ليونيل ميسي والكرة الذهبية

سبورت 360 – إن كنت ترى فوز ليونيل ميسي بجائزة الكرة الذهبية لعام 2021 مثيراً للجدل وغير منطقي. فصدقني أن نفس الضجة كانت لتحدث حتى لو توج بها لاعب آخر، كروبرت ليفاندوفسكي على سبيل المثال، أو جورجينيو!.

هناك نقطة يغفل عنها الكثيريون، وهي أن الجائزة تمنح بأصوات الصحفيين التابعين لصحيفة فرانس فوتبول، وليس عبر لجنة مغلقة بالتشاور. وكما هناك صحفيين صوتوا لليونيل ميسي، هناك آخرون منحوا المركز الاول لروبرت ليفاندوفسكي، ومنهم لمحمد صلاح، والبعض الآخر لكريم بنزيما ..إلخ.

وكما ترى أنت أن ليونيل ميسي لا يستحقها، هناك متابع آخر يرى أنه ظفر بها بجدارة. وفي الوقت الذي تتساءل فيه عما حققه البرغوث مع برشلونة في الموسم الماضي كنوع من التشكيك بأحقيته بها. يقف هناك شخص آخر كان يتربص لينتقد فوز ليفاندوفسكي بها بحجة أنه ودّع بطولة يورو 2020 من دور المجموعات، ولم يتوج بلقب دوري الأبطال.

هذه الجائزة لم ولن ترضي الجميع، طالما أن الأمر قائم على آراء المصوتين. إلا في حالات نادرة يكون فيها اللاعب يتفوق على جميع منافسيه بالألقاب الجماعية والأرقام الفردية. وهذا حدث في أعوام معدودة على الأصابع خلال العقدين الماضيين.

الكرة الذهبية مثيرة للجدل منذ قديم الأزل

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

البعض يعتقد أن الكرة الذهبية بدأت تفقد مصداقيتها في السنوات الأخيرة، وأنها لم تعد منصفة كما في الماضي. لكن دعني أخبرك عزيزي القارئ أنها دائماً ما كانت مثيرة للجدل، الأمر لا يتعلق بليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو والـ12 جائزة التي حصداها.

عندما فاز تيري هنري بالجائزة على حساب رونالدينيو، كان هناك ضجة في وسائل الإعلام على هذا الاختيار، وحدث أيضاً عندما نالها ريفالدو عام 1999 على حساب ديفيد بيكهام الذي كان متوجاً بلقب دوري أبطال أوروبا مع الشياطين الحمر، والأمثلة كثيرة جداً.

راجع جميع السنوات، وستجد أنه في كل عام كان هناك انقساماً بين الجماهير ووسائل الإعلام على مرشحين، وأحياناً أكثر من ذلك كما حدث في النسخة الحالية. وكلما كان هناك جوانب ضعف لدى أبرز المرشحين كلما صاحب ذلك ضجة أكبر. وبالتالي الجدل لم يبدأ في السنوات الأخيرة كما تظن.

جائزة الكرة الذهبية

جائزة الكرة الذهبية

الحقيقة وراء كل هذا الجدل حول الكرة الذهبية

الأمر قد يبدو سخيفاً للكثيرين، لكنها الحقيقة التي يتجاهلونها دائماً. ما يجعل هذه الجائزة مصدر للأقاويل والخلافات هي أنها تمنح بنهاية العام، وليس بنهاية الموسم. وإن كنت تشكك في ذلك، لماذا إذاً لا تحدث أي ضجة مشابهة على جوائز الاتحاد الأوروبي (اليويفا)؟ أكاد أجزم أن فوز جورجينيو بجائزة الأفضل في أوروبا قبل بضعة أشهر سقط من ذاكرة الكثيرين، رغم أنها جائزة رسمية أكثر من الكرة الذهبية المقدمة من صحيفة ورقية في نهاية المطاف.

دعونا نتفق أن فرانس فوتبول مؤسسة تجارية بغطاء إعلامي، وهذا يعني أنها سعيدة جداً بكم الجدل الذي يدور حول الكرة الذهبية كل عام سواء قبل أو بعد الإعلان عن الفائز. وهي راضية تماماً عن موعد إصدار الجائزة من جهة، وعن عدم وضوح المعايير لدى المصوتين من جهة أخرى. فهذا ما تريده تماماً.

لو راجعنا شروط تقييم اللاعبين في فرانس فوتبول نفسها، سنجد أن الجائزة تمنح لعام ميلادي وليس موسم، مما يعني أن المصوتين يجب أن يضعوا أصوتهم للاعب الأفضل في القسم الثاني من الموسم الماضي، والقسم الأول من الموسم الجاري، لكن هل هذا يحدث حقاً؟

في الواقع، ما يحدث أن المصوتين يدلون بأصواتهم بناءً على ما قدمه اللاعب في الموسم الماضي فقط، والأكثر غرابة ولا منطقية أنهم يتأثرون بمستوى اللاعب في الموسم الجديد، وهنا نقصد تأثر نفسي وليس عملي. بمعنى أن الموسم الجديد خارج التقييم لديهم، لكنهم في واقع الأمر يكون لما يطلق عليه بـ”الترند” تأثير واضح على قراراتهم.

لنضرب مثالاً، هاري كين حصل على المركز 23 في الكرة الذهبية هذا العام، لكن ماذا لو كانت الجائزة تمنح في الصيف وليس في الشتاء؟ ألم يكن مهاجم توتنهام سيتواجد في المراكز العشر الأولى على أقل تقدير؟ على اعتبار أنه هداف الدوري الإنجليزي، والأكثر صناعة للأهداف، وقاد منتخب بلاده لنهائي يورو 2020. هل يمكن لأحد أن ينكر أن المصوتين تأثروا بمستوى هاري كين السيء هذا الموسم؟

لاحظ كمية التعقيد في هذا المسألة؛ رسمياً الجائزة تمنح لعام ميلادي، وعملياً تمنح للأفضل في الموسم الماضي، ونفسياً يتأثر المصوتون بـ “الترند” في الموسم الجديد. وبالتالي من الطبيعي أن ينتج عن كل هذا جدلاً واسعاً في نهاية المطاف، واختلاف كبير بالرأي لدى الجماهير ووسائل الإعلام والمحللين. لأن كل مصوت، وكل متابع وكل محلل يختار الفترة التي يريدها لتقييم اللاعبين عليها. وهنا تكمن المشكلة الرئيسية.

الأمر الأكثر غراباً وتناقضاً أن فرانس فتبول تدعي أن الجائزة تمنح لأفضل لاعب في العام وليس في الموسم، لكنها في ذات الوقت تغلق عملية التصويت قبل شهر ونصف على نهاية العام. لذلك لا تحاول عزيزي منّطقة الأمور. لأن من يقف خلف الجائزة أساساً يريدها بهذا الشكل المعقد تماماً.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة