سبورت 360 – أسفرت قرعة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا عن مواجهات متباينة من حيث المستوى، لكنها مثيرة بطبيعة الحال. ولعل المواجهة الأبرز تلك التي ستجمع تشيلسي بريال مدريد، في مباراة سيسعى فيها رجال المدرب كارلو أنشيلوتي للانتقام، بينما سيحاول فريق المدرب توماس توخيل تأكيد سطوتهم.
وجاءت قرعة بايرن ميونخ سهلة للمرة الثانية على التوالي كونه سيواجه فياريال، في حين وقع مانشستر سيتي في مواجهة مع أتلتيكو مدريد الذي يعاني في الدوري الإسباني هذا الموسم. أما ليفربول فقد حصل على الخصم الأسهل على الورق، وهو بنفيكا البرتغالي.
وسنحاول من خلال هذا التقرير تقديم رؤية فنية بسيطة للمواجهات الأربعة المنتظرة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، مع مراعاة أن المباريات ستقام بعد 3 أسابيع تقريباً، وبالتالي قد تتبدل ظروف بعض الفرق حتى ذلك الموعد:-
مما لا شك فيه أن ريال مدريد لم يكن يريد الاصطدام بتشيلسي تحديداً في هذا الدور على الأقل، بعد أن ظهر الفريق عاجزاً تماماً أمامه في مباراتين الموسم الماضي، لكن هذا لا يعني أن البلوز هو المرشح لخطف بطاقة العبور إلى نصف النهائي.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
هذه المباراة من المواجهات المتكافئة إلى حدٍ كبير، وما حدث في الموسم الماضي ليس شرطاً أن يتكرر لأسباب عديدة، أولها وأهمها أن ريال مدريد كان يعاني من غيابات عديدة في المواجهة السابقة، وبالأخص مباراة الإياب التي قدّم فيها أداء سيء جداً.
أضف إلى ذلك، أن ريال مدريد يلعب تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، والأجواء تبدو جيدة بشكل عام داخل غرفة خلع الملابس، بينما كانت الأمور متوترة تحت قيادة زين الدين زيدان في الموسم الماضي بسبب الخلافات بين الإدارة والمدرب من جهة، والهجوم الذي تعرض له المدرب الفرنسي من الصحافة من جهة أخرى.
ريال مدريد هذا الموسم هو فريق مختلف عن الموسم الماضي حتى وإن كانت نفس الأسماء هي من تشارك بشكل أساسي، وهنا لا نقصد أن الفريق أفضل أو أسوأ، لكن وجود منظومة جديدة، بالإضافة إلى تربع الفريق على صدارة الليجا بفارق مريح، من شأنه أن يغيّر بعض المعطيات في سيناريو المباراة.
على الجانب الآخر، تشيلسي هذا الموسم ليس بالقوة التي كان عليها في الموسم الماضي، صحيح أن الفريق ما زال متماسكاً في المواجهات المهمة والكبيرة، لكن تشعر أن منظومة توماس توخيل لا تعمل معه بالشكل الذي يريده، كما لا يجب أن ننسى الظروف الصعبة التي يمر بها النادي اللندني بعد تجميد أرصدة الملياردير الروسي رامون أبراموفيتش، فربما تؤثر على استقرار الفريق.
خلاصة القول أن مهمة كلا الفريقين لن تكون سهلة على الإطلاق، ومن المستبعد أن يظهر ريال مدريد عاجزاً كما حدث في الموسم الماضي، وبنسبة كبيرة سوف نشهد مباراتين نديتين إلى أبعد درجة، وبالنهاية ستحسم الأمور بالتفاصيل الصغيرة. لكن يبقى الريال مرشحاً بشكل طفيف للعبور بحسب المعطيات الحالية.
من المفترض أن لا يواجه مانشستر سيتي أي مشكلة بتجاوز أتلتيكو مدريد بالنظر إلى ظروف فريق دييجو سيميوني هذا الموسم، لكننا تعودنا على الروخي بلانكوس أنه لا يهدر الفرص بسهولة، فرغم سوء الفريق هذا الموسم إلا أنه وجد نفسه بالنهاية في ربع نهائي دوري الأبطال، وسيقاتل بضراوة لصناعة موسم تاريخي كما فعل عام 2014 و2016.
مانشستر سيتي هو الخصم الأخطر على جميع الفرق المتواجدة في ربع النهائي، وهذا لسبب سيط يتمثل في قدرته على فرض أسلوبه في الملعب وضد أي منافس، لكن يبقى اتلتيكو مدريد هو الفريق الوحيد الذي لن يتأثر بهذا الشيء لأنه معتاد على ردة الفعل دائماً، ولا مشكلة لديه بتسليم الكرة ومنح الخصم السيطرة الكاملة ومحاولة اصطياد الفرص، بل أن فلسفته قائمة على هذا الشيء أساساً، ولذلك يجب أن يتعامل بيب جوارديولا بحذر شديد مع هذه المواجهة تحديداً.
إن نجح أتلتيكو مدريد في قتل المساحات تماماً أمام مانشستر سيتي، واستعاد الفريق صلابته الدفاعية والتنظيم العالي، فستكون له بعض الفرص لخطف بطاقة العبور. لكن إن ظهر الفريق بنفس الشكل الذي ظهر عليه ضد ريال مدريد وبرشلونة والكثير من المباريات الاخرى هذا الموسم، فستكون حظوظه ضعيفة للغاية للوقوف في وجه السيتزنز.
البعض يعتقد أن هذه المباراة محسومة قبل أن تلعب، وهو توقع طبيعي بحكم فارق الجودة والنتائج الكبير بين الفريقين، لكن بايرن ميونخ يجب أن يكون حذراً من فرق الصف الثاني في إسبانيا، لأنها تملك بعض الصفات التي لا تملكها الفرق الاخرى في أوروبا، وتتمثل بالتنظيم العالي في العملية الدفاعية، بالإضافة إلى القدرة على الاحتفاظ بالكرة والخروج بها تحت الضغط.
كما يجب أن لا ننسى الخبرة الكبيرة التي يملكها أوناي إيمري في أدوار خروج المغلوب، والجميع شاهد كيف تعامل فياريال بحنكة ضد يوفنتوس ذهاباً وإياباً. لكن بالنهاية من المتوقع أن بايرن ميونخ سيخطف بطاقة التأهل بخبرة لاعبيه وفارق الجودة في جميع المراكز.
هي المباراة الأسهل من حيث التوقع بلا شك، ليس تقليلاً بالفريق البرتغالي، لكن في الواقع بنفيكا ليس نداً لفرق الصفوة في أوروبا، ووضعه بالدوري البرتغالي وطريقه للوصول إلى هذا الدور أيضاً لا توحي لنا أنه الفريق القادر على صناعة المفاجأة ضد منظومة يورجن كلوب.
بنفيكا يعاني من مشاكل عديدة على مستوى الخط الخلفي، ولسوء حظه أنه سيواجه واحدة من أقوى المنظومات الهجومية في العالم، لاسيما وأن ليفربول يقدم مباريات من أعلى طراز منذ بداية الموسم، واستعاد الفريق التوازن الذي كان عليه بعد التخبط الذي عاشه في الموسم الماضي.
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
