سبورت 360- يحق لمُشجعي مُنتخب هولندا التباهي بالكرة الرائعة التي يُقدمها أصحاب القُمصان البرتقالية عبر السنوات، ويحق لهم أيضاً أن يؤمنوا بأن الحظ أدار لهم ظهره أكثر من مرة.
فشلت هولندا في الفوز بكأس العالم رغم تأهلها للنهائي 3 مرات، ولا تمتلك في سجل بطولاتها سوى بطولة يتيمة هي كأس أوروبا لعام 1988.
وعند الحديث عن أساطير الكرة في هولندا لايُمكن إغفال اسم الأسطورة العبقري رينوس ميتشيلز الذي يُعد الأب الروحي لمُصطلح الكرة الشاملة الذي اقترن بالمدرسة الهولندية.
وللتأكيد على قيمة ميتشيلز الكبيرة فيكفينا أن نقول بإنه من قاد هولندا لنهائي كأس العالم 1974 قبل أن يصطدموا مع ألمانيا صاحبة الأرض، وهو من قاد هولندا للفوز بكأس أمم أوروبا في 1988 بعد التغلب على الاتحاد السوفيتي في النهائي الشهير.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
📸 Marco Van Basten with THAT volley during the Euro 1988 final against the then Soviet Union at the at the Olympiastadion, Munich pic.twitter.com/ZhSwKwkmwX
— Around The Grounds 🏟 (@ArndTheGrnds) October 14, 2019
وُلد ميتشيلز في التاسع من فبراير لعام 1928، وتوفي في الثالث من مارس لعام 2005 بعد مسيرة طويلة دون فيها اسمه بحروفٍ من ذهب في سجلات كرة القدم.
بداية مسيرة ميتشيلز التدريبية كانت من محطة أياكس أمستردام الهولندي بين 1965 و1971، قبل أن ينتقل منه لبرشلونة الإسباني الذي دربه لفترتين الأولى بين 71 و75 والثانية بين 76 و78.
ووصلت مسيرة ميتشيلز لذروتها مع مُنتخب هولندا الذي دربه بين مارس 1974 وحتى يوليو من نفس العام، قبل أن يتولى المسئولية من جديد بين نوفمبر 1984 وديسمبر من نفس العام، لتتواصل مسيرته مع هولندا في الفترة الثالثة بين إبريل 1986 ويونيو من عام 1988.
وكانت آخر محطات ميتشيلز التدريبية مع مُنتخب هولندا أيضاً في الفترة بين سبتمبر 1990 وحتى يونيو 1992.
وحقق ميتشيلز في مسيرته لقب الدوري الهولندي 4 مرات، وكأس هولندا 3 مرات مع أياكس أمستردام فضلاً عن لقب دوري أبطال أوروبا، فيما حقق مع برشلونة لقبي الدوري والكأس في إسبانيا.
Faz hoje 50 anos que Rinus Michels mostrou o porquê de ter sido um dos treinadores mais importantes da história do futebol. Para muitos o melhor de sempre. pic.twitter.com/Oqq9jadgFs
— Pablo (@Pablojs93B) June 2, 2021
ويبقى إنجاز ميتشيلز الأبرز الفوز مع الجيل الذهبي لأصحاب القمصان البرتقالية ببطولة أوروبا لسنة 1988.
أُقيمت بطولة أمم أوروبا لسنة 1988 في ألمانيا الغربية، وذلك في الفترة بين 10 إلى 25 يونيو، وكانت المُشاركة في هذا الوقت مُقتصرة على 8 مُنتخبات فقط.
المُثير في الأمر أن بداية ميتشيلز مع مُنتخب هولندا لم تكن مثالية، حيث خسروا أول مُباراة لهم في دور المجموعات ضد الاتحاد السوفيتي بهدفٍ دون رد.
قبل أن ينجح ماركو فان باستن في إهداء هولندا انتصار رائع على مُنتخب إنجلترا بثلاثة أهدافٍ لهدف، وذلك بعد أن سجل ثلاثية تاريخية لن تُنسى.
🇳🇱 Which goal was best?
Marco van Basten's hat-trick earned the Netherlands a 3-1 victory against England in Dusseldorf #OTD in 1988!
⏪ @OnsOranje | @MarcoVanBasten pic.twitter.com/PWXuVRknXX
— UEFA EURO 2020 (@EURO2020) June 15, 2020
وأنهت هولندا دور المجموعات بفوزٍ على جمهورية أيرلندا بهدفٍ دون رد سجله ويم كيفت، ليتأهل رجال ميتشيلز لنصف النهائي بعد أن حلوا في المركز الثاني خلف السوفييت.
في دور نصف النهائي، لعبت هولندا ضد أصحاب الأرض ألمانيا الغربية على أرض مدينة هامبورج الألمانية، وتقدم في البداية الأسطورة الالمانية لوثار ماتيوس للماكينات في الدقيقة 55 من ركلة جزاء.
ونجح رونالد كومان مُدرب برشلونة الحالي في إهداء هولندا التعادل في الدقيقة 74 من ركلة جزاء، قبل أن ينجح فان باستن في خطف الفوز لمُنتخب بلاده بهدفٍ سجله في الدقيقة 88.
وعلى الجانب الآخر نجح الاتحاد السوفييتي في الوصول للنهائي بعد هزيمته لإيطاليا بهدفين دون رد، لتتكرر بذلك مُواجهة الدور الأول بين المُنتخبين.
وفي الخامس والعشرين من يونيو، وعلى أرض الملعب الأولمبي بمدينة ميونخ، التقى المُنتخبان، ونجحت هولندا في رد الدين للسوفييت، وتمكن رجال ميتشيلز في الفوز بهدفين.
سجل الأول رود خوليت في الدقيقة 32، قبل أن يُسجل ماركو فان باستن الهدف الثاني في الدقيقة 54 بطريقة مُذهلة لن ينساها عشاق المُستديرة أبداً، فهدف الساحر الهولندي سيظل أيقونة للإبهار في عالم المُستديرة.
🗣️ “I was thinking, OK, I can stop it and do things with all these defensive players or I could do it the more easy way, take a risk and shoot.”
🇳🇱 Happy birthday, EURO 1988 winner Marco van Basten! #EURO2020 | @OnsOranje pic.twitter.com/0g7vPAqXpc
— UEFA EURO 2020 (@EURO2020) October 31, 2019
كانت هولندا في هذه البطولة استثنائية بكل المقاييس، فقوام الفريق كان مليئاً بنجوم من الطراز الرفيع، ويكفي للتدليل على ذلك الإشارة إلى أن المُتنافسين الثلاثة على الكرة الذهبية في 1988 كانوا هولنديين.
حيث احتل ماركو فان باستن المركز الأول، تلاه رود خوليت، فيما احتل فرانك رايكارد المركز الثالث.
وفي نفس العام كان الثلاثي يلعبون لنفس الفريق وهو ايه سي ميلان ونجحوا في إهداء الروسونيري لقب الدوري الإيطالي للمرة الأولى خلال عشر سنوات.
تستند فلسفة الكرة الشاملة باختصار على تمكين كافة لاعبي الفريق من تغيير مراكزهم بما يخدم أهداف المجموعة، حيث يُمكن لأي لاعب أن يُغير من مكانه عدا حارس المرمى.
ولعل ما يُمكن الإشارة له في هذا الصدد النجومية التي صنعها ثنائي الدفاع حينها كومان وريكارد، حيث عُرفا بالزيادة الهجومية حينما تستدعي الضرورة.
ولاحظ مُتابعو البطولة قُدرات ريكارد على المُشاركة في الهجمات المُرتدة حينما تسنح الفرصة، وهو أمر يعتمد على المُباراة وظروفها فخلال النهائي التزم ريكارد أكثر بالجانب الدفاعي لمُواجهة قوة السوفييت الهجومية.
ولأن الفكرة بسيطة فقد خرج يوهان كرويف، تلميذ ميتشيلز في مدرسة الكرة الشاملة، بتصريحه الشهير :”لعب كرة القدم بسيط للغاية، ولكن لعب كرة القدم البسيطة هو الأمر الأكثر صعوبة”.
وعبر كذلك عن أفكاره بمقولته الشهيرة :”يجب أن تتأكد بأن أسوأ اللاعبون سيكونون الأكثر حصولاً على الكرة، وذلك لأنك ستستعيدها سريعاً”، كما عبر عن رأيه في ضرورة الحفاظ على الاستحواذ على الكرة قائلا :”هناك كرة وحيدة، لذا عليك أن تمتلكها”.
وأوجز كرويف الفكرة العامة عن الكرة الشاملة في عبارته الشهرة :”في فرقي، المُهاجم هو المُدافع الأول، والحارس هو أول مُهاجم”.
The King and his prince. Rinus Michels and Johan Cruyff. A thread. pic.twitter.com/dUFLZ8qnXG
— Opta Water Drinker (@Antifootbalista) March 25, 2021
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب