فريق مانشستر يونايتد الفائز بدوري الأبطال 99

سبورت 360 – فيلم ميمينتو من إخراج المخرج الأمريكي البريطاني كريستوفر نولان.. من قصة قصيرة بعنوان (تذكر أنك ستموت) لشقيقه، تحكي قصة زوج يحاول الانتقام لزوجته من اثنين من المجرمين اللذين اعتديا عليها وأنهيا حياتها.

جاي بيرس في دور ليونارد شيبلي يُصاب بحالة مستعصية وغريبة من نوعها، وذلك بعد أن تعرض لضربة في الرأس أفقدته القدرة على أن يقوم بتكوين أي ذكريات جديدة في عقله، فهو يتذكر كل ما سبق..لكن يستحيل عليه أن يحتفظ بأي ذكريات جديدة بعد إفاقته من الحادث فيتجول في كل مكان وهو مُمسك بكاميرا.. هي ملجأه الوحيد لتسجيل كل ما سيعيشه فيما بعد.

أن يعيش مشجع الرياضة تلك الحالة الواهنة ولو لفترة بسيطة..وأن لا يكون قادراً على اكتساب قصص وذكريات جديدة من الملاعب..هي نفس حالة ليونارد شيبلي، لكنه بالأخير يحتفظ بوعود جديدة عندما تدب الحياة في المكتبة الكبرى..المكتبة الكبرى لمشجع الرياضة وكرة القدم هي ذكرياته حولها.


أدب كرة القدم ..مقال أسبوعي يربط عالم الرياضة وكرة القدم بلغة الأدب والفنون

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية


سنعود عامين إلى الوراء، أو قل عشرين عاماً وأكثر.. وسنفترض أن القدر اختار بأن جائحة فيروس كورونا ستقع في العام 2002، ومنعت هذا الحدث: تألق زيدان في نهائي دوري الأبطال الشهير أمام ليفركوزن في هامبدين بارك في جلاسكو الأسكتلندية، لا ليس هناك من ضربة مقصية في نهائي التشامبيونز..ليس هناك من فرحة وصرخة الفرنسي ابن محاربي الصحراء..

أو أنها حدثت قبل ذلك بثلاث سنوات وحرمت محبي الألغاز والدراميات من نهائي الأحلام بين مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ ..عندما تحولت البهجة الألمانية في الدقيقة 90 من نهائي ملعب الكامب نو إلى نكسة في الدقيقة 93 بعد هدفي شيرينجهام وسولشاير..فقط في 3 دقائق.

مقصية زيدان، نهائي الأحلام.. مباراة لا تتوقف أبداً

زيدان يحتفل بهدفه العجيب في جلاسكو

زيدان يحتفل بهدفه العجيب في جلاسكو

نعم كلها افتراضات، لقد عشنا تلك اللحظات وعاشها أُناس وقتها ربما لم يعد لهم وجود في حياتنا الآن .. فاللحظة الكروية الخالدة هي ابنة لحظتها فقط، ويمر الوقت ليتم نسيان الحداث ووضع بدفاتر المكتبة الكبيرة للكرة، مكتبة مليئة بالنسيان لتلك اللحظات، وأي نوع من اللحظات حلوة كانت أو مُرة بالنسبة لك.. بشكلٍ أو بآخر، تحولت المكتبة التي نساها الجميع إلى ملاذ من ذلك الفراغ الموحش.. إنقاذ للمشجع المتجول من مصير بطل فيلم نولان ..ميمينتو، وهي كلمة ترجمتها : تذكار.

تمثل لحظة معانقة الكرة للشباك ورفع البطل للكأس مع صرخات الفتيان في الملعب والمنازل والقهاوي..مُجرد لحظة ولكن الإنسان لا يكتفي أبداً بلحظة واحدة، فهو يريد لحظتين وعشرة وعشرين وحتى وقت مماته، يريد عالماً مليئاً بالأحداث والحياة..فالمباراة الكبرى التي اسمها الحياة لا تتوقف أبداً.. لسنا هنا في فيلم ميمنتو، ولم يكن أحد أبداً بمكان ليونارد شيلبي..لن يمنع الذكريات الجديدة أي شىء سوى الموت.

هناك ترقب دائم للغد وللحظة السعيدة أو تلك التي تخيب الآمال ويعتقد أنه لم يعد هناك متسع لمزيد من خيبات الأمل، تلعن خيبة الأمل التي سببها لها فريقك، بينما في الجانب الآخر سترى نفسك بلحظة تغسل بها تلك الأحزان الصغيرة التي تعطيها تلك اللعبة أو أي رياضة تشجعها.

تذكارات المشجع أقوى .. رغم الموت


المباراة لا تتوقف أبداً، ليس بسبب جائحة أو وباء..ستظل مستمرة حتى الأبد، لم يسبق لهذا الجيل أو حتى أي عدد سابق من الأجيال أن شهد ذلك الرعب والضيق منذ الحرب العالمية الثانية، والموت بطبيعته أمر حزين.. لكن تلك التذكارات الخاصة التي تبقى معنا، كفيلة بإثارة المشاعر..ومن بين ذكريات الانسان الخاصة جداً، عدة لحظات في دماغه عن فريقه الخاص.

.فالذكريات صًنعت ربما لأجل تلك الأيام..التي تتوقف بها الأعين عن متابعة النشاطات التقليدية في الشوارع والأماكن العامة والملاعب التي تحتفي بالإنسان..الذي ومنذ القدم في الواقع.. أحب التنافس منذ أن وطأت أقدامه على الأرض.. لكن الإنسان لن يمسك بكاميرا نولان أو بطله ليونارد شيلبي، على الأقل إلى الآن.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة