كيف دمرت عبقرية اليويفا مسابقة دوري أبطال أوروبا؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • دوري أبطال أوروبا

    سبورت 360 – منذ اللحظة التي فجّر فيها 12 نادياً كبيراً قنبلة دوري السوبر الأوروبي بقيادة فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، انقسمت الجماهير ما بين مؤيد ومعارض، بينما لعبت معظم الصحف ووسائل الإعلام دوراً محورياً لإفساد هذا المشروع، في الوقت الذي خرج فيه اليويفا يهدد ويتوعد بعقوبات قاسية للمؤسسين.

    48 ساعة فقط من الضغط المتواصل كانت كفيلة أن تدفع 6 أندية إنجليزية للانسحاب من البطولة، وهو الأمر الذي سار عليه أتلتيكو مدريد أيضاً والثلاثي الإيطالي، ليتبقى ريال مدريد وبرشلونة يقاتلان وحدهما في المعركة.

    والجميع كان يتحدث خلال الفترة الماضية عن الآثار السلبية لبطولة دوري السوبر الأوروبي، وكيف أنها سوف تحصر كرة القدم بين مجموعة صغيرة من الأندية، وستوسع الفجوة بين الأندية الكبيرة والصغيرة، وستجعل الساحرة المستديرة للإغنياء فقط بعد أن كانت للفقراء لأكثر من قرن من الزمن.

    وبعيداً عن مدى صحة هذه الادعاءات والتكهنات، لم يتطرق أحد إلى الجانب الآخر من المعادلة، ونخص بالذكر هنا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا)، الذي ما زال يمارس دور الجد المسن الرافض لفكرة أن يعمل أحفاده في مجال آخر غير الزراعة، ظناً منه أنهم بذلك يفقدون هويتهم ويتخلون عن إرث أجدادهم.

    اليويفا مؤسسة لا تبدع أبداً .. بداية دوري أبطال أوروبا

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    لو فتحنا كتب التاريخ لنكتشف كيف رأت بطولة دوري الأبطال النور أساساً، سنجد أن اليويفا هو آخر طرف يمكن أن ننسب له الفضل في ذلك، لأن فكرة البطولة من الأساس جاءت من بعض الصحفيين الفرنسيين بالتعاون مع سانتياجو برنابيو رئيس ريال مدريد، فهم من وضعوا حجر الأساس وشرّعوا الأنظمة والقوانين، وجلبوا الرعاة لتمويلها.

    اليويفا الذي تأسس قبل عام ونصف من انطلاق أول نسخة لدوري أبطال أوروبا عام 1955، أخذ بعض الوقت ليتبنى أفكار البطولة بشكل كامل، وهذا يجعلنا ندرك أن الأفكار الثورية في كرة القدم لا تأتي من المنظمات الرسمية، لأن التاريخ علمنا أن دورها الحقيقي في التنظيم والإشراف، أكثر من كونها مؤسسة مبدعة تعمل لتطوير كرة القدم من النواحي الاقتصادية والترفيهية.

    4 عقود من الزمن احتاجها اليويفا لينقذ دوري الأبطال

    منذ تأسيس البطولة في عام 1954 وحتى عام 1992، كانت بطولة دوري أبطال أوروبا تضم أبطال الدوريات الأوروبية فقط، تخيل أن الأمر احتاج لما يقارب 38 عاماً ليدرك اليويفا أن صاحب المركز الثاني في إسبانيا مثلاً أقوى بمراحل من بطل الدوري السويسري.

    حتى أن اليويفا قام بتغيير قوانين التأهل ونظام البطولة بعد ضغط شديد من الصحافة والأندية الكبيرة بضرورة إحداث تغييرات في البطولة بعد أن بدأ يخفق بريقها، ولولا ذلك لربما لم نشهد هذا التغيير الجوهري.

    كما تم إطلاق اسم “دوري أبطال أوروبا” على البطولة مع تغيير نظام التأهل بعد أن كانت تسمى “كأس الأندية الأوروبية الأبطال”، وجاء هذا التغيير كتقليد للتغيير الذي حدث على مسمى بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز الذي سبقهم لذلك بعام كامل.

    اقتراحات غريبة من اليويفا تسببت في انهيار الأندية الكبيرة

    في بداية القرن الحالي، أجرى اليويفا تعديلات جديدة على نظام التأهل، والهدف من ذلك كان زيادة عدد الفرق المشاركة من شرق أوروبا وتقليص مقاعد الدوريات الكبرى، وهذا عبر إرسال أصحاب المركز الرابع من الدوريات الثلاث الكبرى للمشاركة في الأدوار التمهيدية بدلاً من التأهل بشكل مباشر إلى دور المجموعات.

    هذا الاقتراح تسبب لاحقاً بتدهور الحالة الاقتصادية لبعض الأندية الكبيرة التي أصبحت عاجزة عن التأهل إلى دور المجموعات، وبالتالي انهيارها من الناحية الاقتصادية لعدم قدرتها على تغطية مصاريفها، وميلان أكبر مثال على ذلك، بينما لم نشهد تطور أندية شرق أوروبا لدرجة تجعلها منافس حقيقي للأندية الكبيرة، حتى أن مباريات دور المجموعات تكون أسهل على الفرق الكبيرة في معظم الأحيان من دورياتهم المحلية، وهو الأمر الذي ينادي به الكثيرين حول غياب التنافس الحقيقي قبل الأدوار الإقصائية.

    في عام 2016، قرر اليويفا أخيراً التراجع عن هذا النظام، وأصبح يتأهل أصحاب المراكز الأربعة الاولى من الدوريات الثلاث الكبرى إلى دور المجموعات بشكل مباشر، وهذه المبادرة لم تأتي من فراغ، بل لأن الأندية بدأت تفكر في تأسيس بطولة خاصة بها، والتي نعرفها جميعاً اليوم بـ “دوري السوبر الأوروبي”.

    خلاصة اليويفا مع دوري أبطال أوروبا

    التاريخ يؤكد لنا أن الاتحاد الأوروبي لم يكن صاحب الفضل أبداً في تأسيس بطولة دوري أبطال أوروبا، وأنه كان دائماً يأخذ وقتاً أطول من اللازم قبل إجراء تغييرات مفيدة، وعملية التغيير والتطوير لا تأتي إلى عندما يتعرض للضغط سواء من الصحافة أو الاندية أو حتى الجماهير.

    كما أن معظم الاقتراحات التي طبقها لم تنقذ البطولة بالشكل المطلوب، بل أحياناً تكون نتائجها سلبية على قوة المنافسة، وتتسبب في غياب أندية كبيرة عن الساحة لمجرد تراجع مستواها لموسم واحد، والمشكلة أن هذا الموسم يخلق مشاكل مالية يجعل الأندية غير قادرة على النهوض مجدداً، بل يأخذها من قاعٍ إلى قاع.

    اليوم يحارب اليويفا دوري السوبر الأوروبي بالنظام الجديد الذي أعلن عنه رسمياً ليتم تطبيقه في عام 2024، والذي سيرفع عدد المشاركين في دوري الأبطال من 32 فريقاً إلى 36 فريقاً، ويلعب بنظام المجموعتين.

    اليويفا ما زال لم يدرك فكرة مهمة جداً حتى الآن، وهي أن زيادة الأرباح المالية لإنقاذ الأندية سواء الكبيرة أو الصغيرة لا يأتي من خلال زيادة عدد المباريات إطلاقاً، وإنما عبر زيادة المباريات القوية التي لا يمكن للمشاهد أن يراها في بطولات أخرى.

    النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا لن يضمن ارتفاع عدد مباريات القمة إطلاقاً، بل على العكس، سيكون دور المجموعات أشبه بالنزهة للفرق الكبيرة، بل ربما يكون أسهل من دور المجموعات الحالي، والمشكلة ستبقى قائمة، وهي أن البطولة الحقيقة تبدأ من الأدواء الإقصائية، وبالتالي يتم إهدار وقتاً طويلاً جداً حتى نصل إلى مرحلة الإثارة، وهذه هي نقطة الخلاف الجوهرية بين اليويفا والأندية الكبيرة.

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة