روبيرت ليفاندوفسكي .. عن الشوق والاحتراق في انتظار الموعد

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • روبيرت ليفاندوفسكي - بايرن ميونيخ - الدوري الألماني

    سبورت 360 – كتب الشاعر السوداني الهادي آدم واحدة من أعذب الكلمات التي تغنت بها السيدة أم كلثوم، تلك الأغنية التي لحنها محمد عبد الوهاب والتي مازالت منذ 50 عاماً أغنية يُمكن أن تُعلن بها الترقب لكل شيء، حتى وإن لم يكن هناك شيء..لعذوبتها.

    ظلت كرة القدم حبيسة لسنوات في انتظار السادة والعمالقة من أكبر ناديين في إسبانيا وأكثرهم شهرة وسيطاً في العالم وهما برشلونة والريال، أن يتنازلوا عن هيمنتهم التامة لأجل أن يمنحوا تلك الجوائز لآخرين.. والتي بطبيعة الحال كانت ترجمة لتفوق وثورة الكرة الإسبانية.

    تلك الهيمنة طالت والظن في أوقات كثيرة هي أنها لم تكن لتنتهي وخصوصاً أن الريال والبارسا يملكان أكبر موثوقية تجارية وتسويقية وهذا ينطبق على كل من ارتدى قميصهما على مدار أكثر من عقد ونصف.


    أدب كرة القدم ..مقال أسبوعي يربط عالم الرياضة وكرة القدم بلغة الأدب والفنون

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية


    سحابة أيسلندا نقلته من بلاكبيرن..إلى الأفضل في العالم

    ليفاندوفسكي

    ليفاندوفسكي

    ليفا ، كان مهاجماً بولندياً يافعاً بعمر الـ21 ربيعاً يبحث عن فرصة مثله مثل عشرات ومئات اللاعبين من شرق أوروبا في أي نادٍ، ونعم أقصد أي نادٍ تحديداً كان ذلك النادي هو بلاكبيرن روفرز في عام 2011 حيث كان ينتظره المدرب سام ألاردايس ليرى ما يملكه هذا الشاب القادم من ليخ بوزنان.

    لكن عندما يتعلق الأمر بالحظوظ والفرص ,والأحداث العشوائية فقد تم تأجيل رحلة طيرانه إلى إنجلترا بسبب سحابة الرماد في أيسلندا في عام 2010 والتي تسببت في إلغاء جميع الرحلات الجوية لمدة 6 يام في أبريل 2010 : “كنا ننتظر ليفاندوفسكي في مطار مانشستر وبعد أن تم إلغاء الرحلة بأسبوع أو أسبوعين وقع عقداً مع بوروسيا دورتموند..لا أتذكر وقتها أنه كان هناك أي مقال أو إشارة للاعب بهذا الاسم في الصحافة” على حد وصف المدرب سام ألاردايس..وفعل القدر ما أراد.. لقد انتظره ألاردايس..لكن ليفا وجد عاشقاً آخر ينتظره.

    ، رسم القدر حياة أخرى تماماً لليفاندوفسكي.. كما صدفة عمياء تماماً، تسببت واقعة مُعينة في تغيير مسيرته..فماذا كان سيحدث لو انتقل إلى بلاكبيرن؟، هل كان حتى سيحصل على نفس تلك الشهرة بنفس السرعة.. لا أحد يعرف، لكن ما يُعرف هو أن دورتموند هو النادي الأكثر قدرة على جلب اللاعبين المغمورين والصغار وتنشئتهم مع طريقة لعبه الواضحة وأسلوبه الهجومي في إظهار كامل الموهبة، هذا النادي الذي لديه القدرة على الانتظار، مثل العاشق الذي تغنت أم كلثوم به وهو ينتظر.

    تغيرت ملكية نادي بلاكبيرن روفرز واستقال ألاردايس بعد أن حاول الملاك الجدد فرض سياسة تعاقدات جديدة عليه، لتتحول حياة ليفاندوفسكي من مهاجم ينتظر قراراً من عمالقة الاستثمار بشأنه وشأن مدربه، إلى هداف يلمع مع فريق دورتموند الذي فاز بلقب الدوري الألماني.

    من الأمور المثيرة حقاً الذي يُمكن ربطها بفكرة “الصدفة” أن بطل مقالنا هذا هو من بولندا تلك البلد التي أنجبت واحداً من أبدع المخرجين السينمائيين حول العالم وهو كرزيستوف كيسلوفسكي والذي أبدع فيلماً، باسم “الصدفة العمياء”.. وكان ذلك العمل يتحدث عن نفس فكرة المقال، ماذا لو حدث هذا أو لم يحدث ذاك لبطل الفيلم..وكيف تغيرت حياته واختلفت الدروب بتفاصيل يومية حياتية بسيطة.

    في كل هذه السنوات كان صاحب “الصدفة العمياء الكروية” يتألق مثل الكثيرين في البوندزليجا الألمانية وخارجها، وشهدت الكرة الألمانية عصراً ذهبياً بوصول فريقيها لنهائي دوري الأبطال ثم فوز منتخب يواخيم لوف بكأس العالم 2014، لكن لم يكن لهؤلاء النجوم والمواهب الكبيرة فرصة حتى للحلم بإزاحة كريستيانو رونالدو و ليونيل ميسي من المشهد.

    مع ذلك ظلت ليفاندوفسكي يسجل أرقاماً ثابتة ومثيرة للإعجاب كل موسم، في انتظار أن تخفت الأضواء يوماً عن مُحتكري جوائز الأفضل في العالم، وكانت هناك حاجة ماسة لحدوث معجزة.

    العاشق البولندي استحق احتفالاً بمسيرته

    روبيرت ليفاندوفسكي - بايرن ميونيخ - الدوري الألماني

    روبيرت ليفاندوفسكي – بايرن ميونيخ – الدوري الألماني

    جمع البولندي الذي ظل مقترناً بالرحيل إلى ريال مدريد لسنوات ما بين قدرات رأس الحربة رقم 9 الفريدة في الرأسيات وإنهاء الكرات، وكذلك بأناقة في التحركات وإفساح المجال لزملائه وهي قدرة فريدة من نوعها جعلته المهاجم المثالي في ذلك العقد وعبقري غير معترف به، لاعب يجمع ما بين الفنيات الهولندية والإنجليزية والشرق أوروبية، لكن للاعتراف به والصعود لمنصة التتويج بجائزة فردية كان عليه أن ينتظر.

    صاحب الصدفة العمياء..ليفاندوفسكي يصنع التاريخ

    ليفاندوفسكي مع كتيبة فليك

    ليفاندوفسكي مع كتيبة فليك

    الانتظار لقطف الوردة واستلام جائزة الفيفا كأفضل لاعب في العالم كان نتاج الحفاظ المستمر من سوبر ليفا على مهاراته مع الانضباط البافاري المعروف في نادي بايرن ميونيخ،والصبر الذي تعلمه من إخفاقات منتخب بلاده “بولندا” والتي رغم أنها تمتلك تاريخاً عادياً في كرة القدم لكنها أنجبت في عقود وسنوات سابقة بعضاً من اللاعبين الجيدين حقاً، وكان أبرزهم بونياك الذي تأهل مع بولندا لنصف نهائي كأس العالم 1982 وكان ثالثاً في ترتيب جائزة البالون دور لأفضل لاعب في العالم بنفس العام، وكان حينها لم يخرج بعد من الدوري البولندي للانتقال إلى يوفنتوس.. لكن في زمن بونياك كانت بولندا أعتى كروياً من هذا الوقت الحالي..مما يُعظم من إنجاز روبيرت.

    كان لا بد للعاشق الذي قالت عنه كوكب الشرق “آه كم أخشى غدِ هذا وأرجوه اقتراباً” كما ابن الثانية والثلاثين عاماً وهو يسمع بإلغاء فرانس فوتبول حائزة الكرة الذهبية لهذا العام بسبب جائحة كورونا .. كانت جائزة الفيفا هي النعيم الذي استحقه روبيرت ليس فقط بعد فوز كتيبة هانز فليك بدوري الأبطال لكن لكامل مسيرته ..وهكذا يحتمل العمر نعيماً وعذابا.

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة