عُمر عبد الفتاح – منذ بدايات كرة القدم وللصحف دور كبير في إدارتها و تطورها و خلال السنوات القليلة الماضية تنامي دور الصحف الرياضية بشكل ملحوظ و أصبحت تلعب دورا مباشراً في تعيين مدرب و إقالة آخر و توجيه أنظار الأندية تجاه لاعب معين و صرفها عن لاعب آخر في إشارة واضحة على أهمية الدور الذي تلعبه , بل ان الشامبيونز ليغ الذي يعتبر امتع و أرفع بطولة في كرة القدم حالياً كانت فكرته من صحفي فرنسي يدعى غابرييل هانوت. مما يحتم علينا كمتابعين تكوين خلفية -و لو مبسطة- عن ابرز هذه الصحف :-
1/الصحف الاسبانية:
أشهر الصحف الرياضية في اسبانيا هي الماركا و الآس في مدريد و سبورت و الموندو ديبورتيفو – ثاني أعرق الصحف الرياضية في أوروبا – الكتلونيَتان , و تعتبر الماركا الأكثر انتشاراً داخل اسبانيا حيث امتلكت صفحة الكترونية محدثة طوال ال24 ساعة منذ العام 1995 ساعدت كثيرا على انتشارها إضافة لامتلاكها لإذاعة خاصة بها و قناة تلفزيونية تحملان الاسم ذاته .
بشكل عام يغلب الجانب الطفولي على الصحف الاسبانية, فأي اشاعة او فضيحة تضر بالبارسا مصدرها اما الماركا او الآس و اي خبر يضر بالريال مصدره سبورت او الموندو , و في اغلب الاحيان يمكن وصف هذه الأخبار و الاشاعات بالسذاجة او السخف كونها منافية للعقل و المنطق.
الصحافة الاسبانية ذات نفوذ قوي داخل الناديين الأكبر هناك و كثيراً ما كان لهذا النفوذ أثراّ سلبياً على النادي الذي تدعمه فمثلاً الماركا عندما انخفضت مبيعاتها في عهد مورينو عمدت الى محاربته حتى تمت الإقالة . و يلاحظ ايضاً ضعف الدعم المقدم من الصحف المدريدية للبارسا في البطولات القارية و تجاهل الموندو و سبورت للريال أوروبياً في المقابل , الأمر إلي لا يثير دهشة أحد نسبة لرغبة الكتلان الواضحة في الانفصال عن اسبانيا.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
2/ الصحف الانجليزية:
تكثر الصحف الرياضية في بلاد مهد كرة القدم بشكل منقطع النظير حيث أن أعرق الصحف الانجليزية كالديلي ميل و الميرور بها قسم نشط مهتم بالرياضة عموماً و كرة القدم بشكل خاص .
من عيوب الصحف الانجليزية كثرة اطلاق الشائعات الَا ان اهم عيوبها على الاطلاق هو المبالغة في تقييم اللاعب الانجليزي فرأينا من قبل المقارنة بين آشلي يونغ و ليو ميسي في بدايات مسيرتيهما و ما زال واين روني حتى اليوم يوضع مع ميسي و رونالدو في نفس الخانة من قبل صحف بلاده , مبالغة جعلت من لاعب تقليدي جدا كآندي كارول قد عفى الزمن عن أمثاله بسعر 35 مليون جنيه إسترليني و يافع انجليزي كرحيم ستيرلينغ بما يقارب ال70 مليون يورو , ستيرلينغ و على الرغم من مستواه الجيد حتى اللحظة مع السيتيزنز إلا إن ما قدمه لا يشفع له في أكثر من نصف المبلغ المدفوع.
و يبدو ان مشكلة الانجليز الأكبر تكمن في نظرتهم لأنفسهم , فهم ينظرون لأنفسهم كمؤسسي كرة القدم و من هذا المنطلق يمنَون أنفسهم إلى حد الهوس بالسيطرة على كرة القدم العالمية خصوصا على مستوى المنتخبات , فقد أصبح كأس العالم هاجسا لكل الصحف الانجليزية انعكس في المبالغة في تقييم لاعب صاعدين لا يمكن وصفهم بأكثر من الجيد و لم يلحظوا حتَى اليوم الأثر السلبي لهذه المبالغة و الضغوط التي يضعونها على كاهل لاعبين يافعين مما أدَى مراراً و تكرارا لتدمير
مسيرتهم أو توقفهم غن التطور و لنا في جوني ايفانز و ثيو والكوت و تاونسيند خير مثال.
3/ الصحف الايطالية:
تعتبر لا غازيتا ديلو سبورت أعرق الصحف الرياضية في أوروبا حيث تأسست عام 1896 و كانت الصحيفة الوحيدة التي غطَت الدورة الأولى للألعاب الاولمبية ، من اكبر اسهماتها مؤخرا في كرة القدم تأسيسها لجائزة الفتى الذهبي -التي تمنح لأفضل لاعب دون ال21 عاماً – منذ عام 20003 ذات المصداقية العالية حيث يستشار فيها صحفيون من ليكيب و البيلد والماركا وغيرها حيث فاز بها من قبل لاعبون كليو ميسي و بوغبا و اغويرو . نسبة لمقر الصحيفة في ميلان نجدها تهتم أكثر بناديي الميلان و الانتر.
في تورينو نجد التوتو سبورت التي أسسها لاعب سابق لنادي باليرمو يدعى ريناتو كاسالبوري و هي تختص بأخبار يوفنتوس و بشكل اقل نادي تورينو , و في العاصمة روما تنشط الكوريري ديلو سبورت.
ميَزة الصحف الايطالية عدم وجود التعصب الأعمى كالذي يحدث في اسبانيا مثلاَ فلا صحف الميلان تختلق شائعات ضد اليوفي و لصحف تورينو تحارب روما و أندية ميلانو , و ما يثير الإعجاب بشكل اكبر هو دعم جميع الصحف لأي نادي ايطالي في المسابقات القارية بغض النظر عن انتماءاتها المحلية , فالصحافة الرياضية الايطالية ذات حس وطني اكثر من غيرها.
4/الألمانية و الفرنسية:
تتميز الصحف الألمانية بمصداقيتها العالية خصوصاً صحيفة البيلد التي تعتبر اكبر الصحف الرياضية في ألمانيا , فالمتابعون القدماء للصحف الأوروبية تعودوا إلا يستهجنوا اي خبر مصدره صحيفة البيلد مهما كان غريباً . و في فرنسا نجد ليكيب و فرانس فوتبول التي كانت قبل بضعة أعوام مضت تمنح جائزة لأفضل لاعب في العالم سنوياً قبل ان تدمج مع الفيفا في البالون دور , في ذلك الوقت اعتبرها الأغلبية أكثر مصداقية من جائزة الفيفا.
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب