يقولون أن هوس التجربة يفوت علينا فرص كثيرة، مثل سيدة تذهب باستمرار إلى التسوق من أجل البحث عن أفضل نوع “للبهارات” من أجل “الكبسة” فتشتري كل يوم نوعاً، تجربه، تتذوقه، تصنع منه وليمة، ثم ترميه بحجة أنه “مش أصلي” ثم تذهب لشراء نوعاً وتكرر ذات العملية ثم ترميه… وبعد عدة محاولات تكتشف أن المشكلة ليست في نوع البهارات إنما في الوصفة الخاطئة التي حصلت عليها من جارتها.
هذا حال سيلفيو برلسكوني رئيس ميلان، كل بضعة أشهر يتسوق في ميركاتو المدربين، يجلب شخص ويقول للعالم أجمع بأنه “المثالي” لقيادة الروسونيري، الطموح يصل إلى عنان رؤية جوسيب جوارديولا جديد، أو أريجو ساكي متجدد، ثم تنتهي الحكاية بإقالة المثالي للبحث عن أريجو ساكي آخر!
برلسكوني لم يفهم بعد بأن المشكلة ليست في المدرب بل في الوصفة السيئة التي حصل عليها، فليس كل مدرب هو أريجو ساكي جديد في أول موسم له بعالم المحترفين يحقق لقب الدوري الإيطالي، كما أن هناك جوارديولا واحد فقط في أول عام له يحقق سداسية.
حتى ساكي وجوارديولا وغيرهم لم يحققوا النجاح في بداية مشوارهم بعصاهم السحرية مثلما يظن العجوز برلسكوني، المدرب الإيطالي وجد عملاً نموذجياً من إدارة النادي في جلب مجموعة من اللاعبين المميزين في تلك الحقبة ليعرف كيف يوظفهم ويحقق النجاح المبهر، كذلك جوارديولا الذي وجد مجموعة من الأسماء البارزة التي بحاجة لبعض اللمسات لكي تتسيد العالم، لكن أشك بأن جوارديولا وساكي قادرين على تحويل ميلان الحالي في ليلة وضحاها إلى بطل عظيم لأن هذا المفهوم يفوق قدرات البشر.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
برلسكوني اعتنق فكرة “مدرب بعصا سحرية” وتناسى أن هناك من عمل معه، أو مع أندية أخرى، واحتاج موسماً تلو الآخر حتى يصل إلى القمة، كارلو أنشيلوتي على سبيل المثال حقق النجاح وتوج بطلاً لدوري الأبطال وكأس إيطاليا بعد أنهى موسمه الأول بدون ألقاب، ويورجن كلوب الذي صعد بدورتموند إلى القمة احتاج موسمين متتاليين احتل فيهما المركز السادس ثم الخامس بالبوندسليجا قبل أن يصنع فريق قادر على تحقيق الألقاب.
ميلان الحالي بحاجة ماسة إلى البناء والصبر، لا يوجد مدرب قادر على تحقيق المعجزات في موسم واحد إلا إن توفر له الدعم واللاعبين والأساليب التي تمكنه من فعل ذلك، بينما ميلان لا يملك أي من هذه الأدوات، لذلك يجب وضع خطة بعيدة الأمد لتطوير الفريق ما دمت غير قادر على التعاقد مع لاعبين من الطراز الأول في أوروبا.
الاستمرار في التعاقد مع مدرب ثم اقالته لأنه خيار خاطئ موسماً تلو الآخر يقودنا للتساؤل الأهم، ألا يجب أن يحاسب من يخطئ في الاختيار مرة تلو الأخرى بدلاً من التعمق في الخطأ؟
ميلان ما زال يبحث عن نفسه في عصر الظلام، من يدير الدفة فيه يعيش في زمن الخرافات ويؤمن بأن هناك فارس سيأتيه على حصان أبيض، يملك عصا سحرية سيستخدمها ليغير الحال في ليلة وضحاها…
** اقرأ أيضاً: رسمياً .. ميلان يقيل ميهايلوفيتش ويعين بروكي
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
