انتهت في الأمس، قمة ذهاب الدور ال16 من بطولة دوري أبطال أوروبا بين “الذئاب روما” و “الملكي الريال” بفوز الأخير بفضل ثنائية الهداف التاريخي للبطولة، كرستيانو رونالدو، وهداف النسخة الحالية لغاية الآن برصيد 12 هدفاً، بالإضافة إلى هدف الشاب خيسي رودريغيز، الذي من شأنه رجح كفة الريال قبل مباراة الإياب في 8 مارس القادم بين الفريقين، في ملعب السانتياغو بيرنابيو.
ولكن، رغم إن ريال مدريد حقق فوزاً ثميناً خارج الديار وبنتيجةٍ تعتبر مريحة بعض الشيء، إلا أن هناك فارقاً فنياً كبيراً يصب في مصلحة الريال، فلو وضعنا تشكيلة المدرب سباليتي وزيدان، في ميزان ذو كفتين، لوجدنا أن الفارق واضح، بوجود تشكيلة تعج بالنجوم وفي مقدمتهم كريستيانو رونالدو، ولذلك ليس غريباً ومفاجئاً في فوز الريال، وهذا يجعلنا نبتعد عن النصف الممتلئ من الكأس، ونسلط الأضواء على النصف الفارغ.
زيدان رفقة نجوم ريال مدريد
ففي ملعب الأولبيكو، واجه ريال زيدان الكثير من المصاعب، في ظل النهج التكتيكي الإيطالي المتبع من قبل لوتشانو سباليتي، والقائم على تضييق المساحات على “رئة الريال” المتمثلة بخطِ وسطهِ وخاصةً الكرواتي لوكا مودريتش، وهذا ما نجح به سباليتي بعد أن وضع كلّ من بيانيتش وفانكور وناينغولان وبيروتي في وسط ميدان روما، شكلوا بمثابة “بيت العنكبوت الشائك” الذي حاصر “كروس – مودريتش -ايسكو” وحرمه من عملية صناعة اللعب، ولذلك لاحظنا في أغلب أوقات المباراة، أن الكرات تُمرر في الربع الأول من ملعب الريال دون أن تشكل أية خطورة على الحارس تشيزني. علاوةً على ذلك، فإن سباليتي لم يكتفي بقطع الإمدادات على كريستيانو وبنزيما بعد حوصرت خط الوسط بطريقةٍ محكمة، ولكنه وظف الشعراوي وصلاح بواجباتٍ دفاعية لوقف أطراف الريال “كارفاخال – مارسيلو” اللذان يعتبران من نقاط قوة الريال، والضغط عليهما وحرمانهما من عملية الصعود وخلق الزيادة العددية، الأمر الذي عانى منه الريال أشد معاناة على مدار الشوط الأول، لحين أوجد “كريستيانو – وخيسي” الحل الفردي وأنقذا الفريق من “مصيدة سباليتي”.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
المعطيات السابقة، وكل المعاناة التي واجهها الريال، نابعة من خللٍ مزمن في وسط ريال مدريد، وهو يعد بمثابة ورمٍ سرطانيًّ أنهك الفريق في السنوات الماضية، والخلل يكمن في مركز “المحور العصري”، ويجب التنبيه على أن هذا المركز عانى الريال منه على مدى فترتين مختلفتين وهي، بعد خروج الفرنسي ماكيليلي، والاسباني تشابي ألونسو، وبرغم التعاقدات الكثيرة التي أبرمتها إدارة الريال لتعويض هذين اللاعبين، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل.
إيسكو
ويكفي القول، إن الريال جلب (خضيرة، نوري شاهين، جرانيرو، لوكاس سيلفا، كاسميرو، كروس، مودريتش، كوفاسيتش) لتعزيز مركز خط الوسط، خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنه لم ينجح لغاية الآن في إيجاد الحل السحري، لدرجة أنه بات يوظف ثلاثة لاعبين ليقوموا بدور المحور، ومثال ذلك كان حياً في مباراة الأمس بتواجد “كروس – مودريتش – إيسكو” وفي بعض أوقات المباراة خاميس، لسد الثغرة الواقعة بين قلبي الدفاع وخط الوسط، وهذا ما يؤثر على العمليات الهجومية والزيادة العددية المرجوة في الخطوط الأمامية.
إن مشكلة الريال تكمن بأنه لم يجد لغاية الآن لاعباً بصفات ألونسو، بوسيكيتس… اللذين يجيدان أدوار مركز “المحور العصري” ولعل أبرزها؛ توفر الإمكانيات الدفاعية والهجومية في وقتٍ واحد، بالإضافة إلى القدرة على تنظيم اللعب وتوزيع الكرات القصيرة والطويلة للخطوط الأمامية، فهو جلب خضيرة وكاسميرو ذوي الإمكانيات الدفاعية، وكروس ومودريتش وكوفاسيتش ذويَ الإمكانيات الهجومية، ولذلك فإن الريال لم ولن يجد التوازن في ظل “خلطة خط الوسط” الموجودة حالياً، بين خطي الدفاع والهجوم.
راموس وتدخل ناجح ضد صلاح
وشاهدنا في مباراة الأمس، كيف أن روما أوجد صعوبات كثيرة للريال، وحرمه من خلق الفرص، نتيجة “الأدوار المزدوجة” لمودريتش وإيسكو، وحتى خاميس، الذين وظفوا لإعانة “المحور كروس”! وهذا ما أثر على عمليةِ تحررهم في خلق المساحات الضيقة بين خطوط روما، وفي إيصال الكرات لكريستيانو وبنزيما، اللذان اضطرا للعودة إلى الخلف للخروج من المراقبة، ولندرة الكرات التي وصلتهم.
في الختام، نخلص إلى العديد من الاستنتاجات وأهمها، أن وضع كروس كلاعب محور، وتوظيف مودريتش وإيسكو وخاميس بواجباتٍ دفاعية، يؤثر على الفريق بشكلٍ كبير، وفي الناحيتين الدفاعية والهجومية، ولن يحل معضلة مركز المحور بل تفاقمها، وعليه لا بدّ على إدارة الريال أن تضع في قمة أولوياتها في فترة الانتقالات المقبلة التعاقد مع لاعب محور يحل هذه المشكلة، والاستفادة من بقية اللاعبين المتواجدين في الثلث الأمامي من الملعب.
لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
