يعتبر الأداء التكتيكي لبرشلونة في المباريات الكبيرة ضعيفاً هذا الموسم، لدرجة الشعور بأن تحضير الجهاز الفني أقل من المتوقع. حدثت بعض اللقطات في الكلاسيكو لكن ضربة جزاء راموس وفرصة كوتينيو جعلت الأمور تتجه إلى مسار مختلف في النقد بعد المباراة، وحتى أتليتكو في الليجا. وأمام إشبيلية أيضا استقبل الفريق هدفين بسبب أخطاء مباشرة من الدفاع “أومتيتي” لكن كانت هناك أزمة حقيقية على مستوى الضغط والتحولات.

لم ينتبه لها الكثيرون بسبب أخطاء أومتيتي، لكنها كانت ناقوس خطر حقيقي وضح بشدة أمام باريس، الأكثر تنظيما من إشبيلية، والأقوى هجوما، والأميز على منطقة الوسط بفارق الجودة وحتى الخبرات، لذلك ظهر البارسا أمامه لا حول له ولا قوة، خاصة بعد الدقيقة 30.

خط وسط برشلونة

هناك أخطاء فردية، عدم وجود هداف بالهجوم غير ميسي في المباريات الصعبة، وضعف في بعض المراكز بالفريق، لكن أيضاً كومان وجهازه الفني لديه مشكلة تكتيكية في طريقة اللعب أمام الفرق السريعة في التحولات. خط وسط يلعب بشكل متقدم للغاية، دي يونج وبيدري وبوسكيتس ثلاثي يضغط بعيدا، لكن دون إستراتيجية واضحة، مما يجعل المساحات شاسعة بين الوسط والدفاع. “مناطق توغل فيراتي”.

عندما قرر كومان اللعب بضغط متوسط “ميد بلوك” وعودة الفريق للخلف، أعطى أوامره للظهيرين بالدخول إلى العمق للاقتراب أكثر من قلبي الدفاع، ومع سوء دفاع ديمبلي بالأخص، ظهرت الفجوة الأكبر بينه وبين ديست، ليحصل مبابي على ما يريد. “رغم أن أكثر من لقاء سابق، لعب الفريق بمينجويزا، وكأنه قلب دفاع ثالث وديمبلي وينج باك، وكان هذا الخيار أكثر منطقية”.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

برشلونة تحسن بالكرة خلال الموسم الحالي، لكنه لا يزال سيئا من دونها، على مستوى الضغط واستخدام الفراغات، والتحكم في الاستحواذ خلال المباريات الكبيرة، وهذا كان واضحا بدون أي مساحيق تجميل أمام باريس. في المقابل الفريق الفرنسي كان الأكثر فرصا، الأكثر تسجيلا، الأكثر خطورة، الأكثر حضورا، والأكثر شخصية.

ليونيل ميسي - برشلونة - الدوري الإسباني

ليونيل ميسي – برشلونة 

الدينامو باريديس

سجل مبابي هاتريك مستحق وقدم مباراة كبيرة للغاية، رفقة مويس كين الذي سجل هدفاً مع مردود كبير، لكن العلامة الكاملة تذهب إلى خط وسط باريس سان جيرمان، بقيادة كل من ليوناردو باريديس وماركو فيراتي وإدريسا غاي، لذلك قرر ماوريسيو بوكيتينو اللعب برسم 4-3-3 مع غياب كل من دي ماريا ونيمار، والاعتماد على إيكاردي في الهجوم، وعلى يمينه كين وعلى يساره كيليان مبابي.

فعل باريديس كل شيء صحيح، سواء في الافتكاك أو العرقلة أو قطع الكرات، بالإضافة إلى البناء النظيف للهجمة والتميز في نقل اللعب من الخلف إلى الأمام مباشرة، لذلك استحق بكل موضوعية أن يكون أحد نجوم المباراة في المركز 6 بالملعب. بوكيتينو قرر إرجاع ماركينهوس إلى الخلف بجوار كيمبيمبي، والاستعانة بمواطنه باستمرار في الخانة الأساسية كلاعب وسط دفاعي صريح، مع إعطاء فيراتي مهام هجومية واضحة إلى الأمام.

في الموسم الماضي على سبيل المثال، فضل توماس توخيل اللعب بماركينهوس في الوسط، والاستعانة بباريديس فقط عند الحاجة، لكن بوكيتينو أعاد الأمور إلى نصابها، ليقدم الأرجنتيني أفضل أداء ممكن في كامب نو، بينما اكتفى إدريسا غاي بدور اللاعب القوي في الركض والسرعات، ليغطي على اليمين باستمرار، ويسمح بصعود كل من فلورينزي ومويس كين للهجوم يميناً، مما جعل الفريق الباريسي يصنع فرصاً من هذه المنطقة، خاصة في لقطة الهدف الثاني الذي حول الكفة مباشرة لصالح الضيوف حتى نهاية المباراة.

المايسترو فيراتي

8D905823-B1EA-472D-A6C9-1D8BC8CCD033

فيراتي لاعب ارتكاز مثالي، بدأ مسيرته كوسط دفاعي أمام الرباعي الأخير، في إيطاليا يعرف بإسم “الريجستا”، والريجستا هو مخرج الأفلام على الطريقة الإيطالية، وفي التكتيك الحديث اللاعب صاحب المركز رقم 4، وفي السنوات الكروية الماضية، هو ذلك اللاعب الفذ، أندريا بيرلو، وحاليا مواطنه ماركو نجم باريس والأزوري. ويمتاز أيضا بالقدرة على البناء من الخلف، وضبط إيقاع اللعب في الدفاع والهجوم، والتحكم في نسق المجريات هبوطا وصعودا، ليصعد بضع خطوات إلى الأمام ويتحول إلى لاعب دائرة صريح، أي جمع بين مركزي 4 و 6 حول المنتصف، لاعب ارتكاز مساند وصانع لعب صريح من مناطق بعيدة عن المرمى.

وفي الفترة الأخيرة، صعد خطوات للخلف في المركز 8 كلاعب وسط هجومي صريح، لذلك أمام برشلونة كان قريباً من الثلث الأخير بالملعب، وصنع الهدف الأول لمبابي بعد لمسة سريعة وماكرة. مبابي يستحق المديح بعد الهاتريك، لكن مع احترامي لما قدمه، دفاع برشلونة سيء في المساحات، التحولات، وحتى الفراغات الضيقة، لذلك مع لاعب متمرس مثله فإنه سيسجل بسهولة وهذا ما حدث، لكن من يستحق نجومية اللقاء فعليا هو الإيطالي ماركو فيراتي، مايسترو بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

لعب في 3 مراكز بالوسط ونجح فيهم خلال المباراة، صانع لعب، ولاعب ارتكاز مساند يتحكم في نسق المباراة، وفي نفس الوقت يعود إلى المركز 6 للدفاع والمساندة في العرقلة والافتكاك وخلافه. رقمياً، صنع فرصة كبيرة وأسيست و5 مراوغات، مع قطع أكثر من كرة في نصف ملعبه وأمام مرماه، وهذا ما يفتقده برشلونة في المباريات الكبيرة، لأن وسط الفريق يفتقد إلى اللاعب القادر على التحكم في نسق المباريات السريعة، متى يهدىء الرتم ومتى يبطىء خط سير الهجمة ومتى يقف على الكرة، حتى متى يضغط وينطلق للأمام بها.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة