ماتياس دي ليخت

سبورت 360 – نحن لا نسعى في هذا التقرير بأن يتم تلميع صورة ماتياس دي ليخت، مُدافع يوفنتوس الإيطالي، بل هي محاولة منا من أجل تصويب الانتقادات بشكل صحيح، والدفاع بالدلائل والوقائع عن مدافع شاب يُقدم مستويات جيدة مع فريق ذو شأن كبير في إيطاليا.

الرسام ليس لديه الوقت الكافي من أجل سماع ما يقوله الناس عنه، وعن اللوحات التي يرسمها، فهو مُطالب بإستمرار أن يبتكر شيء جديد  ويُحسن من مهاراته. قد ينتقده البعض بشكل غير عادل، لكنه إن أراد أن ينجح في مجاله، عليه أن لا يتوقف مهما كانت الظروف. هذه القاعدة تنطبق أيضا على لاعبي كرة القدم، فمن يُريد أن يثبت كفاءته، عليه أن يقوم بأدواره على أكمل وجه، وفي حال لازال هناك من ينتقده، فهؤلاء مجرد كارهين يسعون إلى التقليل منه، مثل الذي يتعرض له كبار النجوم وأفضل اللاعبين، لا أكثر ولا أقل.

ماتياس دي ليخت هو ضحية هذه الانتقادات المُجحفة، حيث يعتبر الكثير من متابعي كرة القدم بشكل عام ومشجعي يوفنتوس بشكل خاص، في أن المدافع الهولندي يُقدم أداء سيء مع البيانكوري، مع العلم بأن هذا الأمر غير صحيح.

السوء الذي ظهر به يوفنتوس هذا الموسم، دفع ببعض المتابعين في التفكير بأن دي ليخت هو من اللاعبين الذين يقدمون أداء سيء. مع العلم، بأن ليونيل ميسي عانى من هذه الظاهرة في هذا الموسم، حيث يظن الكثيرون بأن اللاعب الأرجنتيني يُقدم مستويات عادية لان برشلونة اساساً ليس بالفريق المنظم، الا أنه أثبت في نهاية المطاف بأنهم مخطئين. وهنا يكمن بيت القصيد، فليس من الضروري إن كانت المنظومة التي يلعب بها لاعب محدد تقدم أداء سيء، فإن هذا اللاعب يُقدم مستويات عادية.

حكم غير عادل

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

في مقال للكاتب ستيفن ستونسي على موقع سيكولوجيا اليوم، يُسلط الضوء خلاله على السبب الرئيسي خلف حب الناس لانتقاد الغير، حتى لو لم يكن انتقادا بنّاءً، يُشير في أن الانتقاد هو أسهل ما قد يقوم به الإنسان، فهو يحب أن يعطي رأيه في كل شيء، ويرغب في التعبير عن أراءه مهما حصل.

كما ذكر بأن الإنتقاد هو حاجة مُلحة يتغذى منها البعض، حيث يرى في أن الانتقاد هو أفضل وسيلة للتعبير عن حزنه. لذا، مع خسارة فريق ما، قد يُصوب المشجع انتقاداته بشكل مُجحف، وذلك بسبب سيطرة الغضب والحزن عليه. لكن الأمر غير المحبب، هو عندما يتحول هذا النقد غير المنطقي، إلى وسيلة يتسلح بها المشجع في أراءه وأفكاره.

ماتياس دي ليخت

ساري يحمي ظهر مدافعه

“يجب على دي ليخت أن لا يشعر بالحرج من نفسه مهما حصل، هو يقوم بعمل جيد مقارنة بالظروف والتحديات التي يمر بها لاعب عمره 19 عاما في إيطاليا. أعتقد بأنه سيصبح أحد أفضل المدافعين في المستقبل.” ماوريسيو ساري

في الحقيقة، وبدون أي مقدمات، ما يقوله ساري مدرب يوفنتوس هو صحيح، مدافع في عمر ال19 يلعب كأساسي لفريق كبير مثل يوفنتوس؟ ليس بالأمر السهل خصوصا اذا أردنا شرح ذلك على الصعيد النفسي.

لم يكن متوقعاً بأن يتم الإعتماد على دي ليخت كمدافع أساسي في يوفنتوس، لكن اصابة كيليني منحته فرصة ذهبية من أجل أن يعتمد عليه ساري باستمرار، ويتحول من لاعب مُطالب منه التأقلم في موسمه الأول إلى تقديم أداء مميز طوال الموسم.

ماوريسيو ساري ومع إقتراب نهاية الموسم، عاد مجدداً من أجل توضيح الأمور ودعم المدافع الهولندي، كما أشاد بما يُقدمه، وأشار إلى تطور أداء دي ليخت، حيث بات يفهم طريقة اللعب في إيطاليا على حد قوله.

الرقابة كما يجب أن تكون

إن عدنا في الزمن للوراء، إلى مباراة تورينو ويوفنتوس والتي انتهت بفوز الفريق الأخير بنتيجة 4/1، إعتمد ساري على على رسم 4.2.3.1 في الهجوم و 4.4.2 في الدفاع.

في معظم دقائق المباراة، كان كوادرادو عُنصراً فعالاً في الهجوم، يقوم في لعب عرضيات ويتقدم كثيراً نحو الأمام وبَيُشكل مثلثات مع زملاءه في الثلث الأخير من ملعب الخصم. لذلك، كان مطلوب بأن يقوم لاعب في تغطية المساحات الشاسعة التي يتركها الظهير الكولومبي خلفه، ودي ليخت كان في الموعد، حيث حرم لاعبي تورينو من أي فرصة من أجل الانطلاق بالهجمات المرتدة على هذه الجهة.

ليس هذا فقط، بل فاز دي ليخت أيضا في معظم الصراعات الثنائية أمام بيلوتي، وقام بالتغطية عليه كما يجب، في كل محاولة للمهاجم الإيطالي في الركض خلف المدافعين من أجل إستلام كرة طويلة، قبل أن ينفرد بالحارس ويسجل، الا ان هذا كله لم يحصل، لأن دي ليخت كان حاضراً.

بالأرقام.. دي ليخت مدافع مؤثر ومهم في يوفنتوس

على الرغم من كل الدعم الذي يلقاه دي ليخت من زميله في الفريق بونوتشي خارج أرض الملعب، الا أنه غير كافي، فهو بحاجة أيضا إلى دعم خاص على أرض الملعب، يُسادنه أخ كبير في ظل غياب كيليني، ولا يدعه يتلقى كل اللوم من الجماهير بسبب الأهداف التي تُسجل في مرمى الفريق.

دي ليخت تسبب بركلات جزاء، هذا صحيح، لكنه في المقابل، أنقذ يوفنتوس في العديد من المرات، بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث تشعر في غيابه عندما يدخل يوفنتوس اللقاء بدونه، تماما مثل مباراة فريقه أمام ميلان والتي أنتهت فوز الروسونيري 4/2.

الفوز في الصراعات الثنائية :

دي ليخت : الفوز بمعدل 3 صراعات ثنائية في المباراة الواحدة
كوليبالي : الفوز بمعدل 2.1 صراع ثنائي في المباراة الواحدة
بونوتشي : الفوز بمعدل 1.75 صراع ثنائي في المباراة الواحدة
سكرينار : الفوز بمعدل 1.1 صراع ثنائي في المباراة الواحدة

إحدى أهم ميزات المدافع الذي يفوز في الصراعات الثنائية هي جهوزيته البدنية وذكاءه في خطف الكرة من اللاعب الخصم، وهذا ما جعل دي ليخت يظهر بصورة المدافع المتكامل مع أياكس في الموسم الماضي، حيث يُدعي البعض في أنه لم يعد كذلك مع يوفنتوس، الا أن ذلك غير صحيح.

عرقلات صحيحة :

كوليبالي : يقوم ب1.2 عرقلة صحيحة في المباراة الواحدة
دي ليخت : يقوم ب1.1 عرقلة  صحيحة في المباراة الواحدة
سكرينار : يقوم ب0.9 عرقلة صحيحة في المباراة الواحدة
بونوتشي : يقوم ب0.7 عرقلة صحيحة في المباراة الواحدة

قد تكون العرقلات هي واحدة من أصعب المهام الدفاعية المُطالب من أي لاعب القيام بها، لانه عليه التصرف بشكل ذكي، حتى لا يرتبك الأخطاء مما يمنح الفريق الخصم ضربات ثابتة من جهة، وحتى لا يتحصل على إنذار من جهة أخرى.

الضغط على حامل الكرة من الفريق الخصم في الثلث الأخير : (الدوري الإيطالي فقط)

كوليبالي : قام بالضغط 129 مرة في 24 مباراة لعبها، أي ما يُعادل 5.2 مرة في المباراة الواحدة.
سكرينار : قام بالضغط 150 مرة في 31 مباراة لعبها، أي ما يُعادل 4.8 مرة في المباراة الواحدة.
دي ليخت : قام بالضغط 122 مرة في 29 مباراة لعبها، أي ما يُعادل 4.2 مرة في المباراة الواحدة.
بونوتشي : قام بالضغط 99 مرة في 34 مباراة لعبها، أي ما يُعادل 2.9 مرة في المباراة الواحدة.

من الطبيعي جدا أن نرى سكرينار متفوق على دي ليخت، وذلك بسبب اعتماد كونتي على الضغط العالي، حيث يُجبر لاعبيه على الضغط طوال المباراة على لاعبي الخصم وذلك بسبب اعتماده على رسم 3.5.2

الإعتراضات : (الدوري الإيطالي فقط)

دي ليخت : قطع الكرة 51 مرة في 29 مباراة، أي ما يُعادل 1.75 مرة في المباراة الواحدة.
كوليبالي : قطع الكرة 39 مرة في 24 مباراة، أي ما يُعادل 1.63 مرة في المباراة الواحدة.
بونوتشي : قطع الكرة 54 مرة في 34 مباراة، أي ما يُعادل 1.58 مرة في المباراة الواحدة.
سكرينار : قطع الكرة 31 مرة في 31 مباراة، أي ما يُعادل مرة واحدة في المباراة الواحدة.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة