سبورت 360 – يقدم مانشستر سيتي مستويات مبهرة خلال الآونة الأخيرة، ليحقق الفريق سلسلة من الانتصارات، وينافس بقوة على لقب البريمرليج هذا الموسم، بعد البداية السيئة التي أبعدته عن فرق القمة بعض الوقت. كذلك استعاد أرسنال بريقه مع مايكل أرتيتا أخيراً، رغم أن الإسباني كان على بعد خطوة من الإقالة مطلع الموسم، لكنه حقق نتائج جيدة مؤخراً، أهمها بدون شك الفوز على ساوثهامبتون في عقر داره، والاقتراب بعض الشيء من المراكز الأوروبية في جدول الترتيب.
حقق ليفربول الدوري من قبل بفضل تألق استثنائي لعدة لاعبين في صفوفه، بينهم الظهير تريند ألكسندر أرنولد. تمريرات أرنولد القطرية فتحت الطريق أمام سيل من الهجمات بالنسبة للريدز، كذلك انطلاقاته بالكرة ومن دونها على الخط. لذلك فالمتابع يشعر عندما تشاهده وكأنك في حضرة جناح حقيقي على الطرف، لكن الجديد بالنسبة للسيتي وأرسنال يكمن في استخدام الأظهرة بمناطق متقدمة من الملعب، وكأنهم صناع لعب حقيقيين أو لاعبي موسط بالمركز 8، كما حدث خلال مواجهة مان سيتي ووست بروميتش، كذلك لقاء أرسنال وساوثهامبتون.
يشترك السيتي وأرسنال في أن أرتيتا كان الذراع الأيمن السابق لجوارديولا، لذلك يتشارك الثنائي في بعض الأفكار التكتيكية داخل الملعب، لكن الأهم من ذلك هو اعتمادهما بشكل واضح على تألق الأظهرة، ليس فقط في الحالة الدفاعية أو لعب العرضيات، ولكن من خلال صناعة اللعب والفرص والأسيست وحتى الأهداف، هكذا فعل الثنائي البرتغالي جواو كانسيلو وسيدرك سواريس في البريمرليج.
جواو كانسيلو، اللاعب المميز جدا بالكرة، والقادر على اللعب في أكثر من مركز، سواء ظهير أيسر أو أيمن، أو حتى كلاعب وسط، كما حدث ضد عدة منافسين هذا الموسم. صحيح أن جوارديولا في هذه المباراة لعب برسم 4-3-3، لكن داخل الملعب لم يكن كذلك أبداً، من خلال تواجد ستيرلينج على اليمين، محرز أو دي بروين في العمق عند تعافيه، ومعه برناردو سيلفا، الذي يتحرك من الوسط إلى عمق الهجوم، حتى يقوم كانسيلو بدور الوسط بالمركز 8 بدلاً منه.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
ستيرلينج يفتح الملعب بالعرض يميناً، دي بروين ثم محرز وبرناردو يتحركان بشكل عمودي تجاه العمق، مع لعب فودين على اليسار كجناح داخلي، هناك فجوة واضحة تم إيجادها في مركز الوسط، يتحرك خلالها كانسيلو يميناً وجاندوجان يساراً، بالتحديد في أنصاف المسافات بين لاعبي الأطراف والمهاجمين. من 4-3-3 إلى ما يشبه 3-4-3 الجوهرة، بتواجد رودري أسفل الدائرة، على يمينه كانسيلو، وعلى يساره جاندوجان، وفي الأمام دي بروين أو محرز أو برناردو سيلفا.
يشترك كانسيلو بوضوح في عملية صناعة الفرص بالنسبة لجوارديولا، حيث أنه يأتي من الطرف إلى العمق كلاعب وسط إضافي مائل لليمين، بالقرب من جاندوجان، ويؤدي ذلك إلى تحرر ستيرلينج يميناً ومحرز بالمقدمة، لذلك خلال مشاركته في 15 مباراة هذا الموسم في بطولة الدوري الإنجليزي، سجل الظهير البرتغالي هدف واحد مع صناعته هدفين، وعدد كبير من الفرص بالثلث الهجومي الأخير.
في المقابل، استعاد أرتيتا توازنه برهانه على رسم 4-2-3-1، مع تواجد توماس بارتي وجرانيت تشاكا في منطقة المحور، أمام رباعي الدفاع بالخلف، في المقدمة ساكا كجناح أيمن، إيميل سميث روي في المركز 10، ونيكولاس بيبي على اليسار، وبالأمام ألكسندر لاكازيت كرأس حربة صريح بالمركز 9.
يبني أرتيتا جيداً من اليمين بعد وضع ساكا في هذا المكان، اللاعب الذي يصنع ويسجل، لكن سيدريك سواريس يقوم بعمل شبيه في اليسار، حيث أنه يبدأ المباراة على الورق كظهير أيسر، لكنه يدخل كثيراً في العمق وكأنه صانع لعب وهمي ولاعب ارتكاز إضافي، ليقوم بلعب التمريرات إلى لاعبي الهجوم، ويساهم في السيطرة والاستحواذ رفقة ثنائي الارتكاز.
تتمحور خطورة سيدريك في كونه غير مألوف بالنسبة لدفاع الخصوم، حيث اعتاد الجميع على تحركات الظهير على الخط الجانبي من الملعب، لكن في حالة أرسنال يحدث العكس، ليخترق البرتغالي دفاعات ساوثهامبتون، لذلك ساهم بوضوح في هدف لاكازيت، بعد لعبه كرة قطرية من أقصى اليسار إلى اليمين تجاه ساكا، الذي مررها إلى المهاجم ليضع الفرنسي الكرة في الشباك، مؤكداً فوز المدفعجية بالثلاث نقاط، ومعلناً عن بداية جديدة لأرتيتا مع الفريق، بعد مرحلة من الشد والجذب لسوء النتائج سابقاً.
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
