قصص غريبة من الفورمولا 1 (Getty Images)

عالم الفورمولا واحد الحديث يمثل كل ما هو جديد ومتطور بل وجريء في التفكير والتصميم. وأيضا يحسب لقمة رياضة المحركات التخطيط بشكل مدروس لكل شاردة وواردة تحوم حول فلك السباقات. ولكن التاريخ يشهد بأن الرياضة التي نحب بدأت بشكل يقترب للهواية مليء بقوانين وأحكام غريبة تبدو بعيدة كل البعد عن التنظيم الذي نراه اليوم في الحلبات.

فلنفتح كتب التاريخ ونتعرف على  6 ممارسات غريبة من الماضي:

سباقات غير رسمية: كلنا نعرف موسم الفورمولا واحد يتألف من عدد معين من السباقات تخول السائقين والفرق لنقاط رسمية تدخل جميعها في ترتيب بطولة العالم ولكن في الماضي كان هنالك الكثير من السباقات الغير رسمية. أي سباقات اختيارية للفرق والسائقين ولكن غير محسوبة على بطولة العالم. في زمن السباقات الرسمية القليلة, استفادت حلبات أخرى لا تملك القدرات التنظيمية الكبيرة من استضافة جولات غير رسمية مما أدى أيضا إلى استفادة السائقين والفرق لتجريب قطع جديدة أو تحسين طرق القيادة. من أهم الحلبات والدول التي استضافت سباقات غير رسمية دون شرف استضافة حدث رسمي هي : روما, موزمبيق وتونس. نعم تونس الشقيقة التي استضافت حدث غير رسمي في فترة الانتداب الفرنسي عام 1955!

سيارة كلاسيكية استعملت في سباق جائزة تونس الكبرى (Getty Images)

سيارة كلاسيكية استعملت في سباق جائزة تونس الكبرى (Getty Images)

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

سيارات الزبائن: في الماضي كان شائعا بأنك يا عزيزي القارئ تقوم بتجميع جهد سنين عملك وتشتري سيارة جاهزة من مصنع وتدخل بها سباق فورمولا واحد! فلنضع المزاح جانبا (فبالطبع لاتريد صرف ثروتك على مغامرة سباق!) كان هذا التصرف شائعا من أصحاب أموال أو حتى سائقين لشراء سيارات جاهزة وتعديلها قبل دخول السباقات. والتي تعتبر طريقة سهلة لدخول الفورمولا واحد دون نقفات التطوير والتصنيع. أساطير كبيرة دخلت عالم الرياضة من هذا الباب مثل إنزو فيراري مؤسس فريق الفيراري الذي بدأ مسيرته عندما اشترى سيارات ألفا روميو و سجل مشاركات في الفورمولا واحد في فترة ما بين الحربين. أيضا فرانك ويليامز مؤسس ويليامز الذي اشترى سيارة مارش في موسم 1973 وبدأ كفريق زبون قبل أن يبدأ بتصنيع سيارته. وفي سباق الأرجنتين 1958 فاز ستيرلينغ موس مع سيارة كوبر مشتراة من قبل رجل الأعمال روب والكر وللنكتة كان الفريق مؤلف من شخصين: السائق موس و الميكانيكي آلف فرنسيس!

طفل يتأمل بصورة إنزو فيراري  (Getty Images)

طفل يتأمل بصورة إنزو فيراري  (Getty Images)

القيادة المشتركة: “عزيزتي هل تستطيعين القيادة عني؟ لقد تعبت” جملة تتردد كل يوم في عطل الصيف للوصول إلى الشاطئ ولكن ليس في الفورمولا واحد! خطأ!! في الماضي كان بإمكان أي سائق مشاركة القيادة بشكل قانوني مع سائق آخر. ولكن تقسم النقاط للنصف لكل سائق بهذه الحالة. عمليا كانت الفرق تستخدم تلك الحيلة لإعطاء الأفضلية للسائق المتقدم في ترتيب البطولة وخصوصا إذا تعطلت سيارته في منتصف السباق. فمثلا عندما تحطمت سيارة خوان مانويل فانجيو في مونزا 1954, أمر فريقه السائق الثاني بيتر كولينز بان يسلم سيارته للأرجنتيني الذي بالفعل أنهى السباق بالمركز الثاني ليحرز بطولة العالم .

خوان مانويل فانيجو

خوان مانويل فانيجو

سباق انديانابوليس 500 في البطولة: السباق الأميريكي الشهير على حلبة انديانابوليس الاسطورية صرح عظيم في رياضات المحركات ويعتبر جزءا من التاج الثلاثي مع سباق موناكو ولومان 24 ساعة. ويعتبر جزءا من بطولة اندي كار الأمريكية ولكن في الفترة بين 1950 و1960 كان السباق الأمريكي الأوحد جزءا من بطولة الفورمولا واحد حتى مع سيارات غير مطابقة لمواصفات الفورمولا واحد. قليلا ما كانت الفرق تتحمل نفقات السفر إلى العالم الجديد للمشاركة في سلسلة يفتقرون فيها للخبرة ولكن الفرق الغنية كانت حاضرة وإن بشكل متواضع.

سباق إنديانا بوليس في الخمسينيات (Getty Images)

سباق إنديانا بوليس في الخمسينيات (Getty Images)

سباقات بين القرى: الجميع يهوى سباقات شوارع المدن مثل موناكو وسينغافورة. مشهد السيارات الصاروخية وهي تمر في شوارع المدن الفارهة لا مثيل له ولكن هل فكرت في منظر السيارات بين الحقول والغابات؟ في بداية البطولة كانت الحلبات المخصصة للتسابق قليلة ومكلفة فاتجه المنظمون إلى انشاء سباقات بين القرى والمدن في الطرقات العادية. سباق ريمس في فرنسا كان بين عدة قرى في الشرق الفرنسي قرب مدينة ريمس في الطرقات الريفية. وحلبة سبا فرانكوشان البلجيكية الشهيرة كانت في الماضي بين قرى والونيا في بلجيكا وكانت تعتبر خطرة جدا مما أدى إلى مقاطعة السباق من قبل السائقين عام 1969 ومنثم ترك المضمار القديم نهائيا وبنيت الحلبة الجديدة التي نراها اليوم.

(

سباق فرانكوشامب في بلجيكا (Getty Images)

سباق فرانكوشامب في بلجيكا (Getty Images)

تحديد التواقيت: أصدقائي غير المتابعين ينبهرون عندما أشرح لهم بأن السائق الفلاني سينطلق بالمركز الاول في السباق لأنه تفوق على المنافس بمقدار جزئين من الألف من الثانية. وصراحة تقنية حفظ التواقيت في الفورمولا واحد رهيبة مع اشارات الكترونية تنتقل بين السيارة ونقاط علام في أرجاء الحلبة. ولكن في الزمن الجميل كان التوقيت يتم بساعة تواقيت عادية. لم يكن حتى هنالك أشخاص مختصون لهذه المهمة بل كانت زوجات وصديقات السائقين والمهندسين يقفن في خط البداية النهاية ويضغطن على زر ايقاف العقارب في كل مرة يمر فيها محبوبهن ويسجلن التوقيت على ورقة. يا للرومانسية!

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة