ملاحظات على الكلاسيكو .. ريال مدريد وبرشلونة يعيشان في الماضي

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • كارلو أنشيلوتي - ريال مدريد - الدوري الإسباني

    سبورت 360 – هناك عدة طرق للفوز عندما تكون متفوقاً في كل شيء، لكن ريال مدريد دائماً ما يختار أصعب الطرق في مواجهاته ضد غريمه التقليدي برشلونة، هذا تحديداً ما حدث في كلاسيكو نصف نهائي كأس السوبر الإسباني الذي أقيم في المملكة العربية السعودية.

    ريال مدريد تفوق فنياً وتكتيكياً خلال أول 25 دقيقة من عمر المباراة، وكان هناك فارق واضح في الإمكانيات بين الفريقين. لكن بعد تسجيل الهدف الأول، ظهرت النسخة السيئة من الفريق الملكي حتى أطلق الحكم صافرة النهاية بعد انتهاء الأشواط الإضافية.

    على الجانب الآخر، كان برشلونة يكتسب الثقة بشكل تدريجي مع مرور الوقت، ووصل إلى ذروة مستواه خلال نهاية الشوط الأول وبداية الشوط الثاني. حيث كان قريباً من التقدم على ريال مدريد في أكثر من لقطة.

    أنشيلوتي يعيش في ماضي ريال مدريد وبرشلونة

    بعض المحللين يرفضون انتقاد المدرب الفائز، بحجة أنّ أسلوبه جلب الانتصار في نهاية المطاف. لكن في الواقع لم يكن ريال مدريد قريباً من الفوز بشكل حقيقي سوى في الشوط الإضافي الثاني، ما عدا ذلك كان الفريق يحاول الدفاع عن مرماه وانتظار فرج بنزيما وفينسيوس جونيور.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    مشكلة أنشيلوتي أنه ما زال يعيش في الماضي، ولا يدرك أنه يواجه نسخة سيئة من برشلونة. احترام الغريم التقليدي شيء جيد، لكن ليس لهذه الدرجة. فمع كامل الاحترام للبرسا، يمكن لريال مدريد أن ينتصر بسهولة لو لعب بأسلوبه المعتاد في الموسم الحالي.

    من الإحصائيات المثيرة للاهتمام أن ريال مدريد لم يشن سوى 29 هجمة على مناطق برشلونة طيلة التسعين دقيقة. في المقابل شنّ الفريق الكتالوني ضعفي هذا الرقم تقريباً. وحتى إن كان هناك تكافؤ بالفرص الخطيرة، لكن الريال لم ينجح أبداً في فرض رتمه خلال اللقاء.

    مباراة مشابهة جداً للتي لعبها أنشيلوتي في ذهاب الليجا، تشعر لوهلة أنه يواجه برشلونة 2011، رغم أن الحقيق ليست كذلك أبداً. فالبرسا الحالي لا يملك المقومات الحقيقية التي تجعله يكون نداً حقيقاً لريال مدريد، إلا أن أراد المدرب الإيطالي ذلك.

    برشلونة جريء لدرجة التهور

    يمكننا التصفيق لبرشلونة على ما قدمه في هذه المباراة، وعلى الجرأة التي تحلى بها تشافي هيرنانديز بإصراره على اللعب بأسلوب البرسا المعتاد، وفي الحقيقة كان الفريق ممتاز جداً على الصعيد الهجومي، وهناك تطور ملحوظ عن المباريات السابقة.

    ولكن! هذه الجرأة من برشلونة دفع ضريبتها خسارة المباراة، بل وربما تلقي أهداف عديدة لولا الرعونة التي تعامل بها مهاجمي ريال مدريد مع الفرص السهلة. وكحال أنشيلوتي أيضاً، تشافي ظن نفسه أنه يدرب الجيل الذهبي. وتغافل أنه اللاعبين الذين يملكهم ما زالوا بعيدين جداً عن فهم الأدوار المطلوبة منهم في المنظومة التي يريد خلقها، وبعضهم لن يفهم أبداً لأن مستواه لا يؤهله لذلك.

    كان يمكننا أن نمنح برشلونة العلامة الكاملة على ما قدمه في مباراة اليوم لو كان يدرك ما يفعله عندما يفقد الكرة، لكن ما كان يحدث في المباراة أمر مضحك للأمانة، لأن لاعبي ريال مدريد كانوا يشنون الهجمات المرتدة في فدانات من المساحات. وبمنظومة دفاعية كهذه لا يمكن تحقيق الألقاب، ويجب أن يلام عليها المدرب طالما أنه يحصل على الإشادة بأفكاره الهجومية.

    أفكار جميلة من تشافي

    هناك العديد من الأفكار التكتيكية المميزة لتشافي على الصعيد الهجومي، لكن قد يكون أبرزها هو الدفع ببيدري في الشوط الثاني في عمق الملعب وبالقرب من المهاجمين، وهو دور لم نكن نراه مع رونالد كومان ولا حتى مع لويس إنريكي، حيث كنا نشاهده أقرب للطرف الأيسر.

    تشافي يدرك جيداً أن مشكلة ريال مدريد ليست في الأطراف، وإنما في عمق الدفاع، ولذلك أسقط بيدري في هذه المنطقة، وبالفعل خلق الفريق خطورة كبيرة من خلالها. بل كاد أن يسجل هدف بشكل مباشر عبر تسديدة مرت بجوار القائم.

    لماذا كامافينجا وليس هازارد؟

    تبديلات أنشيلوتي لم تكن سيئة في مباراة اليوم، بل كانت جيدة حتى وإن كان توقيتها ليس مثالياً. باستثناء التغيير الذي دفع به بإدواردو كامافينجا بدلاً من فينيسيوس جونيور، متجاهلاً إيدين هازارد بشكل كامل.

    ليس دفاعاً عن هازارد السيء جداً، ولكن الأشواط الإضافية كانت بحاجة للاعب بمواصفاته قادر على الاحتفاظ بالكرة ويملك السرعة بالارتداد، ليس شرطاً أن تكون محللاً بارعاً لتكتشف هذه النقطة، فالأمور لم تكن بحاجة لكل هذا التعقيد من جانب المدرب الإيطالي.

    الأكثر غرابة أنه اعتمد على كامافينجا في مركز الجناح الأيسر كمعوض مباشر لفينيسيوس جونيور، وبالتالي لم يكن الهدف من إشراكه هو زيادة الكثافة العددية في وسط الملعب. وجميعنا شاهد نتيجة هذا القرار عندما وجد النجم الفرنسي الشاب نفسه بمواقف غير معتاد عليها وأهدر فرصتين محققتين للتسجيل.

    إن كان أنشيلوتي ناقماً على هازارد ولا يثق بحالته البدنية، كان يمكن بسهولة تحول كريم بنزيما إلى الجبهة اليسرى والدفع بلوكا يوفيتش الذي قدم مردود طيب في المباريات التي شارك بها خلال الأسابيع الأخيرة.

    ريال مدريد لا يحسم

    للأمانة، هذه المشكلة لم تظهر على ريال مدريد اليوم فقط، بل منذ بداية الموسم، نادراً ما نجد ريال مدريد يحسم المباريات في وقت مبكر، بل نجد الفريق يعاني في معظم المواجهات حتى صافرة النهاية.

    وهذه المشكلة تنقسم إلى محورين، الأول هو الاستهتار وعدم التركيز في الثلث الأخير من الملعب عندما يكون الفريق متقدماً، وبالتالي يهدر اللاعبين فرص سهلة للغاية. أما المحور الثاني متعلق بفلسفة أنشيلوتي، المتمثلة بمحاولة الحفاظ على التقدم بدلاً من زيادة الفارق في النتيجة وحسم الأمور.

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة