سباليتي لم يظلم توتي .. فرانشيسكو من ظلم نفسه وظلم روما

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سباليتي و توتي

    ما الذي يستطيع لاعب على أعتاب عامه الحادي والأربعين أن يقدمه لفريق ينافس على مراكز المقدمة في أحد أقوى بطولات الدوري في أوروبا؟ الجواب بكل تأكيد “لا شيء عدا الخبرة، المساهمة في الدقائق الأخيرة لبعض المباريات، وتوحيد غرف خلع الملابس” هذا هو عرف كرة القدم الحديثة، والغير حديثة أيضاً.

    لذلك يعد من المستغرب والمستهجن أن تكون جماهير روما وعشاق الكرة الإيطالية ما يزالوا يطالبون برؤية توتي في الملعب، ليس كبديل فقط، بل كلاعب أساسي خصوصاً في الموسم الماضي، رغم امتلاكهم مجموعة من المهاجمين أصحاب المهارة والجودة والقادرين على تقديم أداء أفضل من فرانشيسكو.

    لوسيانو سباليتي خرج عن طوره أمس قائلاً “أنا نادم على عودتي إلى روما، تحدثوني عن مشاركة توتي في مباراة انتصرنا فيها بنتيجة 4-1 ” وفي الحقيقة لم يصل المدرب إلى هذا الحد لولا أن المسألة متراكمة فبعد الإقصاء من دوري أبطال أوروبا خرج توتي بتصريحات هجومية على المدرب موضحاً أنه أهانه بإشراكه في الدقائق الأخيرة فقط ضد ريال مدريد، وكأن فرانشيسكو بسن الأربعين عام قادر على تقديم إضافية حقيقية في الملعب ضد فريق يقاتل بشراسة ويضع عينه على اللقب.

    تصريحات توتي الهجومية على سباليتي بشكل مباشر أو غير مباشر استمرت منذ عودة الأخير للنادي، كما ترافق ذلك مع إصرار جماهيري وإعلامي على مشاركته في المباريات، فيما تناسى الجميع ما يقدمه البوسني إيدين دجيكو والمصري محمد صلاح في الملعب.

    وربما يرد البعض بالقول “ليس أساسي، لكن على الأقل يمنح بضعة دقائق في نهاية اللقاء ” والسؤال الذي يطرح هنا، من قال أن مواجهة ميلان في سان سيرو في المراحل الأخيرة من الموسم هي ودية حتى يقوم سباليتي بمنح الهدايا ليحولها إلى حفل وداع توتي؟

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    سباليتي يوجه توتي

    سباليتي يوجه توتي

    روما يقاتل من أجل المركز الثاني في دوري الأبطال بل أن تحقيق اللقب ما زال ممكناً على الورق، لذلك وداعية توتي لا يمكن أن تحدث سوى في المباراة الأخيرة للاعب في الأوليمبيكو.

    سباليتي كان محقاً في القول بأن أي مدرب سيفشل في روما، فيبدو أن هناك لاعب غير مقتنع بأنه وصل إلى سن الحادية والأربعين ويريد اللعب باستمرار عنوة، وجماهير غير مقتنعة بأن روما بحاجة للاعبين على مستوى بدني أفضل، بل على مستوى فني أيضاً، فالقائد لم يسجل سوى 8 أهداف في موسم 14\2015 الذي خاض خلالها 27 مباراة في الدوري.

    المشكلة الأكبر أن الكثيرون مؤمنين بأن اللاعب الذي قدم العطاء للنادي لسنوات طويلة يجب أن يلعب كأساسي والنادي يرد له الدين، أو لأنه رفض ريال مدريد قبل 12 عام من الآن فهو يستحق أن يبقى في الملعب طالما أراد ذلك، معتقدات عجيبة ولا تنم سوى عن عاطفة سلبية وليست إيجابية.

    أولاً، أي لاعب حينما يدخل عالم كرة القدم يعرف جيداً بأنه سيبدأ مرحلة الانحدار في المستوى مع مرور السنوات، وسيجلس على دكة البدلاء في الغالب بعد سن 34 عام أو سيتم التخلي عن خدماته. توتي من المفترض أنه يفهم ذلك جيداً كلاعب محترف حينما قرر البقاء في روما لنهاية مسيرته.

    فرانشيسكو توتي

    فرانشيسكو توتي

    ثانياً، توتي لم يرفض أي عرض بالمجان، وبمعنى أصح، القائد حصل على عرض مغري من روما عام 2005 من أجل البقاء في النادي وعدم الانتقال إلى ريال مدريد نص على نيله 6 ملايين يورو سنوياً، هذا المبلغ لم يحلم به الشاب بول بوجبا المرشح في المستقبل لنيل جائزة الكرة الذهبية في يوفنتوس عام 2015 ، وهو المبلغ الذي رفض ريال مدريد منحه للاعب مثل ديفيد بيكهام كان يدر على النادي أضعاف أجره من الإعلانات.

    ليس هذا فقط، توتي حصل على 100 % من حقوق بيع صورته وهو بند أهم من الأجر السنوي نفسه، لأن ريال مدريد يمنح لاعبيه 40% فقط من حقوق بيع الصورة بما فيهم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

    توتي وفي لروما بكل تأكيد ولا أشكك بذلك، لكن المقصود هنا أن ناديه لم يبخل عليه في شيء بل عامله كما لم يعامل الكثير من أبناء جيله، لذلك ليس من حق أحد المزاودة على النادي بعد أن بلغ عامه الأربعين.

    ثالثاً، الوفاء للنادي لا يكون في الملعب فقط، تستطيع أن تعتزل وحينها سيفتح لك أبوابه لنيل منصب إداري ومساعدته في أمور تجيدها أكثر في هذا السن بحكم خبرتك. نعم توتي سيفعل ذلك في نهاية الموسم الحالي، لكن بعد أن تأخر كثيراً في اتخاذ هذا القرار.

    الدفاع عن توتي ومهاجمة سباليتي من أجله أمر مقزز وعار على لعبة كرة القدم، الأولى أن ينتقد فرانشيسكو على اصراره للبقاء في الملعب بهذا السن المتقدم دون أن يقدم الإضافة الحقيقية لفريقه، ودون أن يكون في حالة بدنية تسمح له للعطاء طوال الموسم، وفوق ذلك يعمل على انتقاد مدربه والنيل منه بين الحين والآخر بشكل علني أمام وسائل الإعلام.

    التعاطف هنا أمر مرفوض لأنه يدمر لعبة كرة القدم ويضر بروما، والفريق دائماً أهم أن ينظر له.

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة