مداورة زيدان ذكاء ومداورة أنريكي فلسفة..فما الفارق؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • وماً بعد يوم، ومبارة تلو الأخرى، يقتنع عشاق ريال مدريد بجدارة المدير الفني لفريقهم وكفائته لقيادة معشوقهم نحو الألقاب، ويزداد عشاق الغريم البرشلوني اقتناعاً بأن الحظ الذي يمتلكه زيدان يفوق الخيال وقادر على وضع الكؤوس في جيبه دون جهد يذكر، فلا يوجد –من وجهة نظرهم- أية بصمة واضحة بل قرارات غريبة في اختيار التشكيلة تشابه الى حد كبير قرارات انريكي التي طالما أثارت استيائهم ودفعتهم للمطالبة بإقالته ليلاً نهاراً.

    ولعل أهم تشابه بين كلا المدربين هو وقوعهما في غرام المداورة حتى الرمق الأخير، فنرى كليهما لايتوانيان على إجلاس أهم نجوم الفريق على الدكة حتى في الوقت الذي يعاني فيه فريقهم من الإصابات، مع ذلك فإن مداورة المدرب الفرنسي تحمل ثلاثة إختلافات عن نظيره الأسباني:

    1- مداورة منتظمة بأسماء واضحة

    لعل أبرز اختلاف بين مداورة زيدان وأنريكي أن الأول يحمل أهدافاً واضحة في الأسماء التي يستخدمها، وبدلائه واضحي الترتيب حيث يمتلك تقريباً لاعب بديل لكل مركز أساسي، وكل بديل يحمل جودة كافية، في حين أن أنريكي لا يزال يعاني مع الأسماء التي تبحث عن نفسها كألكاسير وتوران، مع عدم وجود بديل واضح لكل فرد من ثلاثي ال MSN

    . كما أن مداورة ابن الصحراء تشعر في أغلب الأحيان أنها تأتي في وقتها دون فلسفة زائدة، فلا يجازف بإراحة عدد كبير من الأسماء دون داعي كما سبق وأن فعل أنريكي في إحدى المباريات قبل الجولة الدولية.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    2- شخصية زيدان

    بلا شك كل مدرب يحلم أن يمتلك تشكيلة تمتزج بخبرة النجوم وطموح الشباب، يداور بين أسمائها كلما احتاج ليجد كل الأسماء حاضرة متعطشة لتقديم أفضل مالديها، لكن هذا الحلم يصطدم دائماً بحاجز كبرياء النجوم الذين يرغبون باللعب بإستمرار، وعدم صبر المواهب الشابة مما يضطرها لطلب الرحيل من أجل دقائق أكثر، لكن مع زيدان فإن شخصيته كلاعب نجم وأحد أساطير المستديرة لعبت دوراً أساسياً في قدرته على السيطرة على دكته، فاستطاع بكل حنكة إقناع رونالدو بضرورة الراحة في المباريات المحسومة أو قبل المباريات الهامة من أجل مصلحة الفريق بضمان تواجده بقمة لياقته الفنية وبعيداً عن الإصابات، ومن أجل مصلحة الأخير الخاصة بأن يوفر طاقته وجهده من أجل التألق في اللقاءات الكبرى، وضمان استمرار عطائه على مدار الموسم.

    كذلك شخصية زيزو سمحت له بالسيطرة على غضب خيميس و تمرده الذي وصل لحد التصريحات في وسائل الإعلام، لكنه نجح باحتواء احباطه ليحوله لطاقة ايجابية تبحث عن اثبات نفسها في غياب ثلاثي الBBC ، ليقود الريال بنجاح في أول لقائين بهذا العام، وينطبق هذا على موراتا و ايسكو واسينسيو وفاسكيس وكوفاسيتش بل حتى كاسيا ودانيلو، الجميع في ريال مدريد يجد فرصته خاصة مع قدرة زيدان على اقناع كل نجوم الفريق بضرورة المداورة، مما يخلق مساحة من أجل من يتعطش لإثبات قدرته على العطاء في فريق بحجم ريال مدريد.

    في حين أن محاولات أنريكي الخجولة في مداورة نجومه تصطدم دائماً باعتراضهم على قراراته، فشهدت الكاميرات العديد من لقطات غضب النجوم واستيائهم عند استبدالهم. هذه اللقطات توضح أن قرارات المدرب الأسباني في المداورة جائت بشكل فردي لم يصاحبها تفاهم بينه وبين نجومه.

    3- تأثير الإصابات

    تأتي الإصابات لتقف نوعاً ما وبشكل ساخر بصف الفرنسي في قدرته على منح مواهبه المزيد من الدقائق والفرص لإثبات أنفسهم، فنراه يضطر لإعطاء الكثير من الأسماء الفرصة نتيجة غياب الأساسيين للإصابة، ولعل كثرة هجوم الإصابات على تشكيلة الريال طوال الموسم منحته الحق ليجرب ويبدل في التشكيلة دون أن يصطدم بتربص الإعلام الذي قد يسائله إن أجلس مجموعة كبيرة من نجومه على الدكة دفعةً واحدة، وهذا ما منح زيزو الوقت الكافي حتى يجرب في الأسماء ويعطيها الفرصة حتى وصل لمرحلة إقناع نجومه بضرورة المداورة من أجل تجنب هذه الإصابات.

    في حين وبالرغم من عدم اهمال الإصابات لتشكيلة أنريكي إلا أنها لم تكن بكثافة نظيره في الريال، ولم يستطع أن يوفر الضمانة للاعبي الدكة بقدرته على تأمين مركز أساسي لهم بعد عودة المصابين، مما يقلل من حافز التألق لديهم.

    هذه العوامل مجتمعة جعلت مداورة زيدان المستمرة تؤتي أكلها في الأوقات الصعبة من الموسم حتى الآن، فساعدته في التغلب على الإصابات وبث الحماس في نفوس اللاعبين من أجل أن يستغلوا فرصهم لتقديم أفضل ما لديهم، في حين لايزال أنريكي يفتقد لما يمتلكه زيدان من عوامل حتى يحقق ما في رأسه من أهداف مداوراته المستمرة.

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة