تحليل تكتيكي .. الفرق بين المهاجم ورأس الحربة في كرة القدم

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كرة القدم في السابق كانت عبارة عن 22 لاعباً يركضون خلف الكرة ويحاولون تسجيل أكبر قدر من الأهداف ؛ فقط هذا كل شيء ؟! نعم هذا كل شيء .. لعبة بسيطة وبدون أي تعقيدات أو وجع رأس .

    لكن مع مرور الوقت .. جاءت تكتيكات وأساليب لعب غيرت كرة القدم ، وجعلتها لعبة أكثر تعقيداً من نسبية آنشتاين وميكانيكا الكم التي دشنها ماكس بلانك ، الأمر الذي أدى إلى ظهور العديد من التسميات والجزئيات التي أوقعت البعض في متاهة سوء الفهم ، ولعل أبرز الأخطاء الشائعة في كرة القدم الحديثة ، تلك التي تتعلق بمصطلحيْ المهاجم ورأس الحربة .

    يمكن القول إن المهاجم الصريح أو رأس الحربة هو اللاعب المتواجد في مقدمة الفريق ( المتمركز في منطقة جزاء الخصم إن تحرينا الدقة ) ، ويكون التركيز منصبّاً طوال مجريات المباراة على إيصال الكرة إليه ، بحيث تكون أدواره الرئيسية مقتصرة على إدخال الكرة إلى شباك الخصم ، أو على الأقل أن تكون له بصمة في معظم الأهداف ، حتى لو فُرضت عليه رقابة لصيقة من الخصم ، وهو ما يحتم عليه أن يكون بمواصفات معينة تساعده في إحداث التغيير على أرض الملعب وكذا تنفيذ أفكار المدرب .

    في الحقيقة ، كرة القدم الحديث تفتقر بشدة للمهاجم الهداف الذي يقف داخل منطقة الجزاء لكي يحصل على الكرة ويسجل هدفاً ، أي أن المهاجم الصريح أو رأس الحربة صار من أساطير جيل الألفية السابقة ، لم يعد هناك جيرد موللر في ألمانيا ، أو جاري لينكر في إنجلترا ، وحتى فيليبو انزاجي مع ايطاليا وفان نيستلروي رفقة الطواحين الهولندية .. لقد اختفى مهاجم الصندوق بعيداً عن الأضواء ولم نعد نشاهد لاعبين من طينة هؤلاء ، انتهى تماماً مفهوم اللاعب الذي يسجل أهدافاً فقط .. وسد مسده المهاجم المتحرك ، أي اللاعب الذي يبدأ المباراة كرأس حربة على الورق ، لكنه على أرض الواقع تجده يتحرك للأروقة ويعود للوسط لاستلام وتسليم الكرة ، كما أنه لا يتوانَ عن القيام بالضغط على مدافعي الخصم ، بالإضافة إلى أنه يفتح المساحات لزملائه في الخط الهجومي .. نعم نعم أقصد كريم بنزيما والمهاجمين الذين على شاكلته .

    المهاجم المتحرك أصبح مهيمناً على جل الفرق الأوروبية الكبيرة منذ فترة ليست ببعيدة ، ليفاندوفسكي ، أجويرو ، هاري كين ، لويس سواريز وكريم بنزيما .. كلهم لاعبون لا يتقوقعون في منطقة الجزاء على طول الخط ، بل يخرجون غالباً إلى الأطراف ويكونون وسيلة ضغط على عمق دفاع الخصم ، ويقومون غالباً باللعب مع آخر مدافع ليصعب تنظيم الهجمة من المناطق الخلفية للمنافس ، كما أنهم يزيدون من سرعة الهجمات المرتدة ، ويلعبون دوراً أساسياً في الكرات العرضية .

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    ومن هنا انبثق نوع آخر من المهاجمين .. وهو المهاجم الوهمي الذي يمكن تعريفه بأنه مركز تكتيكي يمزج بين المهاجم الصريح وصانع الألعاب ، فلا هو مهاجم رأس حربة يسجل الأهداف بكثرة ولا هو صانع الألعاب الذي يصنع أغلب أهداف فريقه .. بل هو قليل من هذا وشيء من ذاك .

    فكرة المهاجم الوهمي هي فكرة خداعة للمدافعين ، حيث يظهر نظرياً أن الفريق الذي يطبقها يلعب بدون رأس حربة ، لكن في الواقع يوجد لاعب يلعب في مركز المهاجم .. لكن ليس بشكل صريح ومن هنا جاءت تسمية ” المهاجم وهمي ” .
    ويجب على اللاعب الذي يقوم بهذا الدور أن يكون سريعاً ، يملك ردة فعل عالية ، يستطيع المرور من المدافعين ، يخلق الفرص ، يسحب المدافعين ويخلق المساحات ، ويمكن أن نتذكر كيف برع ليونيل ميسي في تجسيد هذا الدور مع بيب جوارديولا في عهد ” بارسا الدريم تيم ” .

    نمر لنوع آخر ، وهو المهاجم الذي يتمركز على الأروقة ، والذي يسمى بلاعب الجناح الهجومي ، وهو اللاعب الذي يتمركز على خط التماس ويتولى مهمة إرسال العرضيات إلى داخل منطقة الجزاء ، كما أنه يتوغل من الطرف نحو العمق للزيادة العددية حيناً ، ولخلخلة الدفاعات المتكدسة حيناً آخر ، وهنا وجب الإشارة إلى نوعين من الأجنحة :

    الأجنحة الكلاسيكية : تعني أن الجناح الأيمن يلعب في الرواق الأيمن والعكس صحيح ، وهو أمر يعتمد فيه المدربون على العرضيات ، حيث يكون دوره مقتصراً في أغلب الأوقات على الركض بمحاذاة الخط ثم رفع الكرة صوب منطقة الجزاء .

    الأجنحة المقلوبة : تعني أن الجناح الأيمن يلعب في الرواق الأيسر والعكس بالعكس ، وهو أمر يستفيد فيه المدربون من قدرات اللاعبين ومهاراتهم ، من خلال التحرك بشكل عرضي إلى داخل منطقة الجزاء والتسديد على المرمى إن اقتضت الحاجة ، أو تمرير كرات بينية لزملائه الذين ينسلون بين خطوط الخصم .

    إن المهاجم وصف شامل لمختلف المراكز الأمامية القريبة من مرمى الخصم ، ومن ضمنها رأس الحربة أو المهاجم المتحرك ، وقد تتعدد أدوار هؤلاء المهاجمين بحسب أفكار المدرب ووفقاً لأسلوب الفريق ( الأفكار : الضغط العالي والضغط العكسي الخ .. الأسلوب : أسلوب هجومي ، أسلوب دفاعي ، استحواذ ، ارتداد الخ ) ، لذلك شاهدنا تطور مراكز الهجوم مع تطور الأفكار والأساليب ، بالانتقال من المهاجم الهداف فقط إلى الرقم 9 الوهمي مروراً بأشكال وسمات مختلفة لأصحاب الحس التهديفي الراقي .

    لمتابعة الكاتب على فيسبوك :

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة