أدريانو جالياني,عرفناه بربطة عنق صفراء وحماس دائم على مدرجات السان سيرو.هو أحد أهم رجال خلف الكواليس في كرة القدم ,عرفه كارلو منذ 30 عاماً لذلك كان جديراً بأن يترك له قسماً كبيراً من كتابه ليعبر فيه غالياني عن أفكاره حول الكرة و عن كارلو.
موضوع اليوم من كتاب أنشيلوتي و حلقة مطولة مع أذكى البخلاء ,أدريانو جالياني !
أنشيلوتي وجالياني
من هو المدير الرياضي حسب جالياني ؟
أنا في الميلان منذ 30 عاماً و أشغل منصب المدير الرياضي و كنت المدير المسؤول عن كارلو لمدة 8 سنوات.من الصعب جدأ شرح من هو المدير الرياضي في أندية كرة القدم الكبيرة , ولكن بالإمكان القول أن المدير الرياضي هو الشخص الذي يقوم بتصنيع كرة القدم.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
كرة القدم كلعبة وجدت منذ وقت طويل ,ولكن لو لم يأتي أحدهم ليبدأ بالتصنيع لبقيت هذه اللعبة تلعب في الشوارع و الشواطئ.
بدأت القوانين كالتسلل و غيره ,بدأ المدربون بتعليم الناس كيف تلعب هذه اللعبة ثم أتى أحدهم و فكر في أن يحول كل ذلك إلى مصنع حقيقي للمال.بدأت الناس تذهب للملاعب ,ثم و بفضل حقوق الرعاية و الأموال من النقل التلفزيوني تحولت اللعبة إلى ظاهرة تحمل في طياتها الملايين .الرئيس ماذا يفعل ؟يقوم بتصنيع اللعبة بحيث تتوافق مع شركاته!
مصانع الكرة (يقصد غالياني الأندية) هي شيء مشابه لمصانع الأفلام الأمريكية.المباراة تستمر 90 دقيقة كما في الأفلام ,الملعب هو مسرح الفيلم. من الممكن أن تهدر الكثير من المال لتحصل على مباريات و أفلام سيئة , ومن الممكن أن توفر المال و أن تصنع النجاح في نفس الوقت, اللاعبون بدلاً عن الممثلين ,المدرب هو المخرج ,الرئيس و المدير الرياضي هم المنتجين!
اللقاء مع كارلو اللاعب:
أول مرة التقيت كارلو كانت في آب-أغسطس عام 1987 ,النادي قام بتعيين مدرب جديد اسمه أريجو ساكي.في إيطاليا المدرب يقوم بتدريب اللاعبين ثم يقوم بطلب ما يحتاجه ,هنا تأتي مهمة المدير الرياضي بشراء من يراه مناسباً و بالسعر الذي يفضله.في إنكلترا و حسب فهمي للأدوار هناك فإن المدير هو المدرب و هو من يقوم بشراء وبيع اللاعبين أيضاً.
عندما طلب ساكي لاعب وسط و بالأخص كارلو أنشيلوتي شعرنا بالقلق أنا و برلسكوني خصوصاً و أن اللاعب يعاني من إصابات عديدة على مستوى الركبة.
وافق رئيس نادي روما دينو فيولا على بيعه في اليوم الأخير مقابل خمسة أو ستة مليون لير ,رقم كبير بالنسبة للاعب في الثامنة و العشرين و يعاني من إصابات على مستوى الركبة.
قضى كارلو 4 سنوات مع ساكي الذي رحل لتدريب المنتخب عام 1991 ,ثم قضى كارلو السنة الأخيرة تحت إشراف فابيو كابيلو.
فترة رائعة حققنا فيها لقبين في الدوري و مثلهما في دوري الأبطال و السوبر الأوروبي.
عندما قرر كارلو الاعتزال بعمر الثالثة و الثلاثين بسبب الإصابات في الركبة ,توجه فوراً إلى ساكي الذي طلبه ليعمل كمساعد له في تدريب المنتخب الإيطالي.
بهذين الرجلين من ميلان كمدرب و مساعد و بوجود حوالي ثمانية لاعبين من الميلان في التشكيلة وصلت إيطاليا إلى النهائي و خسرت أمام البرازيل بركلات الجزاء.
أنشيلوتي مدرباً للميلان:
كارلو بقي دائماً في قلوبنا ,كان قد أقيل من تدريب اليوفي و كان ما يزال يحصل على الراتب من هناك ,و نحن بدورنا قمنا بإقالة فاتح تريم بعد ست مباريات آخرها الخسارة في تورينو.
جلست مع كارلو في بارما ,التي بالنسبة له تعد عاصمة الطعام في أوروبا.في بيت كارلو تعرف أنك ستأكل جيداً ,في المرة الأخيرة التي كنا فيها سوياً في مدريد قام بالطبخ بنفسه كما جرت العادة ,هو طباخ ماهر كما في التدريب.
عام 2003 وصلنا مع كارلو إلى نصف النهائي في دوري الأبطال وكنا 3 أندية إيطالية في نصف النهائي ,هو نجاح للكرة الإيطالية لم يتحقق مرة أخرى بعد ذلك لسوء الحظ.
أقصينا خصومنا المحليين في المدينة (إنتر ميلان) ثم حصل الشيء الأجمل في العالم و الذي سيبقى في قلوب جماهير الميلان دائماً ,فزنا وعلى اليوفنتوس بضربات الجزاء في مانشستر ثم فزنا بلقب الكأس المحلية ضد روما محققين لقبين في 3 أيام .
فزنا ب 8 ألقاب مع كارلو ,و كنا على قائمة التصنيف في أوروبا عام 2007 فوق ريال مدريد و برشلونة.
ليلة إسطنبول:
دائماً ما يسألوني عمّا حدث بعد ليلة إسطنبول ,في الحقيقة لقد دعمنا كارلو يومها .كان شعور كبير بالحرقة خصوصاً أننا لعبنا بشكل رائع في الشوط الأول و الشوط الثاني ,عدا تلك الدقائق الست الملعونة!!
في الدقيقة 120 تدخلت المعجزة لصد كرة شيفشنكو ,إنه القدر.
في خمس سنوات جميلة وصلنا إلى النهائي 3 مرات ,نصف النهائي مرة و ربع النهائي مرة, لم يقترب منا أحد في ذلك الوقت ,لا ريال مدريد و لا برشلونة و لا بايرن ميونيخ.
كارلو يملك طريقته الخاصة في تدريب اللاعبين ,فقط مورينيو و غوارديولا يفعلون ذلك .
نهائي أثينا 2007:
أحد لحظاتي المفضلة مع كارلو كانت عندما زرت تدريبات الفريق قبل نهائي أثينا ضد ليفربول عام 2007 ,فيليبو إنزاغي في التدريب كان غائباً تماماً ذهنياً وبالكاد يستطيع الجري بالكرة !
كان لدينا ألبرتو جيلاردينيو الذي تألق بشكل ملفت في نصف النهائي في مواجهة مانشستر.
قلت لكارلو وقتها:
“لماذا لا تلعب بجيلاردينيو ,يبدو بحال أفضل بكثير من إنزاغي”
فرد كارلو فوراً:
“إنزاغي حيوان غريب , ربما غداً ستكون ليلته ” , إنزاغي سجل هدفين في تلك الليلة!
أي مدرب آخر كان سيختار جيلارينيو ليلعب النهائي ,كارلو كان يملك الإحساس اللازم لإشراك إنزاغي!
“بعد ثلاثين عاماً قمت بتطوير قدرتي على رؤية أشياء متل هذه ,ثم قمت بالتعلم على أن أصدق تلك الرؤية”
كارلو الإبن الضال:
قضيت خمسة أيام مع كارلو في مدريد عندما علمت أنه قد تمت إقالته هناك ,كنت أريد إقناعه بالإنضمام مجدداً للفريق ولكنه لم يرضى في النهاية.قال لي بأنه يحتاج لإجراء عملية في العنق ,ربما لولا تلك العملية لكان أتى إلى الميلان.
ربما كان قلقاً من العودة ,يقولون لا تعود إلى الخلف أبداً ,13 عاماً مع الميلان هو وقت طويل ,من الصعب جداً العودة بعد كل تلك النجاحات كلاعب ومدرب للفريق.
لكنه بالتأكيد ما زال صديقي منذ 30 عاماً
ترجمة: أسامة شاهين
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
: حديث طويل مع جالياني! "Pinterest")
