حصاد 360: ثقافة الانتصار والفوضى!

17:12 26/12/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • حصاد 360 هي فقرة أسبوعية من موقع سبورت 360 يتم تقديمها لتوضيح أهم النتائج و النقاط التي توصلنا إليها بعد نهاية كل أسبوع كروي في الدوريات الأوروبية، و شرحها بطريقة سهلة و مبسطة للقارئ لإيصال الفكرة بشكل واضح، و هي أقرب إلى فكرة أو نموذج حصد الثمار في المواسم الزراعية، حيث تمثّل الثمرة النتيجة التي توصلنا إليها و الفوائد التي استخلصتاها بعد الموسم الزراعي الذي  يجسّد هنا مباريات الأسبوع الكروي بمختلف الدوريات الأوروبية.

    انتهى أسبوع كروي آخر مليء بالأحداث الكروية المهمة و زخم المباريات الذي يكون ممتعاً، و بدأت أعياد الميلاد بنهاية الأسبوع و استراحة في معظم الدوريات الأوروبية باستثناء بريطانيا بشكل عام و البريميرليج بشكلٍ خاص باعتباره من الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى.

    ختم برشلونة عام 2015 متوجاً ببطولة كأس العالم للأندية في اليابان، وريال مدريد حقق أكبر انتصار غير مقنع في الموسم أمام رايو فاليكانو، و حافظ ليستر سيتي على صدارته بفوز مثير على إيفرتون ، و شهد ملعب الإمارات قمة بين أرسنال و مانشستر سيتي في الصراع على البريميرليج، ووقع إنتر في فخ نسور العاصمة الإيطالية لاتسيو في السان سيرو حيث لم تكن هذه الجولة كسابقتها بالنسبة إلى مانشيني و لاعبيه.

     فما هي أبرز و أهم النتائج التي توصلنا إليها بعد هذا الأسبوع و قبل بداية الـBoxing Day في إنجلترا؟


    من الطبيعي أن ينتصر الفريق عندما يكون في حال جيدة ويمتلك الإمكانيات و الكفاءة المطلوبة للفوز، و لكن من الصعب في بطولة الدوري خاصةً أن تكون بحالتك الطبيعية و جاهزيتك من جميع الجوانب طوال الأسابيع ال38، فكيف تستطيع الأندية تحقيق البطولات في نهاية المطاف ؟ ثقافة الانتصار، هي عقلية انتصاربة تكمُن في الفوز و أنت لست بأفضل حال، وبالتالي الاستمرارية على نهج من الانتصارات و حصد النقاط، و هي من خصال الفرق الكبيرة التي تحصد البطولات، و الرهان يكون على إحراز دوري لفريق معين ترتكز على مدى ثقافته الانتصارية و الاستمرارية، و لتوضيح المفهوم سنطرح أمثلة من مختلف الدوريات.

    حقق بايرن ميونخ انتصار على هانوفر96 في البوندسليجا بصعوبة بالغة، انتصار صعب لكنه يحمل مغزى مهم،و هو قدرة بايرن ميونخ على الفوز بالظروف الغير مثالية من غيابات أو صعوبة الخصم و اللعب خارج الميدان و توقيت المباراة إلخ، لكن عقلية الانتصار كبيرة يمتلكها النادي و إدارته عقلية يضرب بها المثل.

     يوفنتوس بالجانب الآخر افتقد هذه العقلية في بداية الموسم الحالي في الكالتشيو الإيطالي و عانى من فترة سيئة للغاية بالنتائج و الأداء بسبب غياب عقلية الانتصار أمام مختلف الأندية، و لكن سرعان ما استعاد يوفنتوس هيبته المحلية و حقق 7 انتصارات على التوالي قفزت به من المركز الخامس عشر إلى الرابع، دليل مهم على عقلية الفوز في حال امتلاكها و فقدانها.

    الرهان هذا الموسم على ليستر سيتي في المنافسة على البريميرليج، الفريق يبدو قادر على امتلاك عقلية انتصارية جيدة، الـBoxing dayسيعطينا تفاصيل أوضح حول ليستر سيتي، خاصةً أنه يواجه ليفربول و مانشستر سيتي في نفس الأسبوع، و كذلك الحال بالنسبة إلى ملاحقه أرسنال الذي يمتلك أمامه فرصة سانحة من أجل الفوز بلقب البريميرليج هذا الموسم الغائب عن خزائنه منذ 12 عاماً، فالفريق حتى الآن يعطي مؤشرات بوجود عقلية انتصارية حتى الآن من أجل الفوز في البطولة.

    الفوضى واللامنهجية

    نقطة مهمة توصلنا إليها هذا الأسبوع تخص ليفربول و ريال مدريد ومانشستر يونايتد، فجميعهم يشتركون بنقطة سلبية ،هي الفوضى و اللامنهجية في أسلوب اللعب  بالأسابيع الأخيرة، فكيف ذلك يكون لكل فريق؟

     ليفربول الذي تخلص من هذه السلبية مع كلوب عند قدومه، و لكنه سرعان ما عاد إلى اللامنهجية في البناء الهجومي و ترك مساحات خلف المدافعين، فلم يحافظ الفريق على نظافة شباكه في آخر 6 من أصل 7 مباريات خارج أرضه في الدوري الإنجليزي! الضغط الذي أضافه كلوب ما زال أهم ميزة عند الريدز، لكن يبقى الفريق بنهج هجومي أقرب إلى الفوضوية في التحضير و نقل الكرة إلى المناطق الأمامية واللاعب الذي يستطيع الربط بين الخطوط( سنوضحها في النقطة الرابعة بتفصيل أوضح)، و هو ما على كلوب معالجته قبل فقدان المزيد من النقاط و الابتعاد عن المراكز الأمامية.

    من ينظر إلى نتيجة مباراة ريال مدريد و رايو فاليكانو للوهلة الأولى يظن أن ريال مدريد قدّم أداء مميز و مباراة قوية استعاد فيها بريقه، و لكن بنظرة أعمق المباراة كانت سلبية على الفريق بالرغم من النتيجة الكبيرة، فالفريق تلقى هدفين في 10 دقائق و بنفس الطريقة و نفس الخطأ من نفس اللاعب و سوء واضح في المنظومة الدفاعية و تغطية الكرات العرضية، و بعد ذلك طرد لاعبين من رايو فاليكانو المتواضع دفاعياً جعل المباراة بقمة السهولة على الريال، و لكن الريال فاز بفارق الامكانيات الكبير بينه و بين فاليكانو و ليس بأسلوب قوي فرضه الريال، و لم يكن النهج الهجومي للملكي واضح  و يجعل المحللين يقولون: هذا أسلوب رافاييل بينيتز الهجومي مع ريال مدريد! الريال سيلعب مباراة منعرج الموسم أمام فالنسيا في الميستايا، و ستحدد كثيراً منعرج ريال مدريد في الموسم الحالي و تمثل نقطة تحول حقيقية في مصير بينيتز و ستكون الفرصة الأخيرة بالنسبة له لإثبات نفسه.

    سلبية مستمرة أيضاً عند مانشستر يونايتد، الفريق عقيم هجومياً و لا يصنع الفرص أمام المرمى، و كان متوقع خسارة الشياطين بعد سلسلة من الأداء و النتائج السلبية ( لم يحقق فوز في آخر 6 مباريات)، و مطلوب ثورة داخلية من أجل إخراج مانشستر يونايتد من هذا النفق الممل جداً من أجل العودة إلى المكانة الطبيعية، حتى لو كان قريب من المراكز الأمامية، إلا أنه لا يقدم أداء مقنع و لامنهجية هجومية و فوضى واضحة في صفوف فريق لويس فان جال.

    •  لماذا مواجهة برشلونة صعبة؟

    حقق برشلونة الفوز في المباراة النهائية لكأس العالم للأندية أمام ريفربليت الأرجنتيني و الذي قدّم مباراة محترمة للغاية، أداء دفاعي وضغط جيد استحق عليه التحية ولكن لماذا مواجهة برشلونة خاصةً صعبة؟ الصعوبة تكمن بأنك  تعرف أسلوب و منهجية الفريق، و نقاط قوته و كيفية التسجيل و لكنك تواجه صعوبة كبيرة جداً لإيقافهم، وهذا ما يفسّر أنه النادي الأقوى في أوروبا في آخر 10 سنوات، فملاقاة برشلونة تحتاج مباراة مثالية من طرفك تماماً و ليست بقمة مستواها من الجانب الكتالوني من أجل الخروج بنتيجة إيجابية.

    • المسافات بين الخطوط وإخراج الكرة

    نقطتين استخلصناهم من قمة ملعب الإمارات بين أرسنال و مانشستر سيتي، و التي انتهت بفوز الجانرز. نبدأ بالنقطة الإيجابية المتعلقة بإخراج الكرة من المناطق الخلفية لأرسنال هذا الموسم، فهي نقطة إيجابية للغاية محاولة الخروج من الضغط بتمريرة صحيحة للكرة و إخراجها من مناطق الخطر بطريقة إبداعية، و هو دور أجاده أرون رامزي باقتدار بأكثر من لقطة، و يبدو أنه قادر على سد فراغ كازورلا المصاب في ظل أيضاً تقديم كامبل دور ممتاز على الصعيد الهجومي. النقطة الإيجابية المتعلقة بأرسنال هي مشابهة و لكن بشكل سلبي بالنسبة إلى ليفربول، و هو لاعبين الارتكاز كان و لوكاس ليفا، فأظهروا عدم القدرة على الربط بين الخطوط في ليفربول بالشكل المطلوب، وحتى هناك مساحات بين لاعبين الارتكاز و الخط الخلفي، و لايمكن أن يقوم كوتينيو بجميع أدوار خط الوسط.

    السلبية المتعلقة في هذه المباراة كانت من جانب مانشستر سيتي هي المسافة بين محور الارتكاز و خط الدفاع، مساحات شاسعة و الفريق يظهر بشكل سيء عندما يدافع، فهذه المساحة بين هي أفضل هدية ممكن أن تقدمها لأي نادي، فكيف إذا أهديتها لأرسنال الذي يمتلك أوزيل الرائع بالتمريرات التي تضرب الخطوط و تستطيع إعطاء المهاجمين فرص سانحة للتسجيل أو خلق فرص خطيرة على المرمى. في الواقع السيتي أيضاً يفتقد إلى قائد في الخلف منظّم بعد غياب كومباني، وهو ليس حلّاً للمشكلة، لكنه سيقلل من الأخطاء السهلة المستمرة، لأنه بالنسبة إلى النهج و الأسلوب الدفاعي المشكلة تكمن في عقلية المدرب و أسلوبه و أخطائه المستمرة، منعرج كبير الآن في ال Boxing day  يمر به السيتي من أجل استعادة لقبه.

    •  رؤوس نووية

    من الملفت هذا الموسم عدد رؤوس الحربة المتميزين، أكثر من فريق يحتوي رؤوس حربة قوية جداً و حاسمة لكثير من المواجهات، فاردي و هيجواين و جيرو و سواريز و ليفاندوفسكي و أوباميانج و خافيير هيرنانديز و ديبالا و إيجالو مهاجم واتفورد، كلها أسماء أبرزت نفسها هذا الموسم بأرقام قوية جعلت منهم ليس فقط رؤوس حربة، بل رؤوس نووية للفريق الخصم!.

    •  حركة المدربين

    نقطة أخيرة تتعلق بحركة المدربين الغير عادية في سوق الانتقالات، و يبدو أنه الكثير من المدربين سيكونون متاحين خاصةً اليورو القادم في فرنسا و قبل بداية الموسم المقبل، فالجميع يلاحظ كثرة الأخبار والأنباء التي تتعلق بتعاقد الأندية مع المدربين، و أبرزها عدم تجديد بيب جوارديولا والتعاقد مع كارلو أنشيلوتي بالنسبة إلى بايرن ميونخ، وإقالة مورينيو من تشيلسي تجعله متاحاً خاصةً أن المدربين المهددين بالإقالة كثر، فان جال و بينيتز ورودي جارسيا، و خيارات أخرى أيضاً متاحة، كابيلو وسباليتي و ليبي ودييجو سيميوني وكونتي و لوف بعد انتهاء اليورو، كلها أمور يشهدها الموسم الحالي بشكل مغاير عن المواسم الماضية تدل على تأثير المدربين و أهميتهم في كرة القدم العصرية.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة