كتاب إنشيلوتي(4): لاعب ثم مدرب ,نجوم بارما والإقالة من يوفنتوس

ريجينا تعاقدوا معي لأنني كنت لاعباً مشهوراً ,في البداية كان يتعيّن علي أن أختار مساعداً يملك شهادة للتدريب لأنها لم تكن بحوزتي في ذلك الوقت .الآن وعلى الرغم من أنني كنت الرجل الثاني في الفريق بعد ساكي ,الأمر يصبح مختلفاً بشكل كلي عندما تكون أنت المسؤول الأول.

عندما تصبح مدرباً بعد أن تنهي مسيرتك كلاعب بفترة قصيرة ,تظن أنك تعرف كل شيء و لكنك في الحقيقة لا تعرف شيئاً.من الصعب جداً أن تكون على علاقة جيدة مع اللاعبين و أن تكون المسؤول عنهم في نفس الوقت.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

الشيء الأكثر رعباً بالنسبة لي كان مواجهة اللاعبين بشكل منتظم وجهاً لوجه ,أن أتحدث إليهم و أن أتحدث معهم في آن واحد.

عندما يحين وقت التحدث إلى الفريق في غرفة الملابس و التي قد تتسع  لخمسة وعشرين أو ثلاثين شخصاً ربما,أحدهم قد يتثاءب و آخر ينظر من النافذة وربما يكون أحدهم نائماً ,من الصعب جدأ لفت انتباه الجميع بشكل دائم.

تأتي المشاكل عند تسمية اللاعبين الأساسيين ,وجوه ممتلئة بالحماس والرغبة و فجأة تصاب بالتجهم عندما تعلم أنّ الاختيار لم يقع عليها ,لذلك كنت أترك ذلك حتى الدقائق الأخيرة قبل أن نغادر غرفة الملابس.

وصلت بالفريق إلى السيريا أ و كان الضغط مضاعفاً في الموسم الأول هناك وخاصة خلال أول سبع مباريات.بدأت أعتقد أنني لا أصلح للعمل كمدرب.

تركت ريجينا بنقسي و لم تتم إقالتي ,أردت التوجه إلى فريق أكبر ,بارما.

التوقيع مع بارما:

أراد بارما التعاقد معي بعد أن رفض كابيلو تدريب الفريق ,فابيو كان يعتقد أن بارما صغيراً جداً مقارنةً باسمه كمدرب.

البداية كانت مماثلةً لما حدث في ريجينا ,الفريق لا يلعب جيداً ثم بدأ النجاح يظهر في نهاية الموسم.كنت امتلك تشكيلة جيدة أمثال جيانلويجي بوفون في حراسة المرمى و المدافع ليليان تورام الذي شكّل شراكة في قلب الدفاع مع فابيو كانافارو.

كانوا صغاراً جداً:بوفون في السابعة عشر فقط,تورام في الحادية و العشرين و كانافارو في الثانية و العشرين.

ثم انتدبت مهاجماً كنت قد اخترته لكونه هداف المنتخب الأرجنتيني في الأولمبياد وكان في الحادية و العشرين فقط من العمر آنذاك,هرنان كريسبو.

في ذلك الوقت اشترينا أيضاً ريفالدو و بعده كافو وقمنا باعارتهم فورأ إلى ديبورتيفو لا كورونيا و روما.

كابيلو كان محقاً في النهاية ,لم نستطع الحفاظ على اللاعبين لأن بارما كان نادياً صغيرا .

كانت تربط الفريق علاقة مثيرة مع الفريق البرازيلي بالميراس الذي كان يعمل بشكل ممتاز بالنسبة لنا ,مشاكل مثل حقوق ملكية اللاعب لطرف ثالث لم تكن ذات أهمية في ذلك الوقت والعديد من الأندية الأوروبية كان لديها علاقات أو اتفاقات مع فرق في أميركا اللاتينية.

أنهيت موسمين مع بارما و تأهلنا إلى دوري الأبطال وكأس الاتحاد الأوروبي قبل أن تتم إقالتي لأوّل مرة كمدرب بعد سلسلة من النتائج السيئة.

بقيت لستة أشهر دون عمل و بدأت المغازلة من طرف اسطنبول عندما أراد فنربخشة التركي التعاقد معي ,اتصل بي جوفنتوس في ذلك الوقت و جعل القرار سهلاً جداً بالنسبة لي.

الرحلة مع جوفنتوس:

و أنا في طريقي إلى تركيا اتصل بي لوتشيانو موجي ,ذهبت لأراه في منزل أنطونيو جيراودو وكان هناك مهاجم جوفنتوس الأسطوري روبيرتو بيتيغا.

خاطبوني مباشرة:

“نريدك أن تكون المدرب الجديد لجوفنتوس”

كان مارتشيلو ليبي قد ترك اليوفي مبكراً في كانون الثاني/يناير 1999 بعد أن تمت إقالته بعد سلسلة من النتائج المخيبة ,لذلك بدأت رحلتي مع جوفنتوس في شباط/فبراير من العام نفسه.

الصعوبات في تورينو:

كان تدريب جوفنتوس أمراً في غاية الصعوبة ,بعد العمل في بارما حيث كانت الأجواء كعائلة هناك فإن جوفنتوس كان بمثابة شركة ,شركة ومؤسسة عظيمة.

بالنسبة لي كان الذهاب إلى ميدان التدريب مثل الذهاب إلى المصنع ,لم تكن الأجواء عائلية كما كانت في ريجينا ,بارما و لاحقاً كميلان.

الأمر الآخر الذي أزعجني هناك أن جماهير جوفنتوس كانت تكرهني..لماذا؟لأنني لاعب سابق لروما والميلان ,وعندما كنت في بارما تصارعنا مع جوفنتوس على اللقب.في أغلب الأوقات كانت الجماهير تنتظرني خارج ميدان التدريب لكي تزعجني.في إيطاليا تحدث دائماً أمور كهذه ,من الصعب جداً التغلب على الجماهير.

نهاية الرحلة مع جوفنتوس:

بقيت في جوفنتوس حوالي العامين قبل أن تتم إقالتي أيضاً وبقيت دون عمل لأربعة شهور هذه المرة.الرحلة مع جوفنتوس بدأت قبل أن أكون مستعداً بما فيه الكفاية ,في الحقيقة ربما لم يكن يتعيَن عليَ أن أبدأ تلك الرحلة من الأساس ولكنها في النهاية منحتني تجربة التدريب في فريق كبير

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب