دائماً هناك خلاف بين جمهور أرسنال الإنجليزي بل وبين جمهور كرة القدم الأوروبية عامة والإنجليزية بشكل أدق عن المدرب الفرنسي أرسين فينجر المدير الفني لأرسنال وهل هو مدرب عبقري بسبب ما قدمه للفريق من هوية كروية ونجاحات رائعة أم مدرب فاشل لما يقدمه الفريق من أداء بدون بطولات خلال أخر 10 سنوات تقريباً؟

وبمناسبة أن اليوم يمر 20 عام على تولي فينجر مسئولية تدريب أرسنال فسنحاول أن نصل لإجابة.

Soccer - Arsenal New Manager - Arsene Wenger - Highbury Stadium

لنبدأ الأمور من البداية وقدوم أرسين فينجر للقيادة الفنية للجانرز في بداية موسم 1996-1997 وموسم مقبول نوعاً ما ثم فترة نجاح رائعة من 1997 إلى 2001 ثم الفريق الذي لا يقهر من 2001 إلى 2006 وهذه المرحلة النصف الأول لفينجر في لندن.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

مرحلة 1997 لـ 2001 هى مرحلة بداية وضع الإستراتيجية والهوية الكروية للفريق بوضع أكثر من نجم مميز في كل خط حسب عقلية وتوظيف فينجر مثل تييري هنري وبيرجكامب وفريدي ليونبيرج ومارك أوفرمارس وإيمانويل بيتيت وباتريك فييرا ونيكولاس إنليكا ونوانكو كانو.

11

هذه العناصر الشابة المميزة تم دمجها مع عناصر اللعب ذات العقلية الصارمة الإنجليزية في الملعب مثل القائد توني أدامز ولي ديكسون ودافيد سيمان وراي بارلور فهذا المزيج المختلف والمهدرج من عدة عقليات كروية مميز مع مدرب لديه فكر هجومي سلس جعل بداية هذا المشروع في أول 4 أعوام شيء رائع.

” فريق يمتلك السرعة والقوة والمهارة والرغبة في الهجوم دائماً بشكل مترابط ولعب مباشر أكثر فأكثر”

هذا هو جوهر قوة فريق فينجر الذي تطور وقتها ليُصبح في نسخته الأفضل في بداية 2001 حتى عام 2006 مع التدعيم بأكثر من لاعب مهم في كل موسم للمجموعة الرائعة السابق ذكرها ليصبح أفضل وأفضل وأكثر قوة مثل سول كامبل وإيدو وجيلبيرتو سيلفا وبرونكهورست ورييس وليمان.

تشكيل أرسنال الخارق

تشكيل أرسنال الخارق

the invincibles لقب هذا الفريق الذي كان يمتلك كل شيء بخطة 4-4-2 المُبسطة فلديك مهاجم يقتل شباك الخصم بسرعته وذكائه أمام المرمى مع جناح موهوب مثل بيريس وصانع ألعاب عبقري بمعنى الكلمة بحجم بيرجكامب وخط وسط متكامل بحجم فييرا وربما مشاكل حراسة المرمى بأخطاء سيمان وليمان وغيرهم لكن دفاع الجانرز قلل من مخاطر هذه الأخطاء ليُخلق فريق يحصد بطولتي بريميرليج و3 بطولات كأس والوصل لنهائي دوري الأبطال.

صراحة لو نقارن بين هذا الفريق بهذه العقلية الكروية والأداء الجمالي البسيط السهل والتسجيل بأقل عدد من اللمسات وعدم الارتكان على فكرة الاستحواذ بشكل أساسي وكبير لتدوير الكرة بأداء برشلونة في جيل السداسية مع جوارديولا فربما نجد أن جيل أرسنال كان أفضل “كروياً”.

أذن في أول 10 سنوات كانوا في قمة الروعة ما هى أسباب انهيار إمبراطورية “العبقري” فينجر؟

التفريط في عقد الـInvincibles بالتدريج: رحيل النجم الفرنسي باتريك فييرا إلى يوفنتوس في موسم 2005-2006 هو في رأيي بداية النهاية في أرسنال ثم بعد هذا الموسم رحل بالتدريج أشلي كول لتشيلسي واعتزال بيرجكامب وتيري هنري لبرشلونة وخوسيه أنطونيو ريس لأتلتيكو مدريد وليونبيرج لويستهام.

44

أذن ماذا تفعل بعد إن انتهى أو رحل جيل ذهبي للفريق؟ الإجابة هى أن تقوم بتعويض هذا الجيل ببناء جيل أخر بنفس القدر والقوة والشخصية التي يمتلكها هؤلاء الأبطال الذين حققوا كل شيء فأنت عندما تصل لقمة النجاح تقوم بإعلاء معيار النجاح بدلاً من الهبوط للصفر.

وهذا ما فعله أرسين فينجر تحديداً فكل الصفقات التي أتت في هذه الفترة والفترات التي بعدها فالتعاقد مع لاعبين أقل خبرة وقوة مثل بكاري سانيا وأندري أرشافين وفيرمايلن وأدواردو وروزيسكي ودينيلسون فكلهم لاعبين لا يستطيعوا قيادة فريق بمفردهم أو حتى كمجموعة للبطولة فهم ليست لديهم الشخصية والقوة للمنافسة حتى الرمق الأخير حتى لو كانت الإستراتيجية والأداء ممتع وجيد.

على الجانب الأخر كل الفرق التي هزمتها وتفوقت عليها خلال فترة الـinvincibles أصبحت أقوى منك مثل تشيلسي مع مورينيو في الفترة الأولى ومانشستر يونايتد مع السير فيرجسون وحتى ليفربول مع بينيتيز والآن مانشستر سيتي مع الملاك الأجانب من تايلاند للأمارات.

كل هذه الفرق أصبحت أقوى أصبحت تلتقط نجوم أوروبا والعالم فلديها الأموال الكثيرة والرواتب الأسبوعية الضخمة لجذب أي أسم بينما أرسنال أصبح ضعيف مادياً بعد ما تم دفعه للانتقال لملعب الأمارات ولا يستطيع حتى الاحتفاظ بنجوم الفريق ضد أموال الفرق الأخرى وربما هذه النقلة تركت الشخصية والبطولات في الهايبري للأبد.

arsene-wenger-arsenal-must-not-lose-confidence-and-should-put-the-defeat-behind-them-57864

أصبح الأرسنال يقل حجماً ومكانة في كل موسم بالنسبة لباقي القوى الإنجليزية الكروية بل وحتى الأوروبية ويتحول من جذب نجوم الفئة الأولى للثانية مع التدعيم ببعض الشباب الذي قد ينجح وقد لا ينجح بل وأصبح الفريق مع فينجر أضحوكة ولا يستحقوا اللوم لأن كل هذه الأسباب أدت لذلك.

فينجر أصبح لا يتأثر بأي شيء سلبي على الإطلاق أياً كان هو سواء نتائج مخزية أو بطولات مُهدرة فهو أصبح مثل البحار العجوز رجل صنع مجد ولازال معتقد بأنه يستطيع تغيير دفة السفينة والعودة لإبداع الماضي وتحقيق التاريخ من الجديد بثهب البطولات ولكن الأمور أصبحت أسرع مما يعتقد فمجد الهايبري أصبح قديم مثل السفن الشراعية وأصبحت هناك أمجاد أخرى.

قرار رحيل فينجر تأخر كثيراً في عدة أوقات خلال المواسم الماضية مع عدة هزائم قاسية ولكن يتحمل جزء من ذلك الإدارة التي تعبر دائما عن رضاها واقتناعها به بالرغم من غضب الجماهير ولوحات spend spend التي كانت دائماً أكثر من in arsene we trust.

Screen-Shot-2016-08-14-at-19.54.59

لذلك فينجر مُنتهي فعلياً كمدرب يريد المنافسة على شيء ويريد دفع الأمور للأمام مازال معتقد بأن له لمسة أخيرة ستنقذ كل شيء وتعيده على أعناق جمهور الجانرز أو ربما يريد أن يكون أسطورة مثل السير فيرجسون من ناحية البقاء لمدة طويلة في فريق وتحقيق الإنجازات ولكن هذا لن يحدث.

باختصار فينجر مثلما فعل تاريخ وإمبراطورية مع الأرسنال في البداية هدمها في النهاية خلال السنوات الأخيرة وبالتالي اتهامات العبقرية والفشل يستحقها لأنه كان عبقري يوماً ما والآن أصبح فاشل في أرضاء الجميع.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة