لأنه ريال مدريد .. الحادية عشرة غير كافية!

فريق سبورت 360 22:06 02/06/2016
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • بشير الكبيسي – لم يكن أحداً يتوقع حصول ريال مدريد على اللقب الحادي عشر في بطولة الشامبيونز ليغ بهذه السرعة، بعد أن ظفر بالعاشرة في لشبونة قبل عامين، ولكن فعلها الريال مرةً أخرى وأمام نفس الخصم العنيد أتلتيكو مدريد، وتربع مرةً أخرى على عرشِ بطولتهِ المفضلة، التي لطالما أتقن العزف على أوتارِها المجنونة.

    وقبل الدخول في لبِّ الموضوع، لابدّ لنا أن نعرج ونشيد بالجهود الكبيرة التي قدمها “الجار اللدود” أتلتيكو مدريد خلال هذا الموسم تحديداً، والمواسم القليلة الماضية، فهو أضاف للدوري الإسباني ودوري الأبطال نكهةً خاصة، وبات منافساً شرساً على كلِّ بطولةٍ يدخلها، فبغض النظر عن بعض المآخذ على طريقة اللعب التي يتبعها المدرب دييغو سيميوني التي يصفها البعض بال “مملة”، ولكن ما قدمه ويقدمه الأتلتي يجب أن يُحترم ولا يُنتقص منه أبداً.

    لمزيد من أخبار نادي ريال مدريد الأسباني

    بداية الريال في هذا الموسم لم تكن موفقة خاصة بعد موسمٍ خرج منه الفريق بدون أيّ لقبِ يذكر، والخطأ الأول الذي أُرتكب هو تعيين الإسباني رافائيل بينيتيز مدرباً للفريق وخلفاً للإيطالي كارلو أنشيلوتي رجل العاشرة، ونحن في هذا المقام لا ننتقص من إمكانات بينيتيز، فهو مدربٌ له تاريخه، ولكن إمكاناته لا تُناسب فريق بحجم ريال مدريد، خاصةً فالريال يُشكل عبئاً كبيراً لكلِّ مدربٍ يقوده.

    Wolfsburg-Real-Madrid-001

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    ومع انطلاقة العام الجديد، أٌقيل بينيتيز من منصب الإدارة الفنية بسبب؛ النتائج المتواضعة للفريق، وعُين خلفاً له الأسطورة الفرنسية والمدريدية زين الدين زيدان، ورغم التاريخ الكبير ل “زيزو” كلاعب، ولكن هذا لم يمنع البعض من التشكيك بقدراتهِ التدريبية، خصوصاً أن قيادة الريال تعتبر المهمة الأولى لزيدان كمدرب لفريقٍ كبير، بعد أن عمل مساعداً لأنشيلوتي في الريال، ومدرباً لل “كاستيا” الفريق الثاني لريال مدريد.

    وبعد مضي ما يقارب الستة شهور على تولي زيدان قيادة الريال، أصبح زيزو بطلاً قومياً، خاصةً على الصفحات الأولى لكبريات الصحف الرياضية، وخاصةً الفرنسية، في حين أن ريال مدريد الذي كان سيئاً قبل شهورٍ معدودات على أصابع اليد الواحدة، بات خارقاً للعادة وفريق الأحلام، وكل هذا وأكثر بفضلِ التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، الذي جاء بماثبة المنقذ للفريق بعد أن خسر لقبي الكأس والدوري في وقتٍ سابق.

    نعم، ريال مدريد توج بطلاً على عرش القارة العجوز، نعم الريال حصل على البطولة الحادية عشر، نعم هو الفريق الأكثر تتويجاً بالبطولة الأقوى في أوروبا وربما العالم أيضاً، وبفارقِ أربعة ألقاب عن أقربِ ملاحقيه (اي سي ميلان)، نعم كريستيانو الهداف التاريخي للفريق وللبطولة أيضاً هذا العام وله الفضل في التتويج، وربما أقترب من كرته الذهبية الرابعة، نعم زيزو جلب البطولة المفضلة للريال خلالِ ستة أشهر، وهناك إمكانية التتويج بالثلاثية الأوروبية، كل هذا صحيح ولكن ما تم ذكره سالفاً، ليس كل الحكاية…

    أعتقد أن كلَّ متابعٍ لريال مدريد بشكلٍ مستمر، وعلى الأقل في هذا الموسم، يعرف أن الريال لم يكن بخير هذا الموسم وعانى الكثير، حتى بعد تعيين زيدان مدرباً للفريق، فالأداء لم يكن مقنعاً في الكثير من المواعيد الكبرى، وهذا مرده بطبيعة الحال إلى افتقار دكة بدلاء الفريق، إضافةً إلى حداثة تجربة زيزو في عالم التدريب، علاوة على افتقاد عامل الاستقرار الفني.

    وربما سيتساءل البعض، هل هناك مجالٌ للتشكيك بقدرات الفريق ككل وبزين الدين زيدان بعد أن جلبا اللقب الحادي عشر ؟؟، في رأيي نعم، فبطولة دوري أبطال أوروبا لا اعتبرها مقياساً لجودة أيّ فريق رغم قوة المنافسة فيها، فهناك الكثير من الفرق ظفرت بهذه البطولة ولم تكن هي الأفضل، لا من حيث الأداء ولا العناصر، وما تتويج نادي تشيلسي في عام 2012 باللقب على حساب بايرن ميونيخ إلا دليل على ذلك.

    Real-Madrid-v-Athletic-Bilbao

    صحيفة الماركا الإسبانية ذكرت إحصائيةً مهولة في هذا الصباح، يجب أن يضعها مسيري ريال مدريد في الحسبان بدءاً من الآن، فمنذُ عام 1998 حقق ريال مدريد لقب الدوري الإسباني خمس مرات فقط، وهو نفس عدد حصول الريال على البطولة القارية “دوري أبطال أوروبا”.

    فيبدو للعيان، أن لقب الدوري الإسباني أو “توم جيري” كما يسميه بعض المنتقدين، يبدو سهل المنال في ظل المنافسة الضعيفة من بقية أندية الدوري، مقارنةً بالبريمير ليغ، ورغم ذلك فالريال لم يحقق سوى خمسة ألقاب في آخر تسعَ عشرة سنة، وهذا ما يؤكد أن الفريق لا يمتلك الجودة الكافية والانسجام المطلوب، لتحقيق الاستمرارية التي يتطلبها الفوز بلقب الدوري، وعلى العكس من ذلك بطولة دوري أبطال أوروبا.

    على إدارة ريال مدريد أن لا تسير وراء “مفرقعات الصحف”، فيجب أن تتحلى بالواقعية حتى لا تُصدم كما انصدمت في أوقاتٍ مضت، ويتوجب عليها العمل من الآن لوضع الخطوط العريضة للموسم القادم، وخاصةً عملية التعاقدات التي لا أريد الخوض فيها هنا، فالإدارة هي أعرف باحتياجات الفريق، وهنا أقصد الإدارة الفنية، وليس المؤسسية!

    وعلى الإدارة أيضاً، أن تحدد موقفها من مستقبل زيدان، وهنا لا أُعني المستقبل القريب المتوقف على تحقيق الألقاب، فتواجد زيزو أصبح مضموناً في الموسم المقبل، خاصةً بعد أن جلب بطولة الأبطال، ولكن المستقبل البعيد والنظر لزيدان كمشروعٍ رياضيٍ متكامل، يُحدد بفترةٍ زمنيةٍ لا تقلُ عن خمسِ سنوات، ويتضمن المشروع “المدخلات” وهي كلّ التحضيرات والتجهيزات التي تتم استعداداً للمشروع، وأيضاً “المخرجات” وهي الأهداف المرجو تحقيقها من المشروع، الذي بطبيعة الحال يتطلب الكثير من الدراسة والتمحيص، في ظل مدرب حديث التجربة.

    كريستيانو رونالدو

    كريستيانو رونالدو

    ولا مناص، من النظر في تواجد بعض الأشخاص في الكادر الطبي، فالموقف الذي أتخذه كريستيانو رونالدو بعد إصابتهِ قبل مباراة مانشستر سيتي، وذهابه إلى عيادةٍ خارجية لإجراء الفحوص اللازمة، أمرٌ خطير يدلُ على افتقاد الثقة بعيادة سانيتاس، وبالكادر الطبي في الفريق برئاسة جيسوس أولمو، الذي بوصفه لا يملك علاقةً طيبة مع جلّ اللاعبين، باستثناء الرئيس فلورنتينو بيريز.

    في الختام، التعامل مع ريال مدريد إداريًّا وفنيًّا مختلف بطبيعة الحال عن بقيةِ الأندية، فالريال منذُ أن تأسس وأعتاد على بلوغ منصات التتويج وهذا أصبح عادةً، والمفارقة تكون في حال أبتعد عنها، ولأجلِ ذلك يتوجب على الإدارة عدم الوقوف عند البطولة الحادية عشرة، فينتظرها عملاً كبيراً بدءاً من الآن، احتراماً لماضي وحاضر ومستقبل الملكي ريال مدريد.

    لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة