عمر عبد الفتاح –  أسباب  عديدة جعلت النصف الثاني من الموسم أكثر اشراقاً في سماء العاصمة الاسبانية إلا إن العامل الأكثر تاثيراً في هذه الفترة الجميلة التي يعيشها النادي الملكي هو الدعم الكبير الذي قدمته مدرجات ملعب السانتياغو برنابيو ، تماماً عكس ما عودتنا عليه في الماضي.

ريال مدريد هو بالتأكيد احد أعلى الأندية جماهيرية حول العالم و له روابط تشجيع في كل بقاع الأرض تقريباً ، و بالتالي فإن مدينة مدريد التي يقع بها تتلون باللون الابيض جماهيرياً تاركة بعض الفتات لاتلتيكو مدريد و خيتافي و رايو فاييكانو . هذا من منطلق “كَمِّي” بحت إما إذا تناولنا ناحية الكيف فإن الوضع يختلف بعض الشيء. فالسلبية هي الصفة الطاغية على مدرجات السانتياغو في السنوات الماضية ، الجمهور الذي صفق للاعبي الخصوم هو نفسه الذي استهجن و صفر على لاعبيه كثيراً متسبباً في كثير من اللحظات الحرجة التي مرت على الفريق. سلبية يمكن ان نعزوها للاسباب التالية:

أولاً : الفجوة الكبيرة بين تاريخ الريال و حاضره

33D77B8200000578-3573777-image-a-4_1462389063525

يقول يوب هانكس عن الأجواء في مدريد عند استلامه دفة القيادة: (( عند وصولي للريال وجدت الجميع ابتداءاً من رئيس النادي و حتى العامل المسئول عن تجهيز قمصان اللاعبين في غرف تغيير الملابس يؤمنون بأن ناديهم هو الأعظم في العالم)) .. و إذا كان هذا هو حال الموظف و الإداري الاحترافي فما ظنك بالمشجع العاطفي؟؟

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

حرصت صحيفتي الماركا و الآس على تلقين المشجع الملكي في اسبانيا درساً عن التاريخ كل صباح و تذكيره يومياً بأن الريال هو أكثر من فاز بالليغا و دوري الأبطال تاريخياً و انه النادي المكرم كنادي القرن العشرين ، فيدخل المشجع المدريدي الإستاد محملاً بهذه القناعات و يفاجئ كل فترة بواقعٍٍ يختلف كثيراً عمّا يظن.

منذ قدوم مورينو أصبح الريال دوماً بين أفضل ثلاثة فرق حول العالم و هو وضع جيد جداً إن لم نرد تسميته بالممتاز .و ربما آن الأوان للصحيفتين للاعتراف بالواقع و عدم تحميل النادي و اللاعبين و الجمهور ما لا طاقة لهم به ، فجنون العظمة المدريدي حالياً ليس سوى ضغط سلبي عندما يذِكِّرك الواقع انك في آخر سبعة مواسم لم تفز بالليغا سوى مرة واحدة.

ثانياً: الطابع الاقتصادي الذي يغلب على كيفية إدارة بيريز للنادي من حيث تفضيله للنجوم ذوي المظهر الحسن و الشعبية الجماهيرية.

ربما هو مجرد أحساس خاطئ لدي و لكني اشعر ان اهتمام بيريز المبالغ فيه بمظهر نجوم الريال و أناقة أزياء الفريق من موسم لآخر ثم الاهتمام الكبير بأناقة ملعب البرنابيو نفسه ربما ولّد انطباعاً خاطئاً لدي الجماهير بأنهم ذاهبون لمشاهدة عمل سينمائي ” مضمون المتعة” و ليس مباراة في كرة القدم قد يبلي فيها فريقهم حسناً و قد يتفوق عليه الخصم ، فبدلاً من تقديم الدعم للاعبيهم عندما يخطئون- كما يفعل الجمهور الرياضي عادةً – تجدهم يطلقون الصافرات و يستهجنون كما يفعل جمهور المسارح ، ربما أصبحوا يعدون التمريره الخاطئة مشهداً ركيكاً في فيلم هوليودي و ليس تمريره خاطئة من بشري لا يملك خيار إعادة اللقطة!.

2456933972

-هل لاحظ أحدكم ان مدرجات السانتياغو هي أكثر مدرجات حول العالم تصدر منها فلاشات التصوير عبر الهواتف المحمولة قبل و بعد و حتى اثناء المباريات؟

في النصف الثاني لهذا الموسم نجد ان الوضع قد اختلف كثيراً عن ذي قبل و وجدنا جمهور البرنابيو يدعم فريقه بصورة مميزة جداً و أصبح يرسم أجمل اللوحات -التيفوهات- في مباريات مفصلية بدوري الأبطال ضد كل من فولفسبورغ و مان سيتي .بالتأكيد فإن شخصية زيدان المحبوبة و الكرة الهجومية التي عاد الفريق لتقديمها لهما دور في عودة المد الجماهيري و لكن يبقى العامل الأهم هو عودة الاولتراس المدريدي الى الملعب في قرار موفق جداً من بيريز بعد حرمانهم من دخول البرنابيو سنوات طوال نتيجةً لمخالفاتهم المتكررة.

ربما يجب على بيريز الآن رفع الحظر تماماً عن الاولتراس و الجلوس مع قادتهم على لتقنين تعصبهم الزائد و إحكام قبضته عليهم داخل الملعب تجنباً لأي مخالفات جديدة ، و اخيراً فإن على بيريز و علينا كمتابعين شكر الاولتراس كثيراً كونهم أعادوا البرنابيو من مجرد مسرح للمشاهدة إلى ملعب لكرة القدم مرة أخرى.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة