نيمار دا سيلفا

سبورت 360 – إذا طلبت مني كصديق في قعدة صفا أن أعطيك قامة بخمسة أسماء لأفضل لاعبي كرة القدم حالياً وأمهرهم ولأنني أتوق دوماً لإزالة الغباء عن الجوهر النفيس غير اللامع للأشياء..فسوف أذكر بدايةً البرازيلي نيمار من بينهم وربما حتى أذكر اسماً قد يبدو غريباً مثل عثمان ديمبلي.. غريباً لأنه مصاب أغلب الوقت في برشلونة ..لكننا نعرف سحره جيداً جميعاً كما نعرف نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور.

وهو غريب مغترب ويبدو أنه مازال حزيناً في عاصمة النور باريس.. سأنسى ذكر بقية الأسماء الخمسة لأنني حينها سأكون قد دخلت بحالة من التأمل بشأن من ذكرته أولاً.

كلما مر الوقت بالنجم البرازيلي في باريس وهو يحلم بخطوة تالية أو مكان آخر..وهو يُذكرني بذلك الرجل الذي قام بتجسيد شخصيته مارلون براندو في فيلم “التانجو الأخير في باريس” وهويتمتم بكلمة أبناؤنا.. أبناؤنا..بعد أن أطلقت عليه البطلة النار بسبب أنه مستمر في الظهور لها رغم أنها لا تعرف اسماً له..كان ينظر بتلك الكلمة لما هو بعيد.


أدب كرة القدم ..مقال أسبوعي يربط عالم الرياضة وكرة القدم بلغة الأدب والفنون

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية


وربما يعتري نيمار كثيراً ندماً خاصاً من عام لآخر بسبب خروجه من برشلونة وحصوله على مكاسب اقتصادية ومالية أعلى لكنه يبدو جسداً غريباً في بعض الأحيان في النادي ويتوق لمكان آخر..لكن نيمار اللاعب الآن لم يعد بنفس البراعة التي كانت من قبل ودعني أكون دقيقاً وأقول..لم يعد بنفس الفرح.

نيمار وباريس .. قصة ما بين الاغتراب والفرحة

الماضي يلاحق الحاضر

الماضي يلاحق الحاضر

يكون ابن سانتوس دوماً متألقاً وسعيداً حتى وإن لم يكن كذلك خارج الميدان، ففي داخل الميدان هو يعيش كرة القدم بفرحة ربما لا توجد عند كثير من اللاعبين الكبار في هذا الوقت وهذا ما يجعله لاعباً خاصاً بالنسبة لي.. يرقص بالكرة، يؤدي الخدع ويلعب بمهاراة طبيعية .. دون اهتمام بالمهارات الرياضية الجسدية غير الطبيعية كما الغير ..لم يرحل الطفل من عقله في كيفية التنفيذ لحركات الإمتاع والإبهار مثل -إذا جاز التعبير- “جده الكروي جارينشا”.

لكن أي فائدة عندما تمتزج الفرحة بالرغبة في أن يكون محترفاً سلبياً دائماً .. لأن برشلونة ناديه الأوروبي الأول الذي أتاح له تلك الأحاسيس لم يتفق بعد مع إدارة باريس سان جيرمان على رسوم انتقاله وعودته إلى كامب نو، وبعد التوقف الطويل لفيروس كورونا فإن سعادة نيمار قد ترتبط برقصة أخيرة مثل رقصة التانجو الأخيرة في باريس لمارلون براندو مع ماريا شنايدر.. رقصة ثم نهاية للقصة.

فرمان البرازيلي السري

فريق باريس مرشح للمنافسة على لقب الأبطال

فريق باريس مرشح للمنافسة على لقب الأبطال

ستكون رقصة نيمار هدفها الفوز بدوري أبطال أوروبا وصناعة التاريخ مع محبوبته المؤقتة “باريس” وذلك بدايةً من 12 أغسطس القادم حينما يواجه فريق أتالانتا في ربع نهائي دوري الأبطال في رقصة شهية وممتعة لأن كلا الفريقين يلعبان كرة قدم جميلة ومميزة..كرة قدم تمتزج بها السعادة بالعمل البدني الصارم أحياناً خاصة من الفريق البيرجاميسكي.. لكن إن تغلبت فنيات “نيمار” على راقص التانجو “الأصلي” بابو جوميز فلربما تلك ستكون أولى إيقاعات فريق المدرب توخيل مع نيمار في لشبونة لصناعة التاريخ والعبور لنصف النهائي.

بعدها ولأن البطولة الأوروبية للأندية ستكون مصغرة ومكثفة سيكون عليه أن يتقن حركات التانجو التي لا يعرفها ابن ولاية ساوباولو كثيراً، فهو معتاد على أنغام السامبا التي تبدو أسهل وأقل تطلباً في الكفاءة..فالتانجو تحتاج لتكنيك سريع وقيادة رائعة من الراقص، ولذا عليه أن يكون قائداً وفناناً ليجعل باريس بآخر كم رقصة معها.. ويرفع الكأس ذات الأذنين، دوري الأبطال الحلم الأكبر للنادي العاصمي الفرنسي.

وحينها يمكن حقاً أن تكون الختامية الجدير بها والمُرضية للطرفين.. والتي قد تكون بمثابة إشارة سماح من باريس له بالخروج وبالعودة إلى كاتالونيا أو مواصلة إبداعه النقي في مكان آخر، دون محاولات للسقوط أرضاً ودون رغبة في أن يكون نجماً إعلاميا وهذه الأمور التي يلجأ لها فناننا المخادع عندما تتأزم الدنيا حوله..قبل أن يقرر بفرمان سري لا يعلمه سواه أن يكشف عن موهبته بشكلٍ كامل وتام.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة