كونتي - إنتر ميلان - الدوري الإيطالي

سبورت 360 – حينما وصل كونتي إلى تدريب إنتر ميلان في صيف عام 2019، كان الجميع يترقب الثورة التي سوف يحدثها في قلعة النيراتزوري، نظراً لتاريخه الكبير في عالم التدريب.

يمكن وصف كونتي بالمدرب الكبير مبدئياً لأنه درب يوفنتوس، تشيلسي ومنتخب إيطاليا ولعب أمام العديد من المدارس، إنه يملك مسيرة هائلة بالفعل تجعله في مكانة مختلفة بالمقارنة بين المدربين المنافسين في إيطاليا.

لكن للإنصاف، يجب قراءة مسيرة كونتي منذ البداية ولابد كذلك من محاولة معرفة ما إذا كان نجح في تلك التجارب أو أنه مدرب محدود وأمور أخرى يمكن التطرق لها بخصوص عمله الحالي في الفريق الازرق والأسود.

تجربة يوفنتوس .. كيف تنتشل فريقًا من الضياع مع كونتي

كونتي - يوفنتوس - الدوري الإيطالي

كونتي – يوفنتوس – الدوري الإيطالي

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

كونتي كان رمزاً لليوفينتينو ويجب أن يظل على الأقل في كتب التاريخ، ليس فقط بالنسبة لمتابعي اليوفي قديماً والعارفين بتاريخه ولكن حتى لما فعله في صيف عام 2011.

كان قلة من الناس إن لم يكن أشخاص معدودين على الأصابع يثقون بنجاح كونتي مع يوفنتوس، فقد وصل إلى اليوفي بعد تجربتين غير ناجحتين مع أتالانتا وسيينا وتجربة موفقة قبلهما مع باري.

لكن يمكن القول أن كونتي استغل كافة طاقاته ومشاعره كمشجع ورمز لنادي يوفنتوس، فلقد شغل منصب المدير الفني كما يقول الكتاب، وفي الفترة ما بين عام 2011 إلى 2014 أعاد السيدة العجوز إلى السوق العالمية.

بعد سنوات من المعاناة والتخبط نجح كونتي في استعادة هوية يوفنتوس الفائز، وربما كان النادي محقاً في دعمه هو وجوزيبي ماروتا لتكوين تشكيلة قادرة على الفوز مهما كانت الظروف، وربما يقال أن اليوفي امتلك لاعبين جيدين وقتها ولكن هناك مغالطتين هنا، الاولى أن البيانكونيري كان يملك تشكيلة جيدة لكنها كانت أقل بكثير من الآخرين، والمغالطة الثانية هي أن التشكيلة وحدها لا تكفي.

كان اليوفي في عامه الاول مع كونتي فريقاً شبه عادي ونجح في اقتناص لقب الاسكوديتو من فم العملاق ميلان آنذاك وبدأ مرحلة الهيمنة في السنوات التي تلتها، وكما أشرت، اللاعبون الذين أتوا بعد ذلك أو تطوروا كانوا يحتاجون لمدرب بشخصية ومعرفة كونتي لإصقالهم، وهذا بالفعل ما فعله ببراعة.

كونتي يجيد البناء لكن هل يجيد قيادة المشروع؟

أنتونيو كونتي

أنتونيو كونتي

لكن بعد عدة سنوات من الحب والإنجازات بين يوفنتوس وكونتي افترقا لأن النادي الأبيض والأسود كان يريد أن يمضي لمرحلة أعلى وهي التألق على الصعيد الأوروبي.

أخفق كونتي في استكمال مسيرته لأسباب تتعلق بالجمود التكتيكي وعدم رغبته في المجازفة في تغيير أدوار اللاعبين أو الرسم التكتيكي المعروف بثلاثي دفاعي خلفي، وكان هناك فارقاً في مستويات الفريق ما بين بطولة الدوري وبين المشاركة في دوري أبطال أوروبا.

وفي تشيلسي تكرر نفس الأمر حيث قاد كونتي الفريق الإنجليزي ببراعة وقوة لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي، وتكرر نفس ما حدث حينما طالب بمزيد من التعاقدات ثم انفرط العقد فخسر غرفة الملابس ورحل عن البلوز.

انفعالات كونتي وخلافاته الشرسة مع بعض النجوم

لتقييم المدرب وعمله يمكن الاستدلال بجانبين، الجانب الفني والجانب الشخصي، وحينما يتعلق بالجانب الفني فبالطبع يملك المدرب الإيطالي معرفة كبيرة تمكنه من تطوير اللاعبين فنياً وبدنياً.

لكن من الجانب الشخصي دخل كونتي في معارك عديدة مع اللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة والنجوم، إنه يركز بعض الشئ على نفسه وعلى أن الفريق ملكاً له، وذلك بطريقة أكثر من اللازم، فما حدث مع إريكسن في الإنتر سبق وحدث مع دييجو كوستا في تشيلسي رغم انه لاعب لائق لتكتيكه.

كيف يلعب كونتي … هل هو مدرب دفاعي وجبان كما يقولون؟

كونتي - تشيلسي - الدوري الإنجليزي

كونتي – تشيلسي – الدوري الإنجليزي

وقبل الإجابة الحديث عن كونتي من الجانب التكتيكي، يجب تذكر تجربته مع منتخب إيطاليا والتي أظهر بها دراية رائعة بكيفية عمل الفريق على أرض الملعب، وكيف حقق الآتزوري معه مستويات رائعة رغم قلة الجودة الفنية في كأس أمم أوروبا 2016.

لكن الحديث عن كونتي كمدرب على صعيد الأندية مختلف بعض الشئ، ومن وجهة نظري فإن أنتونيو كونتي مدرب قوي من الجانب التكتيكي ولكن هناك فارق ما بين المعرفة التكتيكية وبين التنفيذ واتخاذ القرارات.

كونتي يعرف جيداً كيف يلعب 4\2\3\1 ويعرف كيف يلعب 4\4\2 ويعرف كثير من الطرق والرسوم التكتيكية على الملعب، ولكن في كثير من الأحيان لا يستخدمها.

إنتر ميلان ضد ريال مدريد - دوري أبطال أوروبا

إنتر ميلان ضد ريال مدريد – دوري أبطال أوروبا

يتعلق نفس الأمر بعدم إشراك بعض اللاعبين لأنهم ليسوا مثاليين للغاية لـ 3\5\2، وربما ترى هنا فلسفة كونتي، إنه مدرب ليس دفاعياً وليس هجومياً ولكنه مدرب مُحافظ ويريد الحفاظ على نفس أدوار لاعبيه طوال الموسم غالباً حتى وإن تغيرت تلك الأدوار بشكلٍ جماعي في بعض المباريات.

في النهاية كونتي يظل مدرباً مهماً في كرة القدم الأوروبية والإيطالية، ولكنه يرتكب عدد من الأخطاء مثل كل مدرب، ولا يحاول حتى تصحيحها، بل يوضح دائماً أسباب إصراره على شئ وتفكير معين فيما يتعلق بلاعب ما او أسلوب مُعين للفريق في بعض المباريات، ولذا قد تجد فريق الإنتر أو أي فريق يدربه يؤدي بشكلٍ قوي في بعض الأحيان، وبأداء متدني في أحيان أخرى، لكن دوماً ما سترى الانضباط والعقلية مع لاعبيه.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة