معلومات اللاعب :
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
التخبط والخليفة المفقود
بدأت عملية البحث عن خليفة لأسطورة الدفاع الايطالي منذ أعلن نادي الميلان أن المسيرة الذهبية لجلاد المهاجمين قد إنتهت ، وتحديداً منذ صيف عام 2012 ، حيث كان الجميع يعلم أن ايجاد بديل على ذات المستوى والموهبة التي كان عليها ابن العاصمة الإيطالية خلال ذات الصيف ، هو ضرب من الخيال ، وبالتالي بدأ مسلسل التوهان الدفاعي للميلان ، ورأينا دفاع الروسينيري يتخبّط ، فمن دانييلي بونيرا إلى يبيس إلى فيليب ميكسيس ، وصولاً إلى زاباتا ، حتى تمت صفقة المدافع الإيطالي أتشيربي الذي كان شجاعاً كفاية لحمل الرقم 13 ، وقامت وسائل الإعلام الايطالية بعمل هالة كبيرة حول اللاعب ، كانت نهايتها وخيمة ، فاللاعب سقط سقوطاً حراً ، حيث ظهر بمستوى سيء للغاية ، قد لا يكون اللاعب بذلك السوء.
لكن أن تأخذ رقماً ارتداه من يعد أحد أساطير مركزه على مر تاريخ كرة القدم ، كافية لتشكيل ضغط رهيب ، لا يمكن للاعبين من المستوى العادي ، كفرانشيسكو أتشيربي تحمله ، فجاء الموسم 13-14 ليتجنب أي من مدافعي الفريق حمل الرقم ، ويبقى مكان نيستا خالياً ، نيستا الذي عندما تعاقد معه الميلان ، جاء سنداً للأسطورة باولو مالديني ، وأعاد إلى أذهان عشاق الميلان أيام الأسطورة فرانكو باريزي ، حين جاء للميلان في صفقة قياسية آنذاك من نادي لاتسيو ، لا يجد الميلان من يعوضه ، ومع قدوم الموسم 14-15 وصل أليكس وعادل رامي لخط دفاع الروسينيري ومر الموسم كسابقيه ، تخبط وضياع ، في ذلك الموسم .
الإكتشاف والإنتقال مع ميهالوفيتش
بينما كان الميلان مستمراً مع مدافعين دون المستوى ، مقارنة بخط الدفاع الميلاني تاريخياً ، كان سينيسيا ميهالوفيتش ، الذي سبق له اللعب بجوار نيستا ، ضمن دفاع نادي لاتسيو ،وكان يدرب سمبدوريا في ذلك الموسم ، يلاحظ الوافد الجديد لفريقه على سبيل الإعارة من نادي روما ، أليسيو رومانيولي الذي قال فيه ميهالوفيتش لاحقاً : “أليسيو يذكرني بأليساندرو نيستا ، لكنه أفضل فنياً” ، وفعلاً ، في الموسم الذي يليه ، طلب ميهالوفيتش الذي استلم الإدارة الفنية لنادي ميلان ، أليسيو رومانيولي بالإسم ، فحدث الانتقال ، حيث تخلى نادي روما عن مدافعه الشاب في صفقة قدرت بـ25 مليون يورو ، روما الذي حتى تاريخ كتابة هذا المقال ، ما زال يعاني دفاعياً ، ويتلقى الأهداف تلو الأهداف ، تخلى عن جوهرة دفاعية كانت بين أيدي الفريق ، الذي بصراحة لا تستطيع فهم الإدارة في ذلك النادي ، جدير بالذكر أن رومانيولي كان ضمن خطط المدرب زيمان في روما حين تم تعيينه ، والذي أعطاه الفرصة للظهور لأول مرة ، وكانت للصدفة ، أمام ميلان ، حيث كان رومانيولي يبلغ “17” عاماً ، لكن مع إقالة زيمان ، لم يأخذ الموهوب الإيطالي فرصته كاملة في روما ، حتى تمت إعارته لسمبدوريا.
وكان اللقاء مع ميهالوفيتش الذي وضع ثقته في اللاعب ، ونقله معه الى الميلان ، وكان من المفارقات في عملية إنتقال رومانيولي إلى الميلان ، أن أسطورة روما ، فرانشيسكو توتي ، كان قد حاول ثني أليسيو عن الإنتقال ، لكن رومانيولي أخذ قراره في النهاية ، ميلان هو المكان الذي سأصنع اسمي فيه .
نيستا القدوة والرقم 13
سرعان ما قرر أليسيو حمل رقم قدوته في عالم كرة القدم ، أليساندرو نيستا ، الرقم “13” ولأول مرة منذ إعتزال نيستا ، يتوهج من جديد ، موهبة رومانيولي التي لا غبار عليها ، والقدرات الفنية التي يتمتع بها ، من تحكم عالٍ بالكرة ، وتمريرات بينية دقيقة ، والتي يظهر بها وكأنه لاعب وسط ، حيث كان مركزه في بداياته ، وحيث كان يرى نفسه في الملعب حسب ما قال ، قبل أن يصبح قلباً للدفاع ، والذي بدوره يفسر الفكر العالي في صناعة اللعب من الخلف ، بشكل يذكرنا بتمريرات نجم دفاع اليوفنتوس ، ليوناردو بونوتشي .
المنتخب الإيطالي
كان من المتوقع إستدعاء رومانيولي لصفوف المنتخب الإيطالي المشارك في بطولة أمم أوروبا الأخيرة 2016 ، لكن كونتي قرر في النهاية استبعاد المدافع الشاب ، على الرغم من الموسم الأول المبشر الذي قدمه أليسيو مع فريقه ، إلا أن حال الميلان ككل ، والتخبط في إختيار المدافع الذي يلعب الى جانب رومانيولي ، كان أحد أسباب تلقي الميلان لأهداف كثيرة ، وحال دون توهج رومانيولي ، كما هو متوقع ، وعلى المستوى الذي تبشر به الموهبة الكبيرة التي يملكها ، أليسيو الذي تدرج في كل الفئات السنية للمنتخبات الإيطالية ، حصل أخيراً على إستدعائه الدولي مع المدرب فنتورا ، الذي خلف كونتي على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الإيطالي ، بانتظار أن يبدأ الإعتماد على مدافع الميلان ، بشكل أكبر ، حيث المنطق يقول ، أن رومانيولي ، سيكون أحد أعمدة المنتخب الإيطالي الأساسية ، إن لم يكن في كأس العالم 2018 ، فبعده بشكل شبه مؤكد ، كما تشير كل التوقعات ، والأرقام .
المستوى الملفت والعروض الأوروبية
بعد تقديمه لموسم أول ممتاز ، انهالت العروض الأوروبية على المدافع الإيطالي الشاب ، فبحسب مجموعة من الصحف ، أراد برشلونة وبايرن ميونيخ ، الحصول على خدمات رومانيولي ، في الصيف الماضي ، حتى وصل العرض الأبرز ، الذي قدمه نادي تشيلسي ، المقدر بـ35 مليون يورو ، والذي كان الرد عليه حاسماً من قبل إدارة الميلان ، التي على ما يبدو بدأت بالتفكير فعلياً بالعودة إلى مصاف كبار القوم في أوروبا بحماية مواهب الفريق ومستقبله ، بعد الفترة السيئة التي عاشها الميلان ، منذ آخر لقب حققه الفريق ، عام 2011 ، في الكالتشيو ، تحت عنوان “رومانيولي ليس للبيع” ، عنونت الصحف والمواقع الرياضية ، رد الإدارة الميلانية على عرض نادي تشيلسي ، الأمر الذي علّق عليه أليسيو بقوله : “أنا سعيد ببقائي هنا في ميلان. هنا سوف أنمو وأصبح أفضل ، يسعدني أن بيرلسكوني قام باستثمار كبير من أجلي” .
الموسم الجديد مع المستر مونتيلا
تابع المدرب الجديد للروسينيري فينتشينزو مونتيلا ما بدأه سلفه ميهالوفيتش ، بالإعتماد على مدافعه الشاب ، ويبدو أنه وأخيراً ، وجد الميلان من يلعب بشكل ثابت إلى جانب رومانيولي ، جابرييل باليتا ، الذي يعد لاعب الخبرة في ثنائي دفاع الميلان ، والذي يحتاج رومانيولي إلى وجود لاعب بخبرته ، ومميزاته ، ليتطور ويقدم أفضل ما لديه ، ومع بداية الموسم عانى دفاع الميلان ، حيث المدرب جديد ، والأسلوب جديد ، لكن ومع تقدم الوقت ، بدأ يظهر تطور ملحوظ على أداء الميلان الدفاعي ، فالفريق لم يتلقّ أي أهداف في آخر 3 مباريات في الكالتشيو ، والعدد مرشح للزيادة ، مع الإستقرار الذي يظهر على الأداء الدفاعي للفريق ، والأداء بشكل عام ، فهل سيتابع رومانيولي التطّور والتألق ويقدّم موسماً مثالياً يؤكد فيه استحقاقه حمل قميص الأسطورة المعتزل أليساندرو نيستا ويلبي فيه الآمال المعقودة عليه من الجماهير الإيطالية عامة والميلانية خاصة؟
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب