وليد جودة – تعيش مدينة الجنوب الإيطالي حلماً تتمنى أن يكتمل بشكل سعيد، نابولي تحلم منذ سنوات طويلة بلاعب يعيد لها ذكريات مارادونا، ذكريات الزمن الجميل والعصر الذهبي للسان باولو، ويبدو أن النابوليتانو قد وجدوا ضالتهم أخيراً، وكأنهم على موعد مع صناعة الحدث بأقدام أبناء الأرجنتين، وإن كان أقل مهارة من البيبي دي أورو، هيغواين أصبح الرمز للآزوري.
غونزالو هيغواين يقدم موسماً عظيماً بما تحمله الكلمة من معنى، 21 هدفاً في 21 مباراة في بلاد الكاتيناتشو، هو بالتأكيد رقم أسطوري يحققه الفتى الأرجنتيني الذي وجد نفسه هذا الموسم محلقاً في سماء نابولي، وعلى ما يبدو متحرراً من قيود أثقل كاهله بها بينتيز وحرره منها ساري، هيغواين بات على أعتاب صنع التاريخ، ليس في نابولي فقط، بل ربما في إيطاليا، جنة كرة القدم.
أهداف هيغواين نصبت نابولي كأبرز فرسان رهان اللقب إلى جانب يوفنتوس، ومن انتصار لانتصار كان للبيبيتا بصمة في كل مشوار، الأرقام الفردية لهيغواين انعكست بشكل إيجابي مثير للإعجاب على المستوى الجماعي في نابولي و منحته صدارة "السيريا آ" حتى الآن، لكن هذا المعدل التهديفي الغير اعتيادي في إيطاليا يقودنا إلى السؤال الأكبر: هل يفعلها البيبيتا ويحفر اسمه في سجلات الكالتشيو التاريخية ؟!
منذ بدايته في ريفر بليت عام 2004، مروراً بتجربته الكبيرة رفقة ريال مدريد، وصولاُ إلى محطته الحالية في نابولي، كان أفضل المواسم للفتى الأرجنتيني من الناحية التهديفية رفقة الملكي عندما سجل 27 هدفاً موسم 2009/2010، وفي آخر موسمين رفقة نابولي سجل 17 و18 هدفاً على التوالي.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
استمرار هيغواين بمعدله الحالي بهدف في كل مباراة سيمنحه فرصة عظيمة لكسر الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة للاعب في موسم واحد، الرقم القياسي الحالي ما زال صامداً منذ عام 1929 ومسجلاً باسم جينو روسيتي هداف تورينو العظيم وقتها بـ36 هدفاً، والحقيقة أن تجاوز حاجز ال30 هدفاً في إيطاليا يعتبر من الحالات النادرة، رغم امتلاك الكالتشيو على مر الزمان أبرز وأعتى المهاجمين من حول العالم، لكن الكلمة العليا في إيطاليا كانت للمدافعين.
و بالنظر إلى سجلات الكالتشيو في ال20 سنة الأخيرة، نجد أن الرقم الذي وصل إليه هيغواين الآن يمكن له أن يمنحه لقب الهداف فعلياً، والتأكيد على ذلك يأتي عندما نعلم أن حاجز ال30 هدف في الموسم لم يكسر سوى مرة يتيمية في هذه السنوات عبر لوكا توني، والذي سجل 31 هدفاً رفقة فيورنتينا موسم 2006/2007، و في الموسمين الأخيرين سجل إيموبيلي 22 هدفاً في 2013/2014، ومثلها لإيكاردي ولوكا توني في 2014/2015.
هذه الأرقام والمؤشرات تدفعنا بالفعل إلى المزيد من الترقب لما سيصل إليه البيبيتا في نهاية الموسم، فهل سيصنع التاريخ ويكسر الرقم القياسي؟! هل سينشر الفرح في نابولي بالاسكوديتو؟! وهل يقدر على تحقيق الأمرين معاً ؟! أم أن لا شيء من ذلك سيحصل ؟! الأيام كفيلة بإجابتنا على كل هذه الأسئلة.
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
