روي هودجسون

مُعاذ الهراس – ويالها من خيبة أمل مع يوم كان الأسوأ في بطولة يورو 2016. 4 أهداف فقط في 3 مباريات، مع أداء متواضع وبارد يفتقر حتى لمقومات المباراة التكتيكية وفي المباريات التي تلت دور المجموعات وحتى نهاية دور الستة عشر.

لست شخصا نوستالجيا يميل لكل ما هو قديم وماض، لكنني مجبر على ذلك الآن لتوضيح نقطة.

الزمان: يونيو 2004. المكان: البرتغال. المناسبة: كأس أمم أوروبا

لنتحدث بالخط العريض عن بعض المباريات، دون أي إحصائيات أو أرقام مملة، فقط ما جادت به الذاكرة:

– المجموعة الثانية: فرنسا ضد إنكلترا (مباراة بين منتخبين كبيرين)، مباراة كان مليئة بالإثارة والمحاولات، فرص ضائعة وضربة جزاء لبيكهام صدها بارتيز. زيدان يأتي بهدفين في الدقيقة 90 نال بهما المنتخب الفرنسي النقاط الثلاث .

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

Henrik_Larsson_Euro_2004

– المجموعة الثالثة: إيطاليا ضد السويد (مباراة بين منتخب كبير ومنتخب لا يزال يشق طريقه نحو النجومية مع لارسون وليونبرغ وزلاتان)، لقاء كان فيه الكثير من الحماس، تكتيك دفاعي حقيقي من الطليان، وشجاعة كبيرة من السويد، انتهت بهدف لإبراهيموفيتش لا يزال يخلد كواحد من روائع أهداف اليورو.

– المجموعة الرابعة: هولندا ضد التشيك (مباراة بين منتخب كبير ومنتخب مغمور لم نكن نعرف عنه إلا نيدفيد وكولر – حتى باروش لم يعرف إلا في تلك النسخة -. مباراة هيتشكوكية، فاز فيها المنتخب التشيكي 3-2، بعدما كان منهزما 2-0.

– ربع النهائي: البرتغال ضد إنجلترا (لقاء بين منتخبين كبيرين)، أروع مباراة يورو شاهدتها في حياتي. نتيجة 2-2 في 120 دقيقة، ولقاء من شاهده وهو يقرأ هذه الأسطر، قطعا سيفهم ما أعني. روني والهدف المبكر، روي كوشتا والتسديدة الصاروخية، ريكاردو وضربات الترجيح التاريخية..

هذا غيض من فيض، وهذه نبذة من مباريات كثيرة شاهدناها في بدايات الألفية، عرفنا معها حقيقة كرة قدم المنتخبات، وقيمة المسابقات الرسمية. ونفس الأمر ينطبق على مونديال 2006، حيث كانت الإثارة حاضرة بكافة المقاييس.

الآن، وبعد هذا الكم من المباريات القوية، يأتي البعض ليدافع عن يورو 2016، ويتحدث عن الكرة التكتيكية، والدفاع عن بطاقة التأهل، منتظرا مني أن أهلل وأصفق لمباريات ينام النصف الأول من الناس في منتصفها، والنصف الثاني ينشغل بهاتفه أو يطفئ التلفاز.

itvssp

هذه حقيقة، وهذا واقع صرنا نعيشه. من العيب أن تقارن مباراة البرتغال ضد كرواتيا التي حدثت اليوم، بمباراة إنجلترا ضد كرواتيا في 2004 مثلا.

يوهان كرويف (عراب الكرة الشاملة) له مقولة: “أفضل الفوز 5-4، على الفوز 1-0″. ونحن كمتابعين لكرة القدم وعشاق لمتعتها، علينا أن نتبنى هذا القول قلبا وقالبا. كرة القدم هي الأهداف مع الأداء، ومن العبث الحديث عن شعبية هذه الرياضة، ثم ندافع عن تكتيك الـ ” Park the bus ” ونهلل لمسابقات معدل تهديفها في المباراة الواحدة هو: هدف واحد.

كل هذا الكلام ليس من باب التقليل أو التنقيص من مستوى أفضل قارة تلعب فيها كرة القدم. بل الأحرى هو من باب الغيرة على مسابقة لطالما عرفت بإنجاب مواهب، وتأريخ أحداث وأهداف تظل محفورة في البال. فالعالم عرف بلاتيني من هذه المسابقة، وضربة جزاء بانينكا الشهيرة كانت في بطولة اليورو، وهدف فان باستن الشهير ضد الاتحاد السوفيتي هو أيضا كان في نهائي نسخة 1988.

لنضع التعصب جانبا، ولنترك الانحياز لمنتخب معين فذاك حق ودأب كل متابع لكرة القدم. وليسأل كل شخص منا نفسه، أترضيكم هذه النسخة من اليورو؟

ولكل جواب تعليل، فانظر أيرضى خاطرك بما علل به عقلك الجواب أم يحرك رأسه دون اقتناع ثم يمضي كل لحال سبيله.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة