سبورت 360 – قدم ميلان ويوفنتوس واحدة من أكثر المباريات المثيرة والغريبة هذا الموسم في الدوري الإيطالي، حيث تفوق ميلان في النتيجة النهائية بأربعة أهداف لهدفين بعد أن كان يوفي متسيداً للمباراة حتى أول ساعة لعب على ملعب سان سيرو.
تلك النتيجة الرائعة التي حققها ميلان يعود الفضل بها إلى شجاعة ستيفانو بيولي وقوة اللاعبين الذهنية التي يتمتعون بها مؤخراً والتي تجعلهم من أفضل الفرق على مستوى “الفورمة” بالوقت الحالي.
بينما تُعيد تلك النتيجة وما حدث في آخر نصف ساعة المدرب ماورتسيو ساري إلى مرحلة الشك التي كان بها عدة مرات في هذا الموسم.. ولكن يوفنتوس رغم كل شىء مازال الفريق المتصدر وصاحب الحظوظ الأوفر بتحقيق الاسكوديتو التاسع على التوالي.
رابيو وهدف رائع
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
بالتأكيد لا بد من التوضيح أن ماورتسيو ساري قام بعملٍ جيد في الفترة الماضية مع الفريق، ولكن اليوم أخطأ بشكلٍ واضح جداً في عدة قرارات وتصرفات كان لا بد عليه القيام بها.
تقدم يوفنتوس بهدفين مقابل لا شىء بعد 54 دقيقة، ثم وجد نفسه بعد 14 دقيقة متأخراً بنتيجة 3-2، فهذا يؤكد أن المدرب لم يكن ناجحاً في إبقاء لاعبيه مركزين ودفعهم وتحفيزهم على الحفاظ على الأفضلية والأداء الإيجابي.. يجب على ساري أن يجد طريقة للتعامل النفسي الجيد مع اللاعبين في هذه المواقف، فهذا الأمر في بعض الظروف يكون أكثر حسماً من التكتيك والحفاظ على أسلوبه كما يريد.
قدم يوفي في أول شوط وفي الدقائق الاولى من الشوط الثاني أداءاً جيداً ثم أصبح أداء الفريق ضعيفاً على مستوى التمركز وعلى مستوى القوة البدنية والذهنية وهذا خطأ كبير يشترك فيه المدرب الذي يجد فريقه في مباراة أخرى كبيرة – مثل مباراة أتلتيكو مدريد في دوري الأبطال ومباراة لاتسيو في السوبر والدوري- يفقد الكثير من الطاقة والقوة البدنية، فهذه مشكلة تحضير بدني واضحة وتكررت اليوم بشكلٍ واضح للعيان.
شوط أول جيد لفريق يوفنتوس .. وثاني كارثي
بالإضافة إلى تأخر ماورتسيو ساري في إجراء التغييرات، وإدخال دوجلاس كوستا في الدقيقة 70 بدلاً من إدخاله في وقتٍ مبكر أكثر، إضافة للإبقاء على بيانيتش الذي بدأ يفقد تركيزه ..فإن لاعبي اليوفي عليهم عامل كبير في تلك النتيجة.
وبغض النظر عن حالة ركلة الجزاء التي تم احتسابها ضد بونوتشي، لكن دفاع اليوفي كان سيئاً لدرجة غريبة في الهدف الثاني، حيث اخترق كيسي منطقة الجزاء بسهولة وأمام 3 مدافعين وسدد كرة سهلة وفي هذه اللقطة نرى تصرف فردي سىء جداً من دفاع اليوفي لا يُمكن أن يتحمله المدرب وحده.
من الواضح أن روجاني متأثر كذلك بعدم مشاركته منذ وقت طويل جداً ولكن الأداء الذي تم تقديمه اليوم لا يُمكن تبريره من جانب بونوتشي، كان ثنائي دفاع اليوفي بغياب كيليني ودي ليخت كأنه دفاع فريق درجة ثانية أو أسوأ.
بيولي يحتفل مع اللاعبين بعد العودة العظيمة ضد يوفنتوس
أثبت بيولي أنه مدرب قدير ويستحق الاحترام والثناء بعض النظر عن استمراره للموسم القادم أو لا، فقد قام بتديل شجاع جداً وهو إدخال رافائيل لياو في مكان سالمايكرس واللعب تقريباً بأربعة مهاجمين أو 4/4/2 متقدمة مع وجود ريبيتش وتشالانوجلو على الأجنحة بقوتهم البدنية ووجود المهارة الفنية مع لياو وإبرا في العمق، وكان دخول تشالانوجلو مكان باكيتا إيجابياً للغاية لأن تشالانوجلو لاعب جماعي أكثر رغم أن مهارات باكيتا لا خلاف عليها.
كما قدم عدد من اللاعبين مباراة أخرى كبيرة على المستوى الفردي مثل كيسي الذي يتطور جداً مع بيولي بالإضافة لثيو هيرنانديز، ورغم خطأ كايير ورومانيولي في الهدف الثاني لكنهما ثنائي مميز تحت قيادة بيولي في الفترة الأخيرة.. ولا يمكن إغفال دور جيانلويجي دوناروما في هذه المباراة فهو مرة أخرى حارس حاسم ويملك مستقبل عظيم ولا بد أن يعمل ميلان على الحفاظ عليه إذا كان قادراً على ذلك
ميلان بيولي ونهاية مثيرة للإعجاب للموسم
من الواضح أن تواجد بيولي كمدرب مؤقت إلى حين وصول المدرب الألماني رالف رانجنيك قد يؤثر على اللاعبين والأجواء، ولكن قدرة بيولي على الاحتفاظ بالهدوء في البيئة الداخلية وتحفيز اللاعبين بهذا الشكل يؤكد أنه مدرب ورجل كبير.
تدخلات بيولي في المباراة كانت أفضل كثيراً من ساري وخصوصاً بإخراجه السريع لإبراهيموفيتش بعد الهدف الثاني وإدخال بونافينتورا الذي ساهم مع بن ناصر وكيسي في استرجاع عدد أكبر من الكرات..ليُكمل الفريق المباراة بـ 4/2/3/1 كما بدأ، بيولي استطاع أن يُغلق المباراة لصالح فريقه أما ساري لم يفعل، وإذا كان متمسكاً بالأسلوب والعمل الجيد الذي بدأ الفريق مؤخراً، لكن عليه الانتباه لأمور أخرى تُفسد العمل الجيد والكرة الجميلة.. والانتباه لمعدلات انخفاض الجهد عند بعض لاعبيه.
بشكلٍ عام كان وجود بيولي له أثر إيجابي للغاية في تحسن أداء اللاعبين وفهمهم لتحركات بعضم البعض بالإضافة للتحسن التكتيكي والهدوء عند لاعبي الوسط والدفاع، أصبح ميلان فريقاً قادراً على استغلال أقل عدد من الفرص للتسجيل وبنفس الوقت تحسن كثيراً دفاعياً عن منتصف الموسم.
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
