سبورت 360- ثلاثون عاماً من الانتظار والصبر!؟ يا لها من مدة طويلة لا يوجد الكثيرين في عالمنا هذا قادر على تحملها سوى فقط المؤمنين والواثقين، وهكذا كانت جماهير ليفربول.
هل أحد يصدق ما حدث؟ بعد أكثر من 30 عاماً الأمر بات رسمياً الآن حتى وإن كان البعض يعيش حالة من عدم الإستيعاب خصوصاً من جماهير الريدز، ليفربول بطل الدوري الإنجليزي الممتاز.
منذ موسم 1989/1990 وحتى يومنا هذا لم تكن أحلام جماهير ليفربول كبيرة بل كانت تقتصر فقط على رؤية فريقها يفوز بالدوري الإنجليزي مرة أخرى، اللقب رقم 19 الذي آمن البعض بأنه لعنة دخل رسمياً وأخيرا بعد أكثر من 30 عاماً دولاب بطولات واحد من أنجح الأندية الإنجليزية والعالمية في تاريخ كرة القدم.
بعد أكثر من 30 عاماً، خلالها جاءت وذهبت أجيال، تغير الكثير من الأشياء والأسماء، أعوام كثيرة مرت كادت جماهير ليفربول تصل لحالة من الاستسلام، حتى جاء الرجل الذي بدأ رحلة كبيرة من الشك إلى الإيمان، الألماني يورجن كلوب.
رحلة بدأها ليفربول بعد حوالي عام وبضعة أشهر فقط من زحلقة ستيفن جيرارد الشهيرة أمام تشيلسي والتي كانت أحد أسباب خسارة الفريق للقب الدوري موسم 2013/2014 لصالح مانشستر سيتي، اللقطة التي قال البعض بعدها أن الريدز لن يفوز بالدوري الإنجليزي أبداً، وأن عملية اقترابه من التتويج هي لعنة حقيقية، حتى وصل يورجن كلوب.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
يورجن كلوب الذي وصل ليفربول في أكتوبر عام 2015 ليخلف المدرب الأيرلندي الشمالي برندان رودجرز، لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير الريدز يعتقد أن هذا الرجل سيكون له هذا التأثير الكبير على بيئة ليفربول الكروية داخل وخارج الملعب على جميع المستويات و من أصغرها إلى أكبرها.
رحلة بدأت من أول يوم في أول مؤتمر صحفي ليورجن كلوب وهو مدرب لليفربول عندما طالب الجماهير أن تغير حالها من الشك إلى الإيمان “We must turn from doubters to believers” هكذا قالها الألماني بالنص في أول رسالة لجماهيره.
في عالم كرة القدم التاريخ ، العراقة والجماهيرية أمور مهمة جداً ولكن إذا اعتمدت عليهما فقط تغرق، ليفربول الذي كان يمتلك 18 لقب دوري إنجليزي و 5 ألقاب دوري أبطال أوروبا قبل يورجن كلوب، غاب عن التتويجات لفترة طويلة كاد البعض يصدق أنها لن تنتهي ولكنه عاد بقيادة الألماني المؤمن.
كلوب تولى فريقاً في حالة انهيار تام من المدرب الأيرلندي الشمالي برندان رودجرز في أكتوبر من عام 2015، لاعبون غير واثقون في أنفسهم بالإضافة إلى الكثير الذي لم يكن حتى يستحق ارتداء قميص ليفربول.
ليفربول اليوم تغير تماماً في كل شيء، الثقة والإيمان أصبحا يملئان قلوب من يتعلق بهذا النادي، جودة اللاعبين الحالية أسلوب اللعب العمل خارج الملعب من صفقات واتفاقات، عكس الماضي تماماً هكذا عاد النادي التاريخي.
النادي الذي اعتدنا عليه يبيع أفضل نجومه مع أول عرض كبير، عاد من جديد وأصبح مطمع للاعبين الكبار وأصحاب المستقبل الذي يريدون بناء أحلامهم تحت سقف ملعب أنفيلد، ليفربول اليوم منافس على صفقات كبيرة مثلما حدث في صفقة فيرجيل فان دايك الذي انضم للريدز بقيمة 75 مليون جنية استرليني، أيضاً أليسون بيكر، بالإضافة إلى اللاعبين الذين وصلوا لمكانة لم يكن البعض يتخيلها بفضل كلوب أمثال صلاح، فيرمينو، ماني أندي روبرتسون وجوردان هندرسون.
ليفربول مع كلوب حاول من البداية حتى وصل اليوم إلى هذه المكانة، نهائي كأس الكارلينج رابطة المحترفين ونهائي الدوري الأوروبي في أول مواسمه لم يكن الحظ حليف الريدز خلالهما ولكنه عاد بقوة من جديد.
في 2018 ليفربول خسر نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد بعد سوء حظ واضح وأخطاء من الحارس كاريوس وإصابة صلاح في بداية المباراة، و في أول ظهور لكلوب بعد المباراة بساعات وعد الجماهير بأنه سيعود ويحسم اللقب، وهكذا فعل العام الماضي.
حتى مع فوزه باللقب القاري الأمر لم يكن عادياً في نصف النهائي عندما خسر بثلاثية في الذهاب وافتقد نجومه صلاح وفيرمينو في الإياب ولكنه عاد وحقق المستحيل في ليلة مجنونة في أنفيلد.
واليوم ليفربول يعود بعد موسم واحد فقط من خسارته الدوري الموسم الماضي بفارق نقطة واحدة عن مانشستر سيتي، فريق آخر بعقلية أخرى كاد أن يسقط تماماً ولكن هكذا كان تأثير يورجن كلوب، لا يوجد مكان للاستسلام.
ليفربول أسرع فريق يحقق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز رسمياً بعد 31 جولة فقط وبفارق جولتين عن الرقم المسجل السابق بعد 33 جولة.
ليفربول يحقق اللقب بفارق 23 نقطة بشكل رسمي هو أكبر فارق لحسم الدوري في التاريخ بعد مانشستر سيتي الذي حسمه الموسم قبل الماضي بفارق 16 نقطة.
ليفربول صاحب أفضل انطلاقة في تاريخ الدوريات الخمسة الكبرى هذا الموسم بعد 20 مباراة عندما أجمع 61 نقطة بفوزه بتسعة عشر مباراة وتعادل في لقاء واحد فقط، اليوم يحسم رسمياً اللقب قبل 7 مباريات من النهاية كان المفترض أن يكون ذلك الموعد في مارس الماضي.
ليفربول كلوب هذا الموسم فاز على جميع الفرق المشاركة في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، لأول مرة في تاريخ مشاركاته بالبريميرليج يفوز على جميع الخصوم ال19.
أرقام قياسية وفارق 23 نقطة حتى الآن في دوري يعتقده البعض هو الأصعب والأقوى في العالم، هكذا كان ليفربول كلوب هذا الموسم عاد وعودته لم تكن عادية كعادته.
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
