ريال مدريد - الدوري الإسباني

سبورت 360 – لم يعد محور النقاش هل استحق ريال مدريد استحق الهزيمة من إسبانيول أم لا، بل تحولت المسألة إلى خروج الريال بهزيمة مثالية بالنظر لما حدث في المباراة، لأنه كان يمكن أن يتلقى خسارة مذلة تخلد في كتب التاريخ.

ريال مدريد قدم شوط أول سيء جداً على جميع الأصعدة، واستقبل هدف بالدقيقة 19 في لقطة تكررت كثيراً هذا الموسم. وفي الوقت الذي انتظرنا فيه انتفاضة في الشوط الثاني، دخل الفريق بنسخة بائسة ومحبطة، وتمكن إسبانيول من إضافة الهدف الثاني، وأهدر أكثر من فرصة محققة للتسجيل. قبل أن ينتفض كريم بنزيما وحدة ويسجل هدف يحفظ به ماء وجه الفريق.

يمكننا انتقاد أي لاعب من ريال مدريد وسنكون محقين في ذلك، أو أن نسلط الضوء على بعض اللقطات التي ارتكب فيها أحد اللاعبين خطأ فادح في التغطية أو بالتعامل مع الموقف، لكن لكثرة اللاعبين السيئين، ووجود هفوات لا يمكن حصرها، لا يمكننا سوى لوم شخص واحد وهو المدرب كارلو أنشيلوتي. وفي هذا التقرير سوف نستعرض الجرائم الكروية التي ارتكبها المدرب الإيطالي في مباراة اليوم.

كروس لاعب ارتكاز .. خطوة أولى لتدمير ريال مدريد

النجم الألماني في أفضل فترات مسيرته، وعندما كان في كامل لياقته، لم يكن يجيد دور لاعب الارتكاز، فلك أن تتخيل القرار الذي اتخذه كارلو انشيلوتي بالاعتماد عليه في هذا المركز ضد إسبانيول واللاعب أصبح متقدماً بالسن وأقل عطاءً على الصعيد البدني، كما أنه عائد من إصابة طويلة.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

المشكلة الأكبر أن أنشيلوتي دفع بلاعبين اثنين يمكنها اللعب في هذا المركز وتعويض كاسيميرو، لكن كارليتو قرر كسر قوانين المنطق بشكل كامل، واعتمد على فالفيردي وإدواردو كامافينجا كأجنحة على الأطراف، وترك كروس كلاعب ارتكاز وبجواره لوكا مودريتش الذي كان متكفلاً بالأدوار الهجومية.

أنشيلوتي أفقد ريال مدريد جميع عناصر القوة بسلسلة من القرارات العشوائية، فمن جهة خسر العمق في وسط الملعب بإبعاد كامافينجا وفالفيردي على الأطراف، ومن جهة أخرى أفقد الفريق الإيقاع لأن توني كروس ومودريتش مشغولان بتأدية ادوار أخرى.

لو منحنا أي مدرب في العالم 4 لاعبين في وسط الملعب وهم كروس ومودريتش وكامافينجا وفالفيردي، وطلبنا من هذا المدرب أن يشكل لنا خط وسط صلب وقادر على السيطرة والإبداع، فالطبيعي حينها أن يقوم بتحرير اللاعبين الأعلى جودة على الكرة والأكثر خبرة وهما كروس ومودريتش، وترك الأعمال البدنية الصعبة على اللاعبين الأصغر سناً والأقواى بدنياً وهما كامافينجا وفالفيردي، لكن أنشيلوتي فعل العكس تماماً. ولو استمريت تفكر في هذا الأمر لمدة سنة لن تكتشف ما هو الهدف من هذه التوليفة الغريبة.

ريال مدريد – الدوري الإسباني

لماذا لا يلعب أنشيلوتي بخطة طبيعية؟

سؤال طرحته في أكثر من مباراة، ولم أجد أي إجابة عليه. أنشيلوتي مصمم في كل مباراة على اختراع خطة جديدة وتقديم تشكيلة مختلفة، وهو أمر غريب جداً لأن الفريق كان يؤدي جيداً في بداية الموسم، حتى لو ظهرت عليه بعض المشاكل الدفاعية.

ريال مدريد من نوعية الفرق التي تحب اللعب بـ4-3-3 التقليدية وما ينتج عنها من تفرعات، في هذه الخطة يشعر اللاعبين بالراحة، ويكون الفرق متوازناً بدرجة كبيرة، وحتى إن كان لا بد من تغيير هذا الشكل، يجب أن يكون ذلك بشكل جزئي وبسيط، وليس تغيير المنظومة والرسم بشكل كامل، بحيث يشعر كل لاعب أنه يلعب في مركز مختلف عن المعتاد عليه، ومطلوب منه أدوار لا يعرف أي شيء عنها.

في كل مباراة لريال مدريد تجد أنشيلوتي يغيّر في التشكيلة، وفي الخطة، وفي توظيف اللاعبين، وهذا يجعل الفريق غير مستقر، وغير قادر على إيجاد الرتم الذي اعتاد عليه، والعشوائية التي ظهرت اليوم في أداء الفريق وتحركات اللاعبين توضح ذلك بشكل جيد.

ما هو الشيء الذي يمنع أنشيلوتي من الاعتماد على لاعب ارتكاز صريح سواء أكان كاسيميرو أو بلانكو أو فالفيردي أو كامافينجا، وأمامه الثنائي لوكا مودريتش وتوني كروس أوبدلائهم، وفي خط الهجوم جناحين ورأس حربة؟ ريال مدريد يلعب بهذا الشكل منذ 7 سنوات ودائماً ما يكون المسيطر في الملعب حتى لو تعثر بين الحين والآخر، بينما نرى الآن فريقاً غير قادر على الاستحواذ، وعاجزاً عن فرض أسلوبه طوال التسعين دقيقة.

لماذا يلعب ناتشو في ريال مدريد؟

سؤال علمي آخر عجز الجميع عن إجابته! ناتشو قدم أداء كارثي في جميع المباريات التي خاضها هذا الموسم بلا استثناء، عندما لعب كقلب دفاع اندفع وترك مساحات خلفه، وهو ما تكرر اليوم أيضاً، وعندما تم الاعتماد عليه كظهير أيمن ضد تشيريشيف لم يظهر هجومياً ولا دفاعياً، أما في مركز الظهير الأيسر، فهو لا يعرف حتى ماذا يفعل بالكرة وأين يتحرك عندما يتم توظيفه به.

نرى أنشيلوتي يعاقب الشاب ميجيل جوتيريز في كل تعثر ويبقيه على دكة البدلاء، رغم أنه ظهير أيسر جيد، وحتى لو كان يفتقر للخبرة، لكن لديه الجودة ويعرف أساسيات هذا المركز. في المقابل قدم ديفيد ألابا أداء جيد نسبياً كقلب دفاع وكان هناك انسجام كبير مع إيدير ميليتاو. في حين أن لوكاس فاسكيز قادر على تعويض داني كارفاخال إلى حدٍ ما في مركز الظهير الأيسر. ولكل هذه الأسباب، لا أعلم لماذا يلعب ناتشو في كل مباراة وهو سيء بجميع المراكز، ويخلق عشوائية في المنظومة الدفاعية بشكل كامل.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة