صنع جيرونا المفاجأة وقلب الطاولة على ريال مدريد في الشوط الثاني ليخرج منتصراً بهدفين مقابل هدف من ملعب سانتياجو برنابيو، وعادت الشكوك مجدداً بالمدرب سانتياجو سولاري ولاعبيه بعد النتائج المميزة التي حققوها في الفترة الماضية.
سانتياجو سولاري قرر إشراك البرازيلي مارسيلو بدلاً من سيرجيو ريجيلون الذي قدم مستوى رائع في المباريات الأخيرة، كما اقحم ماركو أسينسيو بدلاً من الموهوب فينيسيوس جونيور، بينما عوض داني سيبايوس غياب لوكا مودريتش الموقوف، وفيما يلي سوف نستعرض أسباب هزيمة ريال مدرد اليوم.
المشكلة التي لا يفهمها ريال مدريد
مضى ثلثي الموسم تقريباً، وما زال سانتياجو سولاري ولاعبيه لا يفهمون المشكلة التي كانت السبب وراء معظم التعثرات، وهي تتلخص بالاستهتار، وعدم احترام المنافس، وعدم التضحية كما يجب.
ريال مدريد دخل مباراة جيرونا وكأنه ضامن النقاط الثلاث، وبعد تسجيل الهدف، أصبح يستهتر في التغطية الدفاعية، وحتى عندما يعود اللاعبين للخلف، لا يكون هناك ضغط حقيقي على حامل الكرة، أو مراقبة اللاعبين من حوله، وناقوس الخطر بدأ من الشوط الاول وليس في الشوط الثاني فقط كما يعتقد البعض.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
جيرونا صنع فرصتين محققتين للتسجيل خلال الشوط الأول، لكنه لم يكن يبادر هجومياً بالقدر الكافاني خوفاً من ترك المساحات في الخلف، بينما كان ريال مدريد يقدم شوط هجومي مميز مع غياب الفاعلية في منطقة الجزاء سواء بالتمرير أو التسديد.
بين الشوطين، أدرك أوزيبيو ساكريستان أن ريال مدريد لا يأخذ المباراة على محمل الجد، ولاحظ ضعف الظهيرين دفاعياً سواء مارسيلو أو ألفارو أودريوزولا، وبالتالي قام بإجراء تبديلين جريئين ليكثف هجومه لأنه لم يعد هناك ما يخسره، فكان الريال سوف يسجل عاجلاً أم أجلاً إن واصل اللعب بطريقة دفاعية، وقد ساعده سولاري بإخراج لوكاس فاسكيز من ثم ماركو أسينسيو اللذان كانا يقدمان أداء جيد دفاعياً ويساندان الظهيرين، ليترك مارسيلو وأودريوزولا وحيدان في التغطية، وفي ظل مستوى النجم البرازيلي الكارثي في الآونة الأخيرة، كان من الطبيعي أن نرى هذا التحول في المباراة.
عندما لعب ريال مدريد بجدية والتزام عالي في المباريات الماضية التي كان معظمها أمام فرق صعبة أو في ملاعب معقدة، كان ينجح في تحقيق الفوز حتى لو لم يقدم اللاعب أداء جيد فنياً، وعند أول مباراة ظن اللاعبين وسولاري أنها في المتناول، تلقى الفريق عقاب شديد من منافسه.
التكاسل في التغطية والضغط على حامل الكرة في هذه المباريات تحديداً هي مشكلة ريال مدريد الرئيسية هذا الموسم، وقد أهدر معظم النقاط بسببها، وحتى الآن ما زال لا أحد يدركها في النادي سواء من لاعبين أو جهاز فني، والجميع يتحدث عن مشاكل تكتيكية أو قرارات فنية، لكن السبب الحقيقي هو عدم التضحية بدنياً في جميع المباريات ومحاولة الفوز بأقل مجهود.
كورتوا وبيل .. يجب التخلص منهما
نحاول دائماً تجنب الحكم بشكل قاسي ومتسرع على الوافدين الجديد، لكن كورتوا يثبت مباراة بعد الأخرى أنه أزمة دفاعية بحد ذاتها رغم أنه يتصدى لبعض الكرات المهمة في الكثير من الأحيان، فهو بطيء في الحركة، وسيء جداً في التمريرات الطويلة، والأهم من هذا كله أنه فاقد الثقة، وزملائه في الخط الخلفي يشعرون بذلك.
إن أراد ريال مدريد تجنب تدهور الأمور أكثر من ذلك، يجب عليه إعادة كيلور نافاس، ليس لأنه أفضل وحسب، بل لامتلاكه ثقة أعلى بالنفس خصوصاً بعد الألقاب العديدة التي حصدها، ولكون اللاعبين معتادون أكثر على اللعب معه وهناك انسجام أعلى مع رباعي خط الدفاع.
أما بخصوص جاريث بيل، فمنذ أول يوم وصل به لسانتياجو برنابيو، كان واضح عليه أنه لاعب لحظات وليس لاعب 90 دقيقة، هو يظهر كل مباراتين أو ثلاثة بلقطة أو اثنتين، في المقابل يذبح الفريق هجومياً طوال المباراة ولا يشارك في عملية بناء اللعب.
شاهدنا اليوم دخول فينسيوس وجاريث بيل في الشوط الثاني، ويمكننا ببساطة أن نلاحظ الفارق بين اللاعبين، فالأول كان أكثر جرأة ويضحي بدنياً ويحاول فعل أي شيء لاختراق حصون جيرونا وهز شباك المرمى، في المقابل كان النجم الويلزي خجولاً كعادته في الالتحامات ويتجنب أي حلول فردية، فقد حصل على فرصة سهلة كان يمكنه استخدام رأسه ليضع الكرة بالشباك، لكنه فضل رفع قدمه لكي لا يدخل في صدام مع الحارس، وهنا تظهر عقلية اللاعب الذي يفعل أي شيء لمصلحة فريقه إن كان متأخراً بالنتيجة، ولا يمكننا سوى تذكر كم مرة نزف فيها كريستانو رونالدو ليصطاد الشباك في ظروف مشابهة.
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
