سبورت 360 – اكتملت قصة ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وبتنا نعرف جميع الفريق الثمانية التي تأهلت إلى الدور التالي. بانتظار القرعة التي ستعقد يوم الجمعة القادمة في تمام الساعة الثانية بتوقيت مكة المكرمة.
وشهد دور ثمن النهائي العديد من المواجهات المثيرة، لكن اللقاء الأبرز بلا شك كان تأهل ريال مدريد المثير جداً على حساب باريس سان جيرمان في لقاء العودة، حيث قلب الفريق الملكي تأخره بهدف نظيف في الشوط الأول، إلى انتصار بثلاثية في الشوط الثاني، حملت توقيع كريم بنزيما.
وارتفعت حظوظ ريال مدريد بحصد لقب دوري أبطال أوروبا بعد العبور من باريس سان جيرمان، وبدأ البض يصنفه كمرشح رئيسي، رغم أنه الترشيحات لم تكن في صالحه خلال مباراتيه ضد الفريق الباريسي.
ومما لا شك فيه أن هناك أكثر من فريق يتمنى ريال مدريد لو أن القرعة لا تضعهم في طريقه، ونخص بالذكر كل من بايرن ميونخ، ليفربول، تشيلسي ومانشستر سيتي. لكن لو خيّرت لاعبي ريال مدريد والمدرب كارلو أنشيلوتي وحتى جزء كبير من الجماهير، سيفضلون عدم مواجهة السيتزنز تحديداً.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
الفكرة ليست بأن مانشستر سيتي أقوى من البايرن وليفربول وتشيلسي، فالمستويات بينهم متقاربة جداً. لكن ريال مدريد يعاني تحديداً ضد الفرق التي يدربها بيب جوارديولا أولاً، وضد الفريق التي تحرمه من الكرة بشكل أكبر من اللازم ثانياً.
قوة ريال مدريد تتمثل بثلاث عوامل رئيسية، وهي خبرة اللاعبين وتمرسهم، انسجام الفريق والمنظومة، بالإضافة إلى الحلول الفردية لبعض اللاعبين مثل كريم بنزيما وفينيسيوس جونيور ولوكا مودريتش، فهذه النوعية من اللاعبين قادرة على صناعة الفارق ضد أي خصم.
لكن ما تظهره الإحصائيات هو أن ريال مدريد ليس قوياً بما يكفي من الناحية البدنية، فهو أقل فريق قطع مسافات داخل الملعب في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم من بين المتأهلين إلى ربع النهائي. وحتى في مباراتي باريس سان جيرمان الفريق قطع مسافة أقل من الخصم رغم التأهل.
وهذه النقطة تحديداً ما تجعل مواجهة مانشستر سيتي كابوساً على ريال مدريد، لأنه أكثر فريق تتطلب مواجهته مجهود بدني من اللاعبين. وعندما يحدث ذلك سيفقد اللاعبين المهمين في الريال الكثير من جودتهم عندما يحصلون على الكرة بسبب الإرهاق، شيء يذكرنا بمباريات الكلاسيكو خلال حقبة جوارديولا.
نقطة أخرى مهمة يجب الحديث عنها، وهي أن ريال مدريد ينهار عندما يشعر أنه غير قادر على مجاراة الخصم. والمسألة هنا لا تتعلق بالاستحواذ، وإنما عندما يفقد السيطرة على المباراة وتخرج الأمور عن توقعات اللاعبين والمدرب.
في مباراة الإياب ضد باريس، لم يصل ريال مدريد لشعور اليأس طوال الشوط الأول وبداية الشوط الثاني، ولذلك الفريق عاد بالنتيجة عندما سنحت له فرصة واحدة. وهذا بسبب أن الريال لم يشعر أن المنافس أقوى منه بمراحل كما حدث مثلاً في مباراة الذهاب التي لم ينجح فيها الفريق في خلق أي فرصة، أو مثل لقاء العودة ضد تشيلسي في الموسم الماضي.
ومن المعروف أن من أسلحة مانشستر سيتي في المباريات الكبيرة هي فرض الهيمنة واللعب على العامل النفسي، ولذلك ستكون مهمة ريال مدريد صعبة جداً ضده، خصوصاً بأعمار لاعبيه الحالية، فصحيح أن الريال يملك مجموعة مميزة من الشباب، لكن العناصر الرئيسية معظمها متقدمة بالسن.
فرق مثل بايرن ميونخ وليفربول وتشيلسي ستكون حظوظ ريال مدريد ضدهم أكبر من فرصه ضد السيتي، وهذا لبسبب بسيط، يتمثل في أنهم يلعبون بنفس طريقته تقريباً، الضغط العالي والهجوم المباشر. وبالتالي المباراة ضدهم ستكون معتمدة على التفاصيل الصغيرة والقدر على استغلال الفرص. في حين أن فريق جوارديولا يلعب للاستحواذ كهدف قبل أن يكون وسيلة. وهو الشيء الذي يعاني الريال ضده في العادة.
وقد يتبادرإلى ذهن البعض انتصارات ريال مدريد في الكلاسيكو بآخر المواجهات، وهو الامر الذي بدو متناقضاً مع هذا المقال على اعتبار البلوجرانا يلعب بنفس فلسفة مانشستر سيتي تقريباً، لكن هناك فارق جوهري وهو أن برشلونة لا يملك الجودة التي بحوزة مانشستر سيتي، كما أن المدربين الذين أشرفوا عليه بعيدين جداً عن مستوى جواديولا. ورغم كل هذا لم يحقق الفريق الملكي أي انتصار بسهولة في الكلاسيكو، وكان يعاني في جميع المباريات رغم فارق الجودة الكبير لصالحه. وانهيار منظومة البرسا بشكل كامل خلال الموسمين الماضي والحالي. قبل أن تتحسن الامور مجدداً مع تشافي.
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
