أسباب تراجع الكرة التونسية

hatem_z 16:48 07/12/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • وائل ديمني – تونس ..  تبدد حلم التونسيين في التواجد ضمن فعاليات أولمبياد البرازيل الصيف القادم، و هم من علقوا آمالا عريضة على منتخبهم الأولمبي لتكرار انجاز لم يحدث منذ عام 2004.  خروج نسور قرطاج جاء مبكرا من الباب الصغير لكأس افريقيا لأقل من 23 سنة المقامة حاليا بالسينيغال بعد حصيلة متواضعة في الدور الأول، لم يحقق خلالها أبناء ماهر الكنزاري إلا انتصارا يتيما في الجولة الافتتاحية ضد  الحلقة الأضعف في المجموعة الأولى المنتخب الزمبي قبل الانقياد إلى هزيمتين متتاليتين أمام كل من السينيغال و جنوب افريقيا.

    صفعة جديدة تلقاها المنتخب الوطني تؤكد التراجع الذي ما انفكت تعرفه الكرة التونسية منذ سنوات، و بات جليا للعيان أن هذه الخيبة ليست الأولى و لن تكون الأخيرة، فالفريق الوطني الذي واصل غيابه عن نهائيات كأس العالم منذ سنة 2006 أصبح غير قادر حتى على إثبات نفسه قاريا و تجاوز عقبة الدور الربع النهائي في كأس أمم إفريقيا، بل و خرج في بعض المناسبات من الدور الأول خالي الوفاض.

    و لا تبدو الأندية بدورها أفضل حالا من المنتخب، فالموسم الماضي عرف انسحابها من الأدوار التمهيدية لكأس رابطة الأبطال الإفريقية التي غابت عن الخزائن التونسية منذ تتويج الترجي بها سنة 2011. و لا يمكن أن يمثل فوز النجم الساحلي منذ أيام بكأس الاتحاد الإفريقي، و قبله النادي الصفاقسي، إلا تلك الشجرة التي تحجب ورائها غابة المشاكل، و ذلك لأسباب عدة سنأتي على ذكرها تباعا

    مستوى البطولة في تراجع:

    لا يخفى على أحد أهمية دور البطولة المحلية في الرفع من مستوى رياضة كرة القدم في أي بلد، فبطولة قوية ستعطي بالضرورة أندية و منتخبات قادرة على المنافسة في مستوى عال. و ما يعانيه الدوري التونسي من تراكمات عديدة طيلة عقود من الزمن قد انعكس قطعا بشكل  سلبي على الأداء العام للكرة في تونس، التقطع والغموض في الرزنامة اضافة إلى تقديم المباريات و تأخيرها بشكل متواصل البطولة بريقها المعهود. و هو ما قد يفسر انخفاض جودة اللاعب التونسي الذي أصبح غير قادر على إثبات نفسه في تجارب أوروبية أقوى باستثناء قلة ضئيلة تعد على أطراف الأصابع.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    مشاكل مادية و فراغ تشريعي و إداري:

    لا تملك الأندية التونسية استقلاليتها و بالأخص في الجوانب المالية و يرجع ذلك بالأساس الى التشريعات الرياضية الموجودة منذ عقود، وما عدى الفرق الأربعة الكبرى، تتأتى أهم الموارد بالنسبة لأغلبه النوادي من الهبات التي تقدمها سلط الإشراف اضافة إلى نسب محدودة من عائدات الاستشهار. و كان لتراجع دعم السلط  بعد الثورة بالتزامن مع ما تعيشه البلاد من تحديات جديدة، دور في تعميق الجراح المالية للفرق و زيادة عجزها المالي أضعاف ما كان عليه.

    في حين يجزم البعض من جهة أخرى أن ضعف الهياكل الساهرة على الشأن الكروي هو سبب رئيسي آخر فيما وصل إليه وضع الكرة التونسية، نتيجة اعتمادها على سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع الفرق، و اتخاذ قرارات تقوم على المحسوبية لا تراعي في أغلب الأحيان الجوانب الرياضية، فكرة القدم أصبحت تلعب قي أروقة المكاتب و ليس على أرضية الميدان

    بنية تحتية هشة:

    لئن انعكس اعتماد نظام الاحتراف على أجور اللاعبين التي ارتفعت بشكل قياسي في ظرف وجيز، فان هذه المنظومة لم تساهم في تطوير اللعبة و تحسين البنية التحتية التي ظلت متآكلة و ضعيفة، أغلب أرضيات الملاعب لا تصلح لممارسة كرة القدم، بل أن فرقا تلعب في القسم الأول لا تجد أحيانا ملاعبا للتمارين، و لذلك أصبح من النادر أن نشاهد في مباريات الدوري التونسي لعبا جميلا و فرجويا. و كان لهذا التدهور في البنية التحتية أثر سلبي كبير أيضا في تكوين اللاعبين الشبان الذين لم يجدوا البيئة المناسبة للنمو و التطور.

    مواهب تفتقد لشخصية البطل:

    يحتكم المنتخب الأولمبي الذي خرج من كأس إفريقيا من باب الذكر لا الحصر على عدد لا بأس به من المواهب القادرة على إعطاء الإضافة لأي فريق، غير أن ما ينقصهم و جل العناصر البارزة حاليا على الساحة هي شخصية البطل القادر على قلب المعطيات و حمل الفريق على عاتقه، نعم هم لاعبون جيدون يقدمون مستويات طيبة لكن ما يعوزهم هو عامل الاستمرارية، و عطائهم قد يتأثر بعوامل خارجية بعد فترة وجيزة من بروزهم.

    المنافسون في تطور مستمر:

    اقترن تراجع الأندية و المنتخبات التونسية نهضة كروية بالنسبة للمنافسين، ففرق إفريقيا السوداء لم تعد لقمة صائغة لنظيرتها التونسية التي تحولت إلى صيد ثمين كلما تنقلت إلى قلب أدغال الإفريقية، و إحصائيات الفرق الجزائرية و المغربية في المسابقات القارية تعكس العمل الجبار الذي تقوم به هذه الأخيرة، فعلى سبيل المثال عرفت النسخة الأخيرة من رابطة الأبطال الإفريقية تواجد ثلاثة فرق جزائرية و فريقين من المغرب و السودان.

    بات من المؤكد أكثر من أي وقت سابق ضرورة السير على نهج الإصلاح حتى تعود الكرة التونسية إلى سكة النجاحات، و يجب أن تنطلق هذه المسيرة من خلال محاولة إعادة صياغة التشريعات الرياضية و تطبيق القوانين بصرامة و العمل على تطوير البنية التحتية من ملاعب و مراكز تدريبية، و هو يستوجب تكاتف الأطراف المتدخلة في القطاع من هياكل و مسؤولين و أهل اختصاص.

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة