مر عشرون عاما وما زلت الأفضل .. الجميع رحلوا و أصبحوا من الماضي الجميل ، إلا أنت رفضت الانكسار أمام الزمن ، و حاربته بفضل بسالتك و شغفك وعشقك لبلدك وفريقك وتعطشك الدائم للفوز وتحقيق المزيد نعم عشرون عاماً و يوماً بعد يوم يزداد عشقنا لك ، عشقنا لرؤيتك تدافع عن مرمى المنتخب الإيطالي و فريق اليوفي ، لتجعل المهاجمين في حيرة يقولون " بربكم من أين أتى هذا الوحش ؟ " نعم عشرون عاما لجيجي بوفون في القمة ، ما لم يسبقه إليه أي حارس من قبل.

أن تعشق وطنك و تصرخ من كل قلبك أثناء ترداد نشيد وطنك في كل مناسبة ، أمر لا يفعله سوى بوفون .. أن تلعب في ست كؤوس عالم ، لم يفعله أحد قبل بوفون ، فجيجي صرح أن مونديال 2018 سيكون محطته الأخيرة . لن أدخل في تفاصيل تصريحات النجوم الذين أشادوا بك ، فلا يختلف اثنان على أنك الأفضل في التاريخ و أنك جدار عازل و  صمام الأمان لدفاعك .. لن ننسى كيف أهديت إيطاليا كأس العالم 2006 بفضل تصدياتك الخرافية و منها نذكر التصدي لرأسية زيدان . لن ننسى كيف قبلت أن تهبط إلى الدرجة الثانية عندما كنت أفضل حارس في العالم دون منازع ،لتظل وفياً لليوفي، على الرغم من العروض التي أتت من كل حدب و صوب للحصول على خدماتك.

عندما تقول "كاريزما " و "غرينتا " و "وهرة " و وفاء و استمرارية ، فأنت تشير حتماً إلى أعظم من وقف بين الخشبات الثلاث ، إلى حارس لا تستطيع الكلمات أن تنصفه لأنه كرس حياته للدفاع عن بلده و فريقه المفضل و لم يتراخى يوماً فهو متعطش دائماً للفوز ، فضلا عن كونه قائداً حقيقياً يحفز زملاءه و يوحد الفريق.

سأتباهى أمام أولادي وأحفادي أنني شاهدت طوال عقدين من الزمن أسطورة تدعى بوفون ، أعتقد أن جيجي أصبح أكثر من أسطورة في تاريخ الكرة ، فهو لوحده يجسد تاريخ حراسة المرمى ، فعندما تقول حارس مرمى أول من يتبادر إلى ذهنك هو بوفون بدون شك .. على الأجيال الصاعدة أن تتعلم في مدرسة بوفون ، مدرسة العطاء والمثابرة والوفاء والشجاعة والحب شكراً على المتعة وعلى الذكريات يا جيجي ، أتمنى أن استمر في مشاهدتك لأطول فترة ممكنة ، فأنت من طينة مارادونا وميسي ورونالدو وبيليه وزيدان وكرويف .. أنت خالد إلى الأبد في تاريخ الساحرة المستديرة . 

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة