قبل سنوات طويلة لم يكن مستغرباً أن نشاهد تنافساً بين كبيري الكرة الإيطالية، يوفنتوس واي سي ميلان، على ضم أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، لكن بعد تغير الحالة الاقتصادية للروسونيري وتراجع الطموح الرياضي في السنوات الأخيرة أصبحت هذه الحادثة من النوادر في لعبة كرة القدم، لذلك لا بد أن يحظى رودريجيو بينتانكور نجم بوكا جونيورز بنصيبه من الاهتمام بعد أن أشعل المنافسة بين الناديين مجدداً.
التفات ميلان إلى موهبة الشاب الأرجنتيني أمر متوقع في ذات الوقت، النادي بعد أن بدل جلده وباع أسهمه إلى شركة صينية أصبح يفكر في طريقة تمكنه من تطوير الفريق الأول بذكاء دون التأثير على محاولات الملاك الجدد في تقليص ديون النادي، فيما يعد اهتمام السيدة العجوز بضم اللاعب طبيعي كونه أفضل أندية إيطاليا ومن غير المستغرب أن يتابع أفضل مواهب أمريكا اللاتينية.
بينتانكور ابن 19 عام والذي كان قريب من الانضمام إلى صفوف ريال مدريد في يناير الماضي أصبح هدف رئيسي لميلان بعد تألقه في الدوري الأرجنتيني لمدة عامين متتاليين ليصبح أحد أفضل المواهب المكتشفة في بلاد التانجو خلال الأعوام الماضية.
النجم الأوروجواياني ليس مهاجم ولا صانع ألعاب، إنما يشغل مركز خط الوسط المحوري ويؤدي أدوار تلتزم بنقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم، الإعداد لبناء الهجمات من الخلف، وتأدية الواجب الدفاعي، مما يجعله جندي مجهول استطاع البروز في كرة أمريكا اللاتينية التي تعنى بالمهارة الفردية بشكل أكبر من المميزات الأخرى.
رغبة ميلان واليويفي في ضم اللاعب تكمن بالدرجة الأولى في قدرته على حيازة الكرة في وسط الملعب والتعامل مع ضغط المنافس حتى لو أتى عبر أكثر من لاعب، بينتانكور يملك القدرة على التحرك كالزئبق بين المدافعين رغم أنه ليس لاعب مراوغ أو مهاري حيث يستغل طوله وقوة جسده لحجز الكرة عن المنافس، بالإضافة لامتلاكه مهارة الالتفاف بزاوية ْ180 على طريقة تشافي وسكولز وبيرلو.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
بينتانكور ما زال صغيراً في السن فيما يعد المركز الذي يشغله على أرض الملعب بحاجة لخبرة كبيرة، لكن الملامح الأولية لأداء اللاعب تظهر بأنه صاحب رؤيا مميزة في المستطيل الأخضر. كما يجب الإشارة إلا أنه يشغل في بعض الأحيان مركز صانع الألعاب أو الجناح (الأيمن والأيسر) بالإضافة للاعب خط الوسط الدفاعي، مما يجعله قادراً على التطور كلاعب جوكر متعدد المهام في وسط الملعب.
لكن كأي لاعب خط وسط آخر نشأ على ثقافة أمريكا اللاتينية فإن أكثر ما يعيب أداء الأوروجواياني هو لجوئه للخشونة في الكثير من الأحيان من أجل افتكاك الكرة من المنافس، الأمر الذي يجعله مهدداً بتلقي الكثير من البطاقات الملونة إن حاول اختبار صبر حكام الدوري الإيطالي.
كما أن افتقاره تماماً للقدرة على المساهمة في تسجيل الأهداف بشكل مباشر (سجل هدف في 29 مباراة بالدوري الأرجنتيني دون أن يصنع أي هدف) يضع علامات استفهام على أدائه كونه ليس بارع أيضاً بافتكاك الكرة كما أسلفنا الذكر.
لا يوجد شك بأن بينتانكور موهبة تستحق الاحترام والمتابعة، لكن حتى يصبح نجم عالمي فيجب عليه إثبات قدراته في أوروبا وعليه أن يعي بأن الدوري الإيطالي مختلف تماماً للدوري الأرجنتيني، فكثيرون نجحوا في بلاد التانجو وأخفقوا في تكرار ذلك في أرض الكالتشيو.
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
