تشيلسي

سبورت 360 – “شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.

قبل 11 سنة ويوم بالضبط، نجح برشلونة في التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، على حساب تشيلسي الإنجليزي، في مباراة كثُر عنها القيل والقال على الصعيد التحكيمي.

ويعتقد قطاع عريض من متابعي كرة القدم، بأن تشيلسي ظُلم تحكيمياً في تلك المباراة، حيث طالب لاعبو البلوز بعدة ركلات جزاء، ومن منا لا يتذكر احتجاج مايكل بالاك على حكم اللقاء في الدقيقة الأخيرة من اللقاء.

شمس الحقيقة لا تُحجب بغربال:

بلا شك، زادت شدة احتقان جماهير تشيلسي بعدما اعترف الحكم النرويجي توم هينينج أوفريبو، الذي أدار إياب نصف نهائي البطولة عام 2009، بوقوعه في أخطاء غيرت مسيرة تلك المواجهة، وبأنه “لا يمكن أن يكون فخوراً بأدائه”.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

ولكن الحقيقة تقول إن تشيلسي استفاد كثيراً من تلك الأخطاء ولولاها لحسم برشلونة مسألة تأهله دون تعقيد، وما وصفها ا
البعض بفضيحة القرن، وما قال عنها آخرون إنها واحدة من أسوأ مباريات نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على الإطلاق.

دعونا نبدأ من مباراة الذهاب، والتي انتهت بالتعادل السلبي 0/0 بملعب الكامب نو، ففي هذا اللقاء ارتكب تشيلسي 20 خطأ مقابل 7 لبرشلونة، ونجا مايكل بالاك من طردٍ كان سيمنعه من الاحتجاج في موقعة الإياب أصلاً.

كما شهدت الدقيقة 42 من عمر اللقاء، حرمان صامويل إيتو مهاجم برشلونة من انفراد واضح بسبب تسلل لا وجود له، حيث أكدت عدسات الكاميرا أن النجم الكاميروني كان في موقف سليم قبل خروج الكرة من قدم أندريس إنييستا.

وعرفت الدقيقة 73، حرمان تيري هنري من ركلة جزاء لا نقاش فيها، إثر عرقلته داخل مربع العمليات من طرف مدافع تشيلسي، جوزيه بوسينجوا، الذي كان وقتها يحمل القميص رقم 17.

وفي الدقيقة 83، اعترض مايكل بالاك سبيل أندريس إنييستا من على مشارف الجزاء، وطالب لاعبو برشلونة بإنذار اللاعب الألماني، لكن الحكم ستارك تعاطف مع مواطنه، لأنه يعلم بأنها ستكون البطاقة الصفراء الثانية للاعب تشيلسي (حصل على الأولى إثر تدخله بشكل عنيف على تيري هنري).

دعونا الآن نأتي لمباراة الإياب، والتي قيل عنها الكثير، وسنبدأ بالدقيقة 65 والتي شهدت حصول إيريك أبيدال على بطاقة حمراء ظالمة، إثر سقوط نيكولا أنيلكا قرب منطقة الجزاء.

فالإعادة التلفزونية، أوضحت أن ديديه دورجبا قام بركل جيرارد بيكيه على الهواء قبل ثوانٍ من طرد ظهير برشلونة، كما أن نيكولا أنيلكا لم يلمسه أحد قبل سقوطه، بل عرقل نفسه بنفسه، ولكن حكم المباراة اعتقد بأن أبيدال هو من أسقطه، ويمكنكم العودة إلى اللقطة ومشاهدتها بالعرض البطيء.

GettyImages-86465849 (1)

كما شهد الشوط الأول لمسة يد على مايكل بالاك داخل منطقة الجزاء، إثر محاولة ليونيل ميسي لمراوغته وتمرير الكرة لزملائه من أجل التسجيل، ورغم أن ليو شاهد لمسة اليد إلا أنه لم يركض وراء الحكم كما فعل بالاك في الدقائق الأخيرة، وهو الذي لا يستحق التواجد بهذه المباراة أصلاً.

والخلاصة، أن برشلونة وتشيلسي كلاهما استفادا من أخطاء التحكيم، ولكن النادي الكتالوني تضرر أكثر من تلك الهفوات سواء في مباراة الذهاب أو مواجهة الإياب.

ومما لا شك فيه أن الحديث عن الأخطاء التحكيمية عقب الخسارة هو الخيار الأسهل لأي فريق سقط في مواجهة مصيرية.

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة