موقع سبورت 360 – يبدو أن زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد يعود بالزمن إلى قبل عامين، صيف 2017 وانطلاقة موسم 2017 – 2018، هذا ما يشغل بال الفرنسي حالياً، ومن هنا تبدأ عملية التصحيح.

في نهاية ذلك الموسم سُئل زيدان في أحد المؤتمرات الصحفية عن سبب تحسن مستوى ريال مدريد بعد أن كان في بداية الموسم يعاني ويهدر النقاط ويتلقى الهزائم، المدرب أجاب بتصرف “تحسنا على الصعيد الهجومي، عانينا على صعيد استغلال الفرص في بداية الموسم، لكن لم أرغب في الحديث عن ذلك حتى لا أضع الضغط على المهاجمين”.

في ذلك الموسم كرر زيدان جملة “لست قلقاً” في العديد من المناسبات حتى يناير 2018، ويبدو أنه لم يجد سوى هذه الجملة حتى لا يجعل الفريق يدخل دوامة الشك بسبب تدني جودة مهاجميه في استغلال الفرص، وبالفعل نجح بنهاية المطاف في الخروج من عنق الزجاجة بتحسن مستوى كريستيانو رونالدو ثم جاريث بيل تهديفياً.

كما قلت في العديد من المناسبات ذلك الموسم، الأهداف تحسم لك لقب الدوري، بل تجعلك قادراً على تصحيح أخطاء بقية الخطوط. فلا تستطيع أن تتحسن دفاعياً بدون أن تسجل الأهداف، لأن فريق هجومي مثل ريال مدريد سترتكب منظومته الدفاعية الكثير والكثير من الأخطاء في حال عدم استغلال الفرص، وعدم تسجيل الأهداف مبكراً، لأن لاعبي الفريق سيندفعون بشكل كبير لاستغلال ولو فرصة واحدة لحسم اللقاء لصالحهم، فالتعادل في الدوري المحلي بمثابة الهزيمة في معظم المباريات.

هذا بالضبط ما حصل في الكثير من المباريات حينها، الريال قدم مستويات جميلة حقاً على أرض الملعب (عكس موسم 2018-2019) لكنه كان يخفق بوضع الكرة داخل الشباك، ومع مرور الوقت يزداد توتر اللاعبون، ويقل تركيزهم دفاعياً، ويندفعون بشكل أكبر نحو مرمى المنافس، وهو ما يوفر للخصم المساحات والذي بدوره يعمل على استغلالها بسهولة في الدقائق الأخيرة.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

GettyImages-866835176 (1)

زيدان لم ينسَ ما حصل في ذلك الموسم على ما يبدو، لذلك تشاهده يعمل على تصحيح هذا الخطأ عبر التعاقد مع جناح هجومي بقدرات تهديفية أفضل من لاعبيه الحاليين (إيدين هازارد) ومهاجم هداف داخل وخارج منطقة الجزاء وقابل للتطور في المستقبل (لوكا يوفيتش).

لكن زيزو يؤمن أن ذلك ليس كافياً، فهو لم يكن كافياً قبل عامين رغم وجود كريستيانو رونالدو ضمن صفوف فريقه، فلماذا سيكون كافياً الآن؟

الحل هو توفير رصيد تهديفي إضافي عبر خط الوسط، حل يساعد الفريق في الأوقات الصعبة في حال لم يستطع المهاجمون فك شيفرة الشباك. في ذات الوقت يرى زيدان ومجلس إدارة الريال بأن لاعبي خط الوسط الحاليين في الفريق يجيدون جميعهم التحكم بالأداء، لكنهم لا يجيدون الحسم أمام المرمى.

من هنا أتت فكرة التعاقد مع بول بوجبا (بعيداً عن الجانب التسويقي وتدخل أديداس في الصفقة)، باعتبار أنه يملك قدرات تهديفية جيدة بالنسبة للاعب خط وسط، وسجل 13 هدفاً في الدوري الإنجليزي (16 هدفاً في مختلف البطولات) وبمعدل هدف كل 252 دقيقة لعب.

لذلك يصر زيدان على التعاقد مع بوجبا، فقلة من لاعبي خط الوسط بالعالم من يستطيعون توفير رصيد تهديفي إضافي لفرقهم.

لكن التعاقد مع لاعب خط وسط يملك قدرات تهديفية ألن يؤثر على الفريق دفاعياً بطريقة سلبية؟ نعم، سيؤثر في حال كان لاعب ضعيف بدنياً، لا يملك القدرة على شغل مركز آخر في الملعب، وهو سبب إضافي يجعل زيدان يفكر في بوجبا، فهو يرى فيه لاعب قوي البنية، سرعته مقبولة للاعبي خط الوسط مما يساعده على الارتداد دفاعياً بشكل جيد، وهذا ما قدمه بالفعل مع منتخب فرنسا في كأس العالم 2018، وما كان يؤديه في يوفنتوس أيضاً.

لنفس الأفكار نرى أن زيدان يضع فان دي بيك نجم أياكس امستردام الخيار البديل لصفقة بوجبا، الهولندي سجل 17 هدفاً في مختلف البطولات الموسم الحالي بمعدل هدف كل 242 دقيقة لعب، ويملك القدرات البدنية المناسبة لتقديم الأدوار الاخرى المطلوبة منه في الملعب، وهو صغير في السن مما يجعله يتكيف مع المهام الجديدة التي سيؤديها في الريال ولم يكن يؤديها في أياكس.

ماذا عن كريستيان إريكسن إذاًَ؟ هنا المعضلة، زيدان يرى أن رصيد إريكسن التهديفي مقبول، لكنه أقل من منافسيه باعتبار أنه سجل 10 أهداف في مختلف البطولات وبمعدل هدف كل 413 دقيقة ، ورغم أن زيزو مخطئ في هذا الجانب كون إريكسن سجل 9 أهداف بدون ركلات الجزاء مقابل 8 أهداف لصالح بوجبا بدون ركلات الجزاء، لكنه محق في الفكرة الأخرى وهي الجانب الدفاعي، إريكسن لا يملك القدرات البدنية التي ستساعده على اللعب كخط وسط يساعد تهديفياً بشكل مؤثر، وفي ذات الوقت لا يتأثر عمله الدفاعي ببسبب ذلك.

مثلاً، فيليب كوتينيو نشاهد أن إرنستو فالفيردي يرفض استعماله في خط الوسط خلف ثلاثي خط الهجوم بشكل واسع لنفس السبب، يورجن كلوب أيضاً لم يرغب باستعمال كوتينيو خلف ثلاثي خط الهجوم لنفس السبب أيضاً، وزيزو يرى أن إريكسن سيعاني من نفس مشكلة كوتينيو.

هنا لا أؤيد قرار زيدان، ولا أقول أنه صحيح، بل أنني من أنصار فكرة عدم التعاقد مع بوجبا، لكني أحاول الوصول لما يدور في عقل المدرب الفرنسي بالوقت الحالي، ويبدو أن هذا هو ما يفكر فيه بشكل رئيسي.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة