يرون أن الرجال لا يمكن أن يكونوا متماثلين بل هناك جذور في الولادة وهناك وسائط…ولذلك كان خيار الرحيل موجوداً منذ وقت مبكر من الموسم.
في إيطاليا هناك نوعين من المدربين، مدرب ينال فرصته بعد عمل شاق ومسيرة طويلة ومدرب ينال فرصته على طبق من ذهب.. ربما سيصبح أندريا بيرلو مدرباً كبيراً جداً، لكن القرار الذي اتخذه أندريا آنييلي كان خلفه أسلوباً طبقياً وليس أسلوباً علمياً، ولذلك فهو يستمر ببعث إشارات إلى سوء إدارة سلطته، فبدلاً من حماية المدرب من الداخل ودعمه تم إحباطه بوعود كاذبة طوال الموسم في السوق وفيما يتعلق بالمستقبل وفيما يتعلق بكل شىء ونسى آنييلي أن لديه مسؤولية تجاه المجتمع ولديه مسؤوولية لا يمكن فصلها عن الأخلاق..إن رؤية ساري وهو يخرج من الملعب ببدلة تشبه تلك التي يرتديها أعضاء نوادي الروتاري والتي تم فرضها عليه رافضاً الاحتفال مع لاعبين كان بعضهم يعملون ضده ويرفضون اتباع تعليماته كان ربما العزاء الوحيد المتبقي من هذه القصة السيريالية للمدرب الذي أقيل بعد فوزه ببطولة.
ومثل رواية جيوفاني فيرجا “ماسترو دون جيسوالدو” فإنها تدور حول صعود الرجل وسقوطه بين آل بورون في مملكة صقلية بالقرن الثامن عشر.. نرى جيسوالدو الذي تم إضفاء الشرعية على لقب “الدون” له.. بعد الثروة التي حصل عليها بعرق وجهد وتصميم أعمى (وكونه أعمى حتى عن الحب تماماً بصفته عائق) يختار الزواج دون حب.. وينسحب جيسوالدو بنفسه بعد أن أصبح غير قادر على الانتماء إلى هؤلاء الأشخاص الذين ينظرون بشك إلى أولك الذين يتطلعون إلى الارتقاء الاجتماعي..ويعتبره النبلاء “متسلق” أو “مُحدث نعمة”.
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب