كريم بنزيما - ريال مدريد - دوري أبطال أوروبا

سبورت 360 – انتفاضة ستخلد في كتب التاريخ، وسنتذكرها لسنوات طويلة بلا شك. أمسية رائعة من دوري أبطال أوروبا، نجح ريال مدريد فيها بخطف بطاقة العبور إلى ربع النهائي من أنياب باريس سان جيرمان، بعد أن قلب تأخره بهدف نظيف في الشوط الأول إلى انتصار مستحق بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في الشوط الثاني.

ريال مدريد قدّم شوط أول متوسط على جميع الأصعدة، بينما كان باريس متماسكاً بشكل مثالي على الصعيد الدفاعي، وخطير جداً في الهجمات المرتدة. كما استطاع وضع الكرة في مناطق ريال مدريد لفترة طويلة من الوقت، وذلك لامتصاص حماس رجال المدرب كارلو أنشيلوتي.

لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب في الشوط الثاني، أو تحديداً بعد تسجيل كريم بنزيما هدفه الأول، فبتنا نشاهد مباراة أخرى يتسيدها ريال مدريد بالطول والعرض، ويقف فيها باريس عاجزاً عن القيام بأي ردة فعل أو حتى مجاراة هذا النسق المخيف. وفي هذا التقرير سوف نستعرض أبرز الملاحظات الفنية على هذه المباراة.

أنشيلوتي لم يحسن اختيار تشكيلة ريال مدريد

قلنا كثيراً أن ريال مدريد يحتاج في هذه المباراة تحديداً إلى لاعبين حيويين وكثافة في خط الوسط، لكن كارلو أنشيلوتي أصر على الدفع بتوني كروس البطيء والغير جاهز بدنياً لمباراة بهذا النسق، والأكثر غرابة أنه أقحم ماركو أسينسيو المرتبك دائماً.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

لو كان المدرب الإيطالي يرى أن وجود توني كروس ضرورة قصوى، فكان لابد من الدفع بلاعب خط وسط رابع والتضحية بماركو أسينسيو. لكنه لم يفعل ذلك، وبالتالي شاهدنا ريال عشوائي نوعاً ما في التمركز وبطيء في التنقلات.

مشكلة ريال مدريد الرئيسية في الشوط الأول

رغم أن التشكيلة لم تكن مثالية، لكن ريال مدريد لم يكن سيئاً أيضاً في الشوط الأول، ونجح في وضع الكرة بمناطق باريس في مرات عديدة، لكن المشكلة الرئيسية التي جعلته أقل خطورةً من باريس تتمثل في تسرّع اللاعبين وارتباكهم، وهذا أدى إلى اتخاذ الكثير من القرارات الخاطئة من جانب أسينسيو وفينيسيوس وداني كارفاخال في هجمات كان يمكن فيها خلق فرص خطيرة بل والتسجيل.

كريم بنزيما – ريال مدريد – دوري أبطال أوروبا

لماذا احتاج ريال مدريد إلى هدف لكي ينفجر؟

لا شك أن إقحام رودريجو وكامافينجا جعل ريال مدريد يلعب بشكل مختلف، وأعطى الحيوية لخطي الوسط والهجوم، لكن العنصر الأهم في معادلة الريمونتادا كان تسجيل الهدف الأول، ولو تم تسجيله في الشوط الأول لكنا شاهدنا نفس الانتفاضة أيضاً.

مشكلة ريال مدريد قبل التسجيل كانت نفسية أكثر من أنها فنية، الفريق كان يخرج بالكرة ولديه رغبة كبيرة بالفوز، لكنه كما أشرنا كان فاقداً للثقة ومرتبك، ويشعر أن باريس سان جيرمان أقوى منه بمراحل رغم أن الحقيقة ليست كذلك، ولهذا عندما جاء هدف كريم بنزيما الأول تحرر اللاعبون نفسياً وذهنياً وبدأوا يؤمنون بقدرتهم على قلب الطاولة.

المسألة ليست أموال وإنما عقلية مدرب

الجميع يتحدث الآن عن أن الأموال لا تجلب البطولات، ولا تصنع شخصية للفريق، وهذا في الحقيقة لا يمت للواقع بصلة، لأن الأندية التي تمتلك الأموال تجلب أفضل اللاعبين، وتكون دائماً فرصها أكبر بتحقيق البطولات، ولنا بتشيلسي ومانشستر سيتي أكبر برهان.

لكن شخصية باريس المهزوزة بعد الهدف سببها المدرب ماورسيو بوتشيتينو في المقام الأول، فقد حدث معه نفس الأمر ضد مانشستر سيتي في الموسم الماضي وفرط ببطاقة التأهل، وكاد أن يفعلها ضد بايرن ميونخ لولا أن الحظ وقف بجانبه. وشاهدنا مباريات عديدة هذا الموسم يظهر فيها باريس بهذه الشخصية عندما يتعرض لضغط كبير. وهو أمر لم نراه مثلاً تحت قيادة توماس توخيل.

بوتشيتينو لا يزرع عقلية القتال بلاعبيه كما يجب، كما لا تشعر أن نجوم باريس سان جيرمان مؤمنين بالاستراتيجية التي يلعبون بها تحت قيادة هذا المدرب. دون أن ننسى وجود 3 لاعبين في الأمام يدافعون بطريقة خجولة، وبالأخص نيمار وليونيل ميسي اللذان فقدا شغف كرة القدم بشكل واضح هذا الموسم.

كريم بنزيما في مستوى آخر

ليس بسبب الهاتريك التاريخي الذي وقّع عليه اليوم، وإنما لأنه لاعب يثق بنفسه إلى حدٍ كبير جداً، وكان مؤمناً منذ الدقيقة الأولى أنه قادر على صناعة الفارق. فحتى قبل تسجيل الهدف الأول كان اللاعب الأخطر والأكثر اتزاناً في خط الهجوم، وكاد أن يلدغ شباك دوناروما في أكثر من كرة لكن الحظ عانده كثيراً.

كريم بنزيما هو الأفضل في العالم بلا منازع من حيث الثقة بقدراته، لا يوجد أي مهاجم آخر في العالم يطلب الكرة بهذا الشكل، ولا يتوقف عن التحرك لفتح المساحة وخلق فرص من العدم. لهذا هو اليوم في مستوى آخر عن بقية اللاعبين في العالم.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة