إشبيلية - الدوري الإسباني

سبورت 360 – دموع، صراخ وعناقات بعد تتويج إشبيلية بلقب الدوري الأوروبي، إحتفالات لم تقتصر فقط على كل من كان داخل أرض ملعب المباراة النهائية، بل طالت عائلة لوبتيجي أيضا، حيث قال المدرب الإسباني: “في الليلة التي توج فريقي إشبيلية بلقب اليوروباليج، كان والدي صاحب ال90 عام، يشرب كأساً من الويكسي ويُدخن السيجار، مُحتفلاً بالإنجاز الذي حققته.”

من لا يعرف لوبتيجي، هو الرجل الذي خاض مغامرة فريدة من نوعها، وذلك عبر تدريب ريال مدريد، في وقتٍ كان الفريق يُعاني ويُصارع من أجل إعادة بناء نفسه، وذلك بعد رحيل نجمه كرستيانو رونالدو. الا أن تجربته تلك لم تتكلل بالنجاح، خصوصا بعد الأداء الأقل من عادي الذي ظهر عليه الميرينجي.

شاءت الأقدار أن ينفصل لوبتيجي عن ريال مدريد، بعد ذلك، عاد شيء من الريال الذي عهدناه سابقاً مع زين الدين زيدان، وعاد شيء من إشبيلية وليالي الدوري الأوروبي تحت قيادة لوبتيجي، حيث عاد بنا إلى الأيام الخوالي، وما قام به سابقاً أوناي إيمري، طيب الذكر.

في الحقيقة، الحجرة التي رُميت على رأس لوبتيجي عندما كان مُدربا لريال مدريد، لم تُرمَ لغرض قتله أو ذبح مسيرته التدريبية، بل كانت من أجل أن يستفيق من غيبوبته، ينهض من تحت الركام، يغدو رجلاً يلقى ثمار مجهوداته، ويتجه لقيادة مشروع أحلامه.

صافرة النهائي كانت مجرد البداية

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

بعد إطلاق حكم مباراة إنتر وإشبيلية صافرة نهاية المباراة، مُعلناً عن فوز الفريق الإسباني باللقب، تسيد جوليان لوبتيجي شاشات التلفاز وعنوانين الصحف، بعد تداول صوره، والدموع تتهاطل من عينيه، في مشهد من المشاهد الجميلة للعبة.

لوبتيجي في تصريح لقناة فوكس سبورت، تحدث عن تلك اللحظات الجميلة، حيث أعتبر أن تلك الدموع هي نتيجة عمل شاق وجهد كبير قد بُذل طيلة الموسم، حيث إختصر الحديث واصفاً ذلك ب “الشعور الإيجابي”، مُشيراً إلى أن مثل هذه الأمور تحدُث في كرة القدم بشكل مُستمر.

لماذا هي البداية؟ دعنا نخبرك عزيزي القارئ، أن قدوم لوبتيجي لم يقتصر فقط على رغبة الإدارة في التتويج بلقب اليوروباليج، بل هي تسعى إلى بناء مشروع، تستطيع من خلاله مزاحمة ريال مدريد وبرشلونة في المنافسة على لقب الدوري الإسباني، وربما إحداث مفاجأة، تماماً مثل تتويج أتليتكو مدريد بلقب الدوري موسم 2013/14، في عز قوة قطبي الكرة الإسبانية، وذلك بعد تخطيط طويل وعمل مدروس مع سيميوني.

وما أدرنا نحن بذلك؟ لأن ببساطة، إدارة إشبيلية بدأت بإستقطاب العديد من الأسماء وتدعيم الفريق بعناصر جيدة، آخرها كان عودة راكيتيتش بعد 6 مواسم قضاها مع برشلونة.

وصفة لوبتيجي السحرية

في الموسمين الأخيرين، لم يُشارك إشبيلية في بطولة دوري أبطال أوروبا، وذلك بعد فشل الفريق في خطف أحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري، الا أن بعد قدوم لوبتيجي، وفي الموسم الأول له مع الفريق، نجح بإنهاء الدوري في المركز الرابع وتوج بلقب الدوري الأوروبي، مما يعني تواجد إشبيلية في بطولة دوري الأبطال في الموسم المقبل.

GettyImages-1267562524 (1)

مع لوبتيجي، يلعب إشبيلية بتشكيلة 433 مع إمكانية تحولها إلى 4231 و4141 في نفس المباراة. يُركز لوبتيجي على عودة لاعب خط وسط مُدافع إلى الخلف، ليُصبح مدافع ثالث، وفي الوقت نفسه، يعود الجناحان إلى وسط الملعب، في محاولة لجعل الفريق يعتمد على أكثر من خطة في الآن نفسه، أهمها طريقة الضغط على الخصم من أجل إفتكاك الكرة، أو حتى في عملية بناء الهجمة.

لكن، دعنا نخبرك، في أن هناك قواعد لا تتغير في إشبيلية عند دخول الفريق أي مباراة، وهي الإعتماد على الأظهرة (نافاس/ريغيلون/إسكوديرو) واستغلال الأجنحة، حيث قد يستفيد الفريق من الزيادة العددية التي يفرُضها في منطقة الخصم، مما يسمح ذلك في خلق الكثير من الفرص.

ياسين بونو ليس وحيداً

بعد أن قدم موسم أكثر من رائع، وكان أحد ركائز الفريق، لم تتأخر إدارة إشبيلية من أجل شراء عقد الحارس المغربي ياسين بونو، بما انه كان مُعارا هذا الموسم، حيث لبّت كافة طلباته وتسعى للإستفادة من خدماته.

لقد كان ياسين خلف العديد من إنتصارات الفريق، لكنه لم يكن وحيداً في صناعة المجد، لأن لوبتيجي قد وجد خطة فعّالة مع إشبيلية في الحالة الدفاعية، وكيفية إفتكاك الكرة من لاعبي الخصم.

أهم نقطة يعتمد عليها لوبتيجي في الدفاع هي الضغط، لكنه يضغط بشكل تدريجي، أي أنه لا يمارس الضغط العالي الذي يطبقه كلوب مع ليفربول، حيث يعتقد في أن هذا النوع من الضغط يُساعد الفريق في عدم إستهلاك جميع طاقات لاعبيه، بل يُحاول توفيرها من أجل الإستفادة منها طوال ال90 دقيقة.

أما عندما لا يلجأ لوبتيجي على سلاحه في الضغط، فيتجه إلى الخطة “ب”، وهي الخطة نفسها التي يعتمد عليها سيميوني في الكثير من الأحيان، حيث يتكتل لاعبو إشبيلية في منطقتهم واللجوء إلى رسم 541 مُعتمدين على الفكرة التي تحدثنا عنها في الفقرة الأولى، وهي لعب لاعب الوسط المدافع كمدافع ثالث وعودة الأجنحة (أوكامبوس/سوسو) إلى وسط الملعب، مع بقاء المهاجم في وضيعة تسمح له في الانطلاق بالهجمات المرتدة ريثما تصله الكرة.

عودة راكيتيتش هل تعني تعويض بانيغا؟

منذ أن أعلنت إدارة برشلونة رحيل راكيتيتش عن الفريق مُتجهاً نحو إشبيلية، أول فكرة خطرت على بال المتابعين، هي أنه قادم من أجل سد ثغرة بانيغا الذي إنتهى عقده مع الفريق، وقرر الرحيل.

لكن، هذا بالطبع غير صحيح، لأن اللاعبان يشغلان أدوار مختلفة. بانيغا كان أشبه بصانع الألعاب الذي يرفع من قيمة خط وسط إشبيلية. أما راكيتيتش، فهو لاعب مُتعدد الأدوار ولا يلعب فقط في جهة أو منطقة محددة. كنا نُشاهده في برشلونة، ونُتابع ما يُقدمه، وطريقة تمركزه على أطراف منطقة جزاء الخصم. لذلك، لن يكون منطقياً أن يمنح لوبتيجي النجم الكرواتي دور اللاعب رقم 10.

قد لا تبدو صفقة راكيتيتش هي صفقة نجم من الطراز الرفيع، وذلك بعد تراجع مستوى اللاعب في مواسمه الأخيرة مع برشلونة، الا أنه لاعب ذو فائدة كبيرة لخطط لوبتيجي، حتى لو لم يكن البديل الأنسب لبانيغا، لكنه لايزال يُقدم أدوار مختلفة، من حيث تمريراته الدقيقة داخل الصندوق، تحركاته في عمق الملعب وتأثيرها على طريقة لعب الفريق، وتقديم الإضافة الدفاعية المطلوبة.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة