بعد خسارة لقب الدوري الإسباني .. هل أخطأ برشلونة بإقالة فالفيردي؟

سيئات فالفيردي مع برشلونة

المدرب الباسكي دمر أسلوب لعب البارسا، لم يعد الفريق معه يقدم الكرة الجميلة التي اعتاد عشاق البارسا مشاهدتها في مباريات الفريق الكتالوني، مع تحطيم مسيرة عدة لاعبين مثل البرازيلي فيليب كوتينيو و مواطنه مالكوم و الإسباني كارليس بيريز.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

السيئة الأكبر لفالفيردي كانت الخروج المهين الذي اعتاد عليه في دوري أبطال أوروبا، جرح لم يلتئم حتى الآن حتى بمرور الوقت، و لم ينس النادي ولا جمهوره الخروج بفضيحة كروية في ملعب الأولمبيكو على يد روما، و بعد الكارثة، ظن الجميع أن فالفيردي و رجاله تعلموا الدرس قبل مواجهة ليفربول، لكن الأمر عاد ليصبح كارثياً مرة أخرى، و ودع البلوجرانا التشامبيونزليج بفضيحة جديدة بالخسارة برباعية دون رد في أنفيلد رود.

المدرب السابق للبارسا كان لديه قائمة مميزة من اللاعبين، أفضل من المتاحة حالياً لدى المدرب سيتيين، لكن الأول أساء استخدامها فضلاً عن تسببه في بيع بعض نجوم أكاديمية لا ماسيا مثل كارليس بيريز، كارليس ألينيا ، خوان ميراندا و حتى الوافد الفرنسي جان كلير توديبو، تحرك إدارة البارسا للتعاقد مع سيتيين جاء لتنظيف الفوضى التي قام بها فالفيردي في الفريق.

المدرب الباسكي كان سيئاً في عملية التناوب خاصة في الشوط الثاني من المباريات، و كانت قراءته للمباريات ضعيفة ولم يكن قادر على تحمل ضغط بعض المباريات، و لم يملك القدرة على اخراج أفضل شيء من داخل نجوم الفريق وعلى رأسهم ليونيل ميسي ، حتى أنه لم يستطع اختيار التشكيلة المثلى للفريق بعد عام كامل من التواجد على كرسي تدريب البارسا.

صحيح أن فالفيردي ترك الفريق في الصدارة، لكن خسارة بعض النقاط السهلة أمام فرق النصف الثاني من الجدول ، ضيعت اللقب في النهاية على النادي، و كان وصول كيكي لخلافته فقط محاولة لإنقاذ الوضع دون أن تعرف للنجاح طريقاً، لكن يعيب على إدارة بارتوميو توقيت الإقالة فقط، لو كانت النية موجودة ، كان يجب إقالته فور الخسارة من ليفربول ،أو حتى الانتظار لنهاية الموسم.

 إيجابيات في حق فالفيردي                   

البارسا كان أفضل تحت إمرة فالفيردي و كان الفريق على الأقل سيضمن تحقيق لقب الليجا ، وإن كانت الإدارة تريد حقاً التخلص منه، كان يمكن أن يحدث ذلك مباشرةً بعد فضيحة روما أو كارثة ليفربول، أو في نهاية الموسم الذي عرف فيه انتداب سيتيين.

ربما يكون قرار اقالة فالفيردي في يناير ، هو سبب معاناة الفريق في بقية الموسم، القرار كان توقيته غير صائب بالمرة، لا يمكن أن تقيل مدرباً من منصبه و هو في صدارة دوري من الدوريات الكبرى، لمجرد خسارة مباراة واحدة فقط ، و هو الأمر الوارد بالطبع.

حتى تشافي هيرنانديز، الذي يعتبر أسطورة من أساطير برشلونة ، كان ذكياً ورفض فكرة تولي تدريب الفريق في منتصف الموسم، سيتيين الذي قدم شكلاً مميزاً مع ريال بيتيس قبل المجازفة ووقع على عقود انتقاله لبرشلونة في يناير، و ها هو يدفع الثمن ، قد يقال من منصبه في نهاية الموسم، و يغلق كتاب مسيرته التدريبية على صفحة لم يحن موعد اغلاقها بعد، و ربما لن نراه في كرسي تدريب فريق كبير آخر بعد برشلونة، إلا لو تعاقد معه رجل مثل إريك أبيدال من جديد.

ولنصبح أكثر واقعية ينبغي علينا أن نؤكد أن الكارثة التي يعيشها النادي الكتالوني لم يكن فالفيردي سبباً فيها، و لا يمكن لوم سيتيين عليها في نفس الوقت، إنها أخطاء الإدارة السيئة برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو والتي تحتاج إلى مقال مفصل لسرد تفاصيلها.

الحقيقة أن إدارة برشلونة قررت طرد فالفيردي بعد مباراة قد تكون الأفضل للفريق هذا الموسم، إلا أن نهايتها بالخسارة ضد الأتليتي جعلت رقبة المدرب على طاولة النادي، لكن ذلك كان يمكن تجنبه، و ليونيل ميسي نجم الفريق قال أن فالفيردي غير ملام في الخسارة ضد روما و ليفربول.

المدرب الباسكي كان يعرف جيداً كيف يواجه الفرق الكبرى عكس سيتيين الذي تعثر كثيراً ضد الكبار كما سبق الذكر، في الوقت ذاته لا يمكن أن نعتبر تحركات النادي و الصفقات المبرمة مسؤوليته، و لا يمكن لومه على ارتفاع معدل أعمار نجوم الفريق مثل ليونيل ميسي ، لويس سواريز، جيرارد بيكيه و سيرجيو بوسكيتس.

و وقف فالفيردي على منصة التتويج بالألقاب مع برشلونة 4 مرات ، مرتين كبطل للدوري الإسباني ، و مرة كبطل للسوبر الإسباني ومثلها كبطل لكأس ملك إسبانيا.

سيتيين وفالفيردي .. فترة البناء والهدم

نعم بداية سيتيين كانت جيدة و لكن بمرور الوقت ظهر الفريق وكأنه نسخة من فريق فالفيردي، ورأينا إدير سارابيا مساعد كيكي يغضب أمام الكاميرات لأن أسلوب لعب الفريق لم يسر كما كان مخططاً، و هو ما قاله سيتيين بنفسه في أولى تصريحاته بعد تعاقد البارسا معه ” أضمن لكم شيئاً واحداً فقط وهو أننا سنلعب بشكل جيد”.

وتنال بعض الانتقادات من المدرب الحالي سيتيين بالقول أنه هدم ما بناه فالفيردي في الليجا، لكن يمكن القول أن عوامل كثيرة ساهمت في هروب بعض النقاط من أيدي كتيبة سيتيين وذهاب اللقب في نهاية المطاف إلى ريال مدريد، خاصة الأجواء المشتعلة داخلياً في الإدارة و التخبط الإداري و عدم التخطيط الجيد وقصور قائمة الفريق.

و بالنظر إلى المباريات التي تعثر فيها سيتيين و تلك التي أهدر فيها فالفيردي النقاط مع برشلونة هذا الموسم نجد أن سيتيين فقد نقاط ضد فالنسيا ، ريال مدريد ، أتلتيكو مدريد و سيلتا فيجو ،أوساسونا، أما فالفيردي فقد فوت على البارسا حصد النقاط الثلاث في مباريات غرناطة ، ليفانتي ، ريال مايوركا و إسبانيول.

التوقيت والخليفة المختار

نحن لا نقصد هنا أن نلقي التهمة على فالفيردي أنه أهدر نقاط أمام منافسين أسهل من سيتيين، بالعكس ، المقارنة بينهما قد تكون ظالمة بعض الشيء لأن إرنستو كان مدرباً كبيراً وفاز بالألقاب قبل الوصول لكرسي تدريب البارسا حيث نال 5 ألقاب مع أولمبياكوس اليوناني ولقباً مع أتلتيك بلباو ، بعكس سيتيين الذي لم يفز بأي شيء في حياته بأسره و كان ريال بيتيس هو أكبر فريق تولى تدريبه.

ألا يفوز الفريق بلقب السوبر الإسباني لم تكن كارثة، و أن يخسر ضد الأتليتي ، خلال 80 دقيقة قدم الفريق مباراة كبيرة ضد الفريق المدريدي لم يكن شيئاً يستحق أن تهدم بسببه المعبد في منتصف الطريق ، المباراة فقط عرفت انقلاباً وفي ظرف 10 دقائق فقط ، حيث انقلبت الأمور بسبب أخطاء الدفاع وهو أمر قابل للحدوث مع أي فريق.

كلنا ندرك تمام الإدراك أن أسهل قرار يمكن أن تأخذه إدارة أي ناد، هو اقالة المدرب، و هو ما حدث مع فالفيردي في برشلونة، فبدلاً من علاج المشكلة الرئيسية في جسد النادي، رجال بارتوميو قطعوا القدم التي كانت تسير صوب التتويج بلقب الليجا وذهبت للتعاقد مع مدرب لا يعرف طعم الألقاب ويغريهم بالكرة الجميلة، و في النهاية لم تذق أسوأ إدارة مرت على تاريخ برشلونة أي من الإثنين ، لا عنب الشام ولا بلح اليمن!

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب