عندما يصبح التصوير رياضة قصوى

فريق سبورت 360 14:51 04/06/2020
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • صور مثيرة للتحديات في الشرق الأوسط ولكل منها قصة وحكاية

    يمكن للتصوير أن يكون من رياضات الحركة المرهقة. وكل من يرى غير ذلك لم يتعرّف على الأرجح إلى نعيم شدياق. فالرجل الذي يوثّق بعدسته أروع لحظات عالم ريد بُل، يؤمن أن اللقطة الممتازة تتطلب مجهوداً استثنائياً، وهو يمتلك البراهين الفوتوغرافية ليثبت هذه النظرية. من مطاردة الطائرات على القدمَين في أبوظبي، إلى السير مسافة كيلومترات في صحراء الربع الخالي، مروراً بالتصوير من طوافة مفتوحة فوق المملكة العربية السعودية، يتطلب توثيق رياضات المغامرة إنجازات قد تكون أقرب إلى المهمات المستحيلة. وأجمل ما في الأمر أنه شغوف برياضات المغامرة.

    “كل شيء يعتمد على التحضير الجيّد”، يقول اللبناني البالغ من العمر 44 عاماً عن عمله المشحون بالحماسة والضغط. ويضيف: “قد تلتقط ألف صورة لتجد واحدة فقط مناسبة. الوقت يكون ضيّقاً، ولا يتاح لنا أن نعمل طويلاً على إعداد الصور. المصوّر الجيد يمكنه أن يتخيّل الصورة قبل التقاطها”.

    وبحسب ما يشرح للطلاب في أكاديمية ريد بُل، فإنَّ عوامل عدة تلعب دوراً في تحديد الإطار الممتاز: العدسات، الزاوية، موقع التقاط الصورة، الهندسة المعمارية، الظروف الطبيعية، والموضوع نفسه بطبيعة الحال.

    غير أن الأمر لا يقتصر على المعرفة التقنية

    صور نعيم تنقلك إلى قلب الحدث، نظراً إلى أن حرصه على عدم تفويت أي شيء، أو ما يعرف بـ”فومو” (FOMO: Fear Of Missing Out)، يدفعه إلى العمل بمستوى متفوّق: “إن لم ألتقط صورة ما، سيكون عليَّ أن أتعايش مع فكرة أنني شهدتُ لحظةً لم أستطع تخليدها. ثمة الكثير من المشاهد التي يؤسفني أنها فاتتني، وأستطيع أن أتذكّر كلَّ واحدٍ منها.”

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    نعيم يشاركنا اليوم صوراً كادت تكون من نسج الخيال لو لم تلتقطها عدسته، ويروي لنا التحديات التي كانت تقف خلف كل واحدة منها.

    بين عالمَين: سيبستيان لوب (السعودية، 2018)

    بين عالمَين سيبستيان لوب السعودية 2018

    هذا المشهد لبطل الراليات سيبستيان لوب تطلّب بعض الصبر.

    ويشرح نعيم: “كان ذلك في الصباح الباكر، بينما كان شروق الشمس ينعكس على الكثبان الرملية. حدّدت إطار الصورة وكنت أعلم أن سيبستيان يسير في ذاك الاتجاه، فانتظرت.”

    التحدي كان يكمن في الذهاب إلى موقع التقاط الصورة: فعوضاً عن انتظار أن تأتي سيارة في اتجاهه واحتمال تفويت فرصة التقاط الصورة، مشى نعيم طوال ساعةٍ من الزمن لبلوغ الموقع، حاملاً على كتفيه معداتٍ تزن 30 كيلوغراماً، بما فيها عدسة 600 مم استعملها هنا.

    “لم يكن لدي مكان حتى لأضع عبوة مياه.”

    القفز بالدراجة الناريّة أمام البرج: جولة ريد بُل إكس فايترز العالمية (دبي، 2013)

    القفز بالدراجة الناريّة أمام البرج جولة ريد بُل إكس فايترز العالمية دبي 2013

    “التحدي الأكبر بالنسبة إلى برج خليفة هو إدراجه ضمن إطار الصورة”، يقول نعيم، متحدثاً بلسان ملايين المصوّرين.

    عدسة بزاوية واسعة قد تحوّل الدرّاج إلى نقطة صغيرة، في حين أن التركيز على الدرّاج سيعني استبعاد الموقع البارز. ماذا عن الحلّ إذاً؟ “كانت هناك زاوية واحدة ممكنة فقط، أن أنخفض كثيراً وأستعمل عدسة 200 مم.”

    إلى جانب اضطراره إلى التقاط هذه الصورة من زاوية منخفضة جداً من مستوى الأرض، التقى نعيم الفريق الأمني خلال جولة استكشافية قبل يوم، ليضمن حرية التنقّل من دون أي مشكلة ويتفرّغ للتركيز على التصوير في يوم الحدث.

    في قلب الفيل: رينيه فيلدهابر (عُمان، 2017)

    في قلب الفي رينيه فيلدهابر عُمان 2017

    خلال متابعته المغامر رينيه فيلدهابر وهو يتعقّب مسارات الجِمال في صلالة على دراجته الجبلية، اكتشف نعيم صخرةً على شكل فيل. ومن أجل التقاط الصورة، كان على رينيه أن يركب الدراجة مسرعاً في الحقل خلف الصخرة، قبل أن يقفز في اتجاه وسطها.

    ويقول نعيم: “كان علينا أن نكرر المحاولة بضع مرات، إذ كان عليه أن يكون في منطقة محددة من الإطار. نحن لا نجري أي تعديلات على الصورة عبر برنامج فوتوشوب، لذا عَليَّ أن ألتقطها بشكل ممتاز.” وكان يجب كذلك تفادي أي ارتطام بالصخرة خلال القفزة، ما جعل مراعاة معايير السلامة فوق كل اعتبار.

    دخان على الرِمال: كارلوس ساينز جونيور، رالي داكار 2020 (السعودية)

    دخان على الرِمالكارلوس ساينز جونيور رالي داكار 2020

    التقط نعيم هذه الصورة من طوافة ونصف جسمه خارج المروحيّة فيما الحرارة دون الصفر بدرجتَين وسط الصقيع الصحراوي.

    عن هذه التجربة يقول: “التصوير من الطوافة لم يكن يوماً سهلاً. فأنت لا تسيطر على زمام الأمور، وقد تجد نفسك بسبب الحركة مواجِهاً للأرض عبر الباب المفتوح. وهي تجربة مخيفة رغم أنك مربوط بحزامٍ كي لا تقع. كانت يداي متجمّدتَين بسبب الصقيع، ومن الصعب تثبيت عدسة الكاميرا بينما كنت أحاول تتبّع السيارة”. ويضيف: “كان ذلك عند النهاية قبل أن يصبح كارلوس بعيداً عن الأنظار، وكان علينا أن نواصل مطاردته. غير أن النتيجة ستبقى حاضرة في سجلّات الصور الخالدة.”

    قفزة الثقة: عمير سعيد (حتا، 2007)

    قفزة الثقة عمير سعيد حتا

    هذه الصورة التذكارية في اليوم الوطني للإمارات العربية المتحدة التقطت على رغم عدد من العوامل المتحركة والتي تنطوي على بعض المخاطر. كان على بطل الويك بورد الإماراتي عمير الإقلاع من منصة متحركة، بينما كان نعيم يحاول إيجاد بعض التوازن والثبات على قارب هوائي يتلاعب فيه موج البحر، في حين أن الرياح يجب أن تبسط العلم الإماراتي في اللحظة المناسبة لالتقاط الصورة.

    “إطار الصورة كان أهم ما في الأمر”، يقول نعيم. ويضيف: “لم يكن في وسعنا التقاط هذه الصورة من اليابسة.” وأروع ما في الأمر الخلفية التي شكلتها الغيوم لتعطي للصورة رونقاً إضافياً.

    السماء الزرقاء فوقنا: ميكايل براجو، البطولة العالمية لسباق ريد بُل الجوي 2018 (أبوظبي)

    السماء الزرقاء فوقنا ميكايل براجو البطولة العالمية لسباق ريد بُل الجوي 2018 أبوظبي

    كان في وِسع نعيم أن يضع تصوراً مسبقاً لألوان هذه الصورة ومكوّناتها، لكن التحدي كان يكمن في التقاطها.

    ويوضح نعيم: “السباق الجوي هو أحد أصعب الرياضات لناحية التصوير. لا يتاح لك أن تكون قريباً من الطائرة التي تحلق بسرعة 400 كلم/س، بينما تتبعها بعدسة طويلة من داخل سيارة متحركة. إن تحركت ميليمتراً واحداً، ستتحرك عدستك 100 مم”. والخلاصة: “إنها صورة تأتي مع الخبرة.”

    عاصفة من المشاعر: ديفيد كولتارد، “ريد بُل فورمولا 1 شو ران” (عُمان، 2018)

    عاصفة من المشاعر ديفيد كولتارد ريد بُل فورمولا 1 شو ران عُمان 2018

    “لديّ ذكريات مؤثّرة عن هذا التصوير”، يقول نعيم. كادت عاصفة مصحوبة بأمطار غزيرة أن تتسبب بإلغاء حدث الفورمولا 1 المميز هذا في مطرح، لكنّ شغف الشعب العُماني غمر فريق ريد بُل الذي مضى في إقامة العروض.

    ويتذكر نعيم: “داخل الخيمة، كانت المياه تصل الى الركب، لذا كان يجب أن يتم رفع السيارة، وكنا أوشكنا على إلغاء الحدث، لكن ديفيد خرج ورأى ما بين 25 ألف شخص وثلاثين ألفاً، مجتمعين تحت المطر، وينتظرون العرض.”

    وبما أنه لم يكن وقت الأمطار الموسمية حينذاك، لم يصطحب نعيم معه تجهيزات الحماية من المطر. وبما أن الحاجة أمّ الاختراع، نجح في تحويل أحد الأكياس إلى ما يشبه معطفاً يقيه الأمطار. أما عن الصورة فيقول: “كانت لدي لحظات فقط لالتقاط هذه الصورة، وكل شيء يجب أن يكون ممتازاً، إذ لم يكن في وسعي أن أطلب من ديفيد أن يكرّر هذا المشهد.”

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة