عاد المهاجم الأساسي لريال مدريد بنزيما المثير للجدل مؤخراً للتألق من جديد في وقت مثالي بالنسبة له، ليخمد جميع الأصوات المناهضة له والمحرضة على رحيله، دافعاً اياهم للتغني مجبرين بقدراته المذهلة والتي من الصعب انكارها بعد أن اثبتها مراراً وتكراراً في مشواره الطويل مع ناديه الأسباني ريال مدريد.
المشكلة مع الحملة المؤيدة للمهاجم الفرنسي أنها تعيد تكرار نفس الجمل المحفوظة والتي تُعاد في كل موسم تقريباً، عن موهبته الكبيرة وأهميته التكتيكية في فتح الخطوط وأنه السبب الرئيسي في تألق زميله رونالدو وانفجاره التهديفي، مقابل حقيقة أن رونالدو تراجعت أرقامه التهديفية بالرغم من اصرار زيدان على اشراك بنزيما كأساسي، وأن رونالدو يسجل كذلك برفقة مهاجمين آخرين في الفريق، بل أن رونالدو نفسه تحول دوره من مهاجم جناح لرأس حربة بالإضافة لخبو بريق ال BBC سوية عما كان عليه الحال في السابق.
لكن ماذا سيحدث حقاً لو قام ريال مدريد بالتخلي عن بنزيما؟
مما لاشك فيه أن المهاجم ذو الأصول الجزائرية لن يجد صعوبة في ايجاد نفسه في دوري آخر أو مع فريق آخر أقل ضغوطاً من نادي العاصمة الأسباني كما حدث مع عدة لاعبين سابقين للنادي، خاصة أنه يمتلك الموهبة مضافاً اليها الخبرة، كذلك لن تكون مهمة ريال مدريد أكثر صعوبة في تعويضه مع كثرة البدائل في سوق الإنتقالات، ففي النهاية بنزيما ليس ذلك الفريد من نوعه صعب التعويض، فريق كبير كريال مدريد ينافس دائماً على كل الألقاب قادر دائماً على جلب مهاجم قناص يعرف طريق المرمى من أنصاف الفرص، وقادر على مراوغة ثلاث وأربع لاعبين دون أن يقف العالم على أقدامه شاهقين غير مصدقين أنه استطاع فعلها هذه المرة وانقاذ فريقه.
هل هذا يعني احتمالية رحيل بنزيما؟
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
قد تكون مشكلة ريال مدريد الوحيدة التي تعيق الإستجابة للمطالب المتكررة بالتخلي عن النجم الفرنسي هي كما وصفها المحلل العربي محمد عواد أنه تحول لواحد من نجوم الحرس القديم الذين جاؤوا عن طريق صفقات بيريز التي أصر عليها، بالإضافة لعلاقة الصداقة التي تجمعه مع جيله من لاعبي الفريق الذين أصبحوا أساس هذه الحقبة، فالرغبة بوحدة الصفوف بالإضافة لجودة الفرنسي المقبولة تجعل الرغبة ببيعه تتضائل. هذه الجودة التي تظهر من حين لآخر تعزز موقف الإدارة الموافقة على بقائه بالرغم من تذبذب فعاليته.
على جماهير ريال مدريد أن لا تجعل مراوغة بنزيما الأخيرة تنسيهم إضاعته المتكررة للفرص السهلة، فبالرغم من موهبة الفرنسي الظاهرة إلا أنه كثيراً ما تسبب في تعقيد مشوار الليجا على فريقه بإضاعته للفرص الموسم تلو الآخر، وإذا كانت الإدارة الفنية مصرة على الإبقاء على مهاجم ليون السابق بين صفوفها فهذا لايعني أن يتحول لأسطورة في كل مرة يسجل فيها هدفاً أو يصنع آخر بطريقة جميلة، فآخرون يجلسون حبيسي دكة الريال نفسها قادرين على فعل ذات الشيء بل يفعلونها في كل فرصة تسنح أمامهم دون أن يتم تبجيلهم كما يحدث مع بنزيما.
لمتابعة الكاتبة عبر الفيسبوك
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
