لا يوجد شك بأن منافسات الدوري الإنجليزي هي التي أبقتنا على قيد الحياة مهنياً خلال الأيام الماضية ولا نستطيع القول أننا لم نستمتع جميعاً بإثارة البريمرليغ عندما توقفت البطولات الأوروبية الكبرى عن العمل، لكن هل المتعة التي نجنيها من الدوري الإنجليزي تتطلب كل هذا العمل من اللاعبين في فترة الاجازة؟!
ثلاث جولات من الدوري الإنجليزي أقيمت في أقل من سبعة أيام، جولتين أقيمتا خلال 48 ساعة فقط، مباريات قمة ومباريات متوسطة المستوى تم وضعها في فترات أعياد الميلاد وإجازة نهاية الاسبوع ورأس السنة لجني أكبر قدر ممكن من الأرباح من الحضور الجماهيري في الملاعب وعلى شاشات البث التلفزيوني.
أسلوب الاتحاد الإنجليزي يشابه أسلوب الحكومات الديكتاتورية او الفاسدة في منتصف القرن الماضي عندما كانت تحاول إلهاء العمال أو الطبقات الدنيا ببث المباريات الهامة في الأيام المتوقع حدوث مظاهرات خلالها، ورغم التفاوت بين أهداف الماضي والحاضر فإن لاعبي كرة القدم يبقون الضحية.
ربما نقول أن نجوم اللعبة يحصلون على عوائد مالية ضخمة تفوق ما يجنيه علماء وباحثون يقدمون خدمات جلية للبشر، هذه المقولة صحيحة وتدل على التناقض والظلم في أداء النظام العالمي حالياً لكنها ليست مسوغ حتى يصبح لاعبي كرة القدم في إنجلترا ضحية لرغبات الأندية والشركات الراعية وحقوق البث التلفزيوني.
في الفترة التي لعبت فيها أندية إنجلترا 3 مباريات خلال سبعة أيام، وتستعد للعب المباراة الرابعة خلال 10 أيام غداً الأحد، قضى نجوم أندية إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا والبرتغال… الخ، تلك الفترة في اجازة لنيل قسط من الراحة والحصول على الهدوء الكافي لبدء المرحلة الحاسمة من الموسم بقوة أكبر.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
الأمر لا يتعلق بالحالة البدنية للاعبين فحسب وبالإصابات التي تطال نجوم اندية الدوري الإنجليزي بشكل أكبر من نجوم البطولات الأخرى مثلما يتضح سنوياً، بل يتجاوزه نحو الحالة المعنوية لنجوم الدوري الإنجليزي التي لن تكون إيجابية على الاطلاق سواء في الفترة الحالية أو في الأشهر المقبلة عندما يبدأ الارهاق الحقيقي ينال من اللاعبين.
الاتحاد الإنجليزي ورابطة أندية البريمرليغ والشركات الحاصلة على حقوق البث بدون أدنى شك استفادت كثيراً من المباريات التي أقيمت في فترة الأعياد ورأس السنة، كما استفادت من ذلك سابقاً، لكن عليها الأخذ بعين الاعتبار حجم الضرر الذي سيلحق بالدوري الأقوى في العالم مع مرور الوقت.
ربما على الاتحاد الإنجليزي أن يسأل نفسه لماذا رحل لاعبون من أمثال كريستيانو رونالدو وجاريث بيل ولويس سواريز وغيرهم الكثير في أوج تألقهم نحو منافسات الدوري الاسباني، كما يجب على الاتحاد الإنجليزي أن يستوعب لماذا منتخب بلاده يصل إلى المحافل الكبرى منهك ومشتت في العقود الماضية.
يجب على الجميع أن لا يستهين بعدد المباريات التي خاضها كبار الإنجليز خلال الأيام الماضية لأنه مع مرور السنوات سيتضح مدى تأثير ذلك على مستوى الأندية في مسابقة دوري أبطال أوروبا في أدوار خروج المغلوب.
اليوم هي فرضية، لكن سنكتشف قريباً أنه واقع يعاني منه نجوم البريمرليغ وسينعكس ذلك سلباً على مستواهم على الصعيد القاري…
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
