اللاعب الذي أبصر النور مع انتر ميلانو ، وتحدث الجميع في ايطاليا عن موهبته ، الموهبة التي لا غبار عليها ، ولا ينكرها كل من يعرف كرة القدم ، لكن من قال أن الموهبة وحدها تكفي في عالم كرة القدم ؟
الموهبة وحدها لا تكفي
بدأ بالوتيللي مسيرته بشكل جيد جداً مع انتر ميلانو ، وكان يقدم مردوداً طيباً جداً ، ثم استكمل ذلك عندما انتقل الى مانشستر سيتي الانجليزي ، وقدم أداء رائعاً ، وكان أحد أركان الفريق الأساسية في موسم البطولة التاريخية التي حققها نادي مدينة مانشستر الثاني ، ومن منا ينسى تمريرته الذهبية في هجمة هدف الفوز التاريخي بلقب البريميير ليج لسيرجيو أجويرو في آخر دقائق الجولة الأخيرة آنذاك ، ثم بطولة اليورو الرائعة التي قدمها المهاجم المثير للجدل مع المنتخب الإيطالي ، وأفضل مباريات بالوتيلي في مسيرته على الإطلاق في نصف نهائي اليورو 2012 عندما ضرب الحصون الألمانية بهدفين ، كان ثانيهما أحد أقوى أهداف أنصاف النهائيات في تاريخ اليورو ، قبل أن ينتقل إلى الميلان ، ويقدم موسماً أول ممتازاً ، ثم يبدأ في إهدار حياته الرياضية ، فالعالم تقريباً في الـ3 مواسم الأخيرة ، كان قد نسي السوبر ماريو .
ربما ما غاب عن ماريو بالوتيللي أحد أهم عوامل النجاح في عالم الاحتراف هذه الأيام ، وهو الالتزام ، كنا قبل بالوتيللي نتكلّم عن مزاجية الكثير من اللاعبين الموهوبين الذين أضاعوا مواهبهم بسبب مزاجيتهم ، مثل كاسانو ، على سبيل المثال لا الحصر ، لكن عندما رأينا بالوتيللي ، عرفنا معنى المزاجية الحقيقية ، عرفنا معنى التقلب الرهيب ، شاهد العالم أجمع الضياع الذهني الغير معقول ..!
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
المزاجية وإهدار الفرص
بالرغم من أن القدرات الفنية الكبيرة حاضرة ، الموهبة لا غبار عليها ، القدرات البدنية حدث ولا حرج ، لكن كما يقول المثل ” الحلو ما يكمل ” ، تفنن بالوتيللي في إهدار كل ما حباه الله به ، بالتسكع والإهمال ، وعدم الانضباط خارج الملعب ، ولعل كأس العالم 2014 كانت فعلاً القشة التي قصمت ظهر البعير ، بالنسبة لكل من كان يتعاطف مع بالوتيللي ويدافع عن مزاجيته ، ويبرر له بتبريرات كثيرة ، كالعنصرية التي كان يواجهها في الملاعب الإيطالية ، والضغوطات الرهيبة التي كانت توضع عليه ، لكن وبعد الأداء الكارثي من ماريو في مونديال البرازيل ، والضياع الذهني الرهيب الذي ظهر على بالوتيللي في تلك البطولة ، أصبح وحيداً ، فانتقل الى ليفربول بعد أن فقد الدعم من ناديه الإيطالي ميلان ، وعاش أسوأ مواسمه على الإطلاق ، ثم أعاده الميلان على سبيل الإعارة في الموسم الماضي ، كفرصة أخيرة للاعب من إدارة النادي ، وجماهيره ، إلا أن الموسم انقضى ، وبالوتيللي لم يستطع ترك البصمة التي تقنع إدارة الميلان بإعادة شرائه .
محاولات ولكن!
جدير بالذكر أن السوبر ماريو الموسم الماضي كان في أعلى درجات الاحترافية ، وكان يقدم أداء ممتازاً ، وحظي بثقة مدربه سينسيا ميهالوفيتش ، قبل أن يتعرض لإصابة أبعدته عن الملاعب لفترة ليست بالقصيرة ، واجه صعوبة كبرى في استعادة مستواه بعدها ، لينهي الموسم دون أن يقنع إدارة الميلان من أجل أن يجددوا له ، وبالتالي العودة للنادي الانجليزي الذي بدوره لفظ السوبر ماريو ، ليجد في النهاية بالوتيللي نفسه يوقع مع الفريق الفرنسي ، نيس ، صاحب الألوان الحمراء والسوداء ، ذات ألوان الفريق الذي يعشقه بالوتيللي ، ويشجعه ، الميلان ، فهل سنرى نسخة محترفة من بالوتيللي ؟
بعد بدايته الممتازة جداً مع النادي الفرنسي ، عاد بالوتيللي ليلفت أنظار العالم ، وكأنه يقول أنا موجود ، ولم أمت ، وقدم مستوى غاية في الامتياز ، وسجل ثنائيتين في مباريتين لعبهما اللاعب الايطالي في قمتين في الدوري الفرنسي ، أولاهما أمام مرسيليا ، ثم في مرمى المتصدر السابق موناكو ، قبل أن يقود بالوتيللي فريقه لاعتلاء صدارة الدوري الفرنسي وإسقاط موناكو عن عرش الصدارة بهدفين رائعين ، ليجعل كل متتبعي كرة القدم يتسائلون عن مدى إمكانية أن نرى ماريو سوبر من جديد ؟
الاستدعاء الدولي والفرصة الأخيرة
المستوى الكبير والمبهر الذي ظهر به بالو مع الفريق الفرنسي ، الذي أعاد المزاجي الآخر ، الفرنسي حاتم بن عرفة الى الواجهة من جديد الموسم الماضي ، لفت أنظار الإدارة الفنية للمنتخب الايطالي من جديد ، حيث ذكرت تقارير صحفية ايطالية اليوم ، أن اتحاد الكرة الإيطالي قد أرسل خطاباً للنادي الفرنسي ، من أجل استدعاء بالو للمنتخب ، ليكون ضمن المجموعة التي ستلعب مباريات التصفيات القادمة ، أمام إسبانيا ومقدونيا على التوالي ، فهل يا ترى ينفجر بالوتيللي ويعود للواجهة من جديد ؟
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب