لايكاد يصدق المرء تقلب الأحوال الذي جرى لأحد أساطير الكرة في هذا العصر بعدما كان يتربع على عرش الأفضل في مركز حراسة المرمى وأسطورة في مركزه، ليتحول لأضحوكة ومصدر سخرية وسائل الإعلام عقب دخول أي هدف مرماه، فيتحمل مسؤولية أي فشل أو خسارة حتى لو لم يكن له يد فيها.

كاسياس، الأسطورة، القائد، رمز مدريد وفخر أسبانيا، كابتن المنتخب وقائد النادي الملكي سابقاً، والصفقة التي يكاد يتفق الجميع على فشلها في بورتو، بعدما وصل لقمة مجده في عام 2012، إذ به ينحدر للحضيض في العام الذي تلاه 2013 بشكل لم يتوقعه أسوء المتشائمين أو الشامتين في مسيرة الحارس الأسباني الأهم في تاريخ البلاد.

maxresdefault

هذا التقلب في مشوار الأيقونة الأسبانية يدفع للتساؤل، ماذا سيكون الحال لو أنه قرر الاعتزال بدل مغادرة أسوار ناديه الأم، حيث يبدو أنه بالتاكيد لم ينجح في حفظ ماء وجهه وصون تاريخه العريق المليء بالإنجازات الفردية والجماعية ليقدم أداءً مهتزاً رفقة بورتو البرتغالي مما أجبر كل مشجع وفي ظل يدافع عن حارسه المفضل على السكوت، وأبطل أي حجة في وضع اللوم على مورينيو الذي قذف أول حجر نحو مسيرة كاسياس ليفتح الباب نحو سيل من القذائف التي انهالت بلا هوادة على قائد أسبانيا، وفي المقابل فتحت أبواب الجحيم الأسبانية في وجه البرتغالي الذي اضطر للإستقالة والمغادرة نحو انجلترا بعدما فشل في مواجهة الحملة الإعلامية المتواطئة مع القائد، لكن فشل الأخير في إعادة فرض نفسه مجدداً في أسوار النادي بعد رحيل مورينيو، وتكرار فشله مع فريقه الجديد بورتو دفع الكثيرين لإعادة النظر في موقفهم من هذه الحرب، مبديين الأعذار لقرارات مورينيو متذكرين انجازاته رفقة النادي المدريدي وكيف ساعده على العودة للواجهة ومنصات التتويج.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

بينما ارتبط اسم كاسياس بالأخطاء والهفوات الأخيرة سواء في أواخر أيامه مع الميرنجي أو مع الفريق البرتغالي حالياً، وما ساعد على ذلك هو قصر ذاكرة الجماهير التي سرعان ما تنسى لحظات المجد وانجازات الماضي لتربط مسيرة اللاعب بما يقدمه في أعوامه الأخيرة.

هذا القرار الخاطئ الذي اتخذه كاسياس بأن استمر في اللعب مكابراً حتى فقد مكانته في حراسة عرين أسبانيا خاصة مع كثرة المنافسين ذوي الجودة العالية، يقابله نجاح لزميله السابق في النادي زيدان، الذي تحول لأسطورة حقيقية للنادي وجماهيره خاصة بعدما حقق لقبين أوروبيين في نصف موسم، ولعل اسم زيدان مرتبط بلقب الأسطورة منذ اعتزاله وهو بقمة مجده، رغم أن انجازاته وألقابه سواء مع المنتخب أو الأندية ليست أكثر من ألقاب كاسياس، لكن الفرق بين كلا اللاعبين هو الذكاء في اختيار لحظة النهاية، فاستطاع ابن الصحراء تخليد لحظات مجده بأن جعلها آخر ما يتذكره الناس عنه في مسيرته الذهبية، أما كاسياس فقد دفع قراره بإرجاء اعتزاله لأن يختزل البعض مشواره في لحظات السقوط والهفوات.

Transfer-News-Transfer-Gossip-Transfer-Latest-Transfer-Rumours-Victor-Valdes-Victor-Valdes-Free-Transfer-Man-Utd-News-Man-632031

حارس آخر خانه الحظ في تقرير مصيره، هو فالديز الذي قرر مغادرة أسوار برشلونة عقب تقديم موسم مميز وبأداء مثالي، لكنه رفض محاولات الإدارة في اقناعه بتجديد عقده عاقداً العزم على خوض تجربة جديدة في اوروبا يثبت فيها قيمته التي كثيراً ما أغفلتها الجماهير، لكن سوء حظه الذي جعله يقع ضحية الإصابات حرمه من فرصة اثبات جودته وأدى لتواري اسمه عن الأنظار لتنتهي مسيرته فعلياً قبل أوانها.

سيذكر التاريخ قصصاً كثيرة نتجت عن قرارات الأساطير في اختيار لحظة النهاية لمسيرتهم، منها انتقال بيرلو المجاني وشبه المهين ليوفنتوس ليكون أحد أسباب قوة السيدة العجوز وسر هيمنتها في ايطاليا، وقرار بوفون بالاستمرار في اللعب والعطاء حتى مع تجاوزه سن الثامنة والثلاثين، ليفاجئ الجميع بثبات مستواه وأصالة معدنه داخل ايطاليا وخارجها في البطولات الأوروبية، بل إن قراره الجريء بالاستمرار في اللعب أعاد له مكانته التي فقدها في فترة من الفترات لصالح كاسياس عندما كان في قمة مجده، وحتى أمام نوير الذي سحب البساط من أقدام كاسياس عقب سقوطه، لكن صمود العنكبوت الإيطالي أسكت كل المتشككين والمترددين في اختيار الحارس الأفضل عبر التاريخ، ليتوج أسطورة الحراسة الأول متسلحاً بما قدمه ويقدمه في الماضي والحاضر.

اختيار لحظة النهاية أو تأجليها بالتأكيد ليس بالقرار السهل، ويعتمد فيه اللاعب بالأغلب على حدسه وشعوره بقدرته على العطاء من عدمها، إلا أنه في بعض اللحظات تدخل عوامل أخرى في الصورة لتؤثر في اتخاذ القرارات قبل أوانها، مثل الخلافات الغير متوقعة، والإصابات، وسوء الحظ واهتزاز الثقة في بعض الأحيان، ليكون الذكاء في اختيار هذه اللحظة والتوفيق فيها يعادل في بعض الأحيان مسيرة كاملة لبعض اللاعبين.

لمتابعة الكاتبة عبر الفيسبوك

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة