لابورتا ينتقد صفقة هازارد .. عندما نكذب ونكون أول المصدقين

رامي جرادات 15:11 10/06/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تعلمون ما هو أكثر شيء مزعج ممكن أن تسمعه؟ ببساطة أن ينسب أحد الأشخاص نجاحاً لنفسه لم يكن له أي علاقة به، أو على الأقل لم يكن دوره بتلك الأهمية التي يصدع رؤوسنا بها ليلاً نهاراً، شخص تقمص دور البطولة بعد أن سرق السيناريو من الكتاب وقام بتعديله على هواه.

    مشكلتنا كبشر نعمم كل شيء، فكما نعمم خوفنا من “الغول” ونحوله إلى رهاب من كل شيء نسمع عنه ولا نراه، فنحن نعمم الفشل والنجاح أيضاً، عندما تنتصر مجموعة ما، يتحول جميع أفرادها إلى أبطال، لا نركز بالتفاصيل، ليست مهمة، وهناك بالطبع من يملك الدهاء الكافي ليوهمك أنه كان الأب الروحي لواحدة من أعظم قصص النجاح في تاريخ كرة القدم.

    خوان لابورتا رئيس برشلونة السابق هو الشخص الذي سوف نسقط كلامنا عليه، بل ما ذكرناه كُتب من أجله، بالطبع هو بطل قومي لدى جماهير برشلونة، ويعتبر واحد من أفضل الرؤساء في تاريخ النادي نظراً لكمية الألقاب التي تحققت في عهده، لا يهم كم قضية اختلاس رفعت ضده، الأهم أنه لم يكن الرئيس الذي تعاقد مع أندريه جوميز.

    الرئيس السابق انتقدت صفقة انتقال إدين هازارد لريال مدريد بشكل غير مباشر، بل وانتقد سياسة فلورنتينو بيريز وجميع الرؤساء الذين يصرفون ببذخ لتدعيم فرقهم، وصرح قائلاً “لست مؤيداً لسياسة الانتقالات هذه، لا أحب صرف الأموال على التعاقدات مقابل إهمال الأكاديمية، كان لدينا فلسفة مختلفة في برشلونة، وهي الاعتماد على المواهب في النادي”.

    هل من أحد سمع عن قصة التخلي عن ليونيل ميسي التي كانت ممكن أن تحدث عام 2003 عندما استلم لابورتا رئاسة برشلونة؟ سوف أخبركم، الأخير طلب من نائبه روسيل أن يقوم بسياسة تقشف من أجل تخفيض المصاريف في النادي، وهذه السياسة شملت التخلي عن بعض النجوم في النادي، وطال ذلك أيضاً فرق الفئات السنية مثل سيسك فابريجاس الذي تم بيعه لآرسنال، وميسي كاد أن يكون أحد الضحايا أيضاً، حيث كان وجوده بالنادي يزيد من أعباء المصاريف بسبب تحمل تكاليف إقامة والده خورخي في إسبانيا.

    تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

    لولا تدخل جييرمو أويوس مدرب الفريق الثاني، لكانت أسطورة البرغوث لم تصنع في البرسا، لأنه قام بتأمين وظيفة لخورخي والد ميسي في شركة صديقه رجل الأعمال أنتوني فيلاتا، مقابل الحصول على نسبة من الأموال في حال وصول البرغوث للفريق الأول.

    ما علاقة لابورتا بالأمر؟ نعم، لم يكن له علاقة مباشرة لأن بارتوميو لم يكن يعرف ميسي أساساً حينها، وغير مهتم بمعرفته، فقد كان مشغول بسوق الانتقالات ومحاولة التعاقد مع رونالدينيو مقابل 30 مليون، بالمناسبة تلك كانت أغلى صفقة يبرمها النادي في تاريخه بعد صفقة أوفرمارس، وكان هذا المبلغ يعادل 100 مليون مقارنة بالأسعار الحالية، على الأقل أصبحت تعلم الآن سبب المقدمة المبهمة للمقال.

    في عهد لابورتا، برشلونة أخرج أفضل جيل في تاريخ النادي من خريجي مدرسة لاماسيا، لكن الحقيقة أنه لم يكن له أي علاقة بهذا الأمر سوى أنه يجلس على كرسي الرئيس، فهناك العديد من الأشخاص المسؤولين عن هذا الإنجاز على رأسهم يوهان كرويف الذي وضع قواعد الأساس في الأكاديمية قبل وصول لابورتا بكثير، وأسماء مثل تشافي وبويول وفيكتور فالديز وأندريس إنييستا كانوا يلعبون بالفريق الاول قبل استلامه منصب الرئاسة، وبقية الاسماء مثل جيرارد بيكيه وفابريجاس تم بيعهم، أما بالنسبة لميسي، فالظروف ومجهود أشخاص مغمورين هم من أنقذوا كارثة رحيله وجعلوا من لابورتا شخصاً مهماً يمكننا كتابة أسطر طويلة عنه.

    لابورتا الذي يدعي أنه لا يتعاقد مع النجوم، تم في عهده التوقيع مع ديكو، رونالدينيو، صامويل إيتو، زامبروتا، تيري هنري، داني ألفيس .. الخ أسمعك تردد في عقلك أن هذه الصفقات كانت ناجحة، بالطبع كانت كذلك، لكن لابروتا ينتقد الآن مبدأ التعاقدات وليس مسألة نجاح الصفقات من عدمها.

    وخلال تواجد لابورتا كرئيس، لم يتم ترفيع أي لاعب من الأكاديمية للفريق الأول و وقام بصناعة الفارق حقاً، باستثناء سيرجيو بوسكيتس، أما بقية الأسماء فمعظمها رحل بعد بضعة مواسم بإسهامات شبه معدومة، الفريق كان خليط ما بين خريجي المدرسة السابقين مثل تشافي، بويول، إنييستا، فالديز ومن بعدهم ميسي، ونجوم آخرين تم انتدابهم بالأموال.

    وفي عصر لابورتا أيضاً تم إبرام صفقة زلاتان إبراهيموفيتش التي تقدر تكلفتها الحقيقة 85 مليون يورو، لأنها كانت تشمل دفع 50 مليون والتخلي عن صامويل إيتو الذي كان يعد واحداً من أفضل المهاجمين حينها، وبعد موسم واحد فقط تم الاستغناء عن السلطان السويدي، هذا المبلغ تم دفعه بدون حاجة حقيقة لهذه الصفقة من الأساس، وكانت فعلياً ثاني أغلى صفقة بالتاريخ بعد صفقة كريستيانو رونالدو، لا تتعجب، ما زلت أتحدث بالفعل عن نفس الشخص الذي انتقد قيمة صفقة هازارد، لم يفوتك شيء.

    دعونا لا نظلم لابورتا، فربما كان بالفعل يهتم بمدرسة النادي لكن الأمور لم تنجح معه كما كان يأمل لأن تلك المدرسة التي يتغنى بها أفضل ما أنجبته في عصره كان بيدرو رودريجيز، على أية حال، قد يكون محقاً واهتم فعلاً بمواهب لاماسيا، أو ربما لأنه كان منشغلاً بتحويل الأموال لأرصدته الخاصة في بنوك سويسرا بدلاً من صرفها في سوق الانتقالات!

    لست أنا من يتهمه بذلك، وإنما أرقام الميزانية، حيث سلم لابورتا النادي في موسم 2009-10 بأرباح (فارق الإيرادات والمصاريف) تبلغ 11 مليون يورو فقط، لك أن تتخيل، نادي بحجم برشلونة وبتلك الإنجازات الأسطورية التي حققها بتلك الفترة، وامتلاكه لاعب مثل ليونيل ميسي، لم تصل أرباحه السنوية لسعر لوكاس ديني.

    هذا ما جعل الرئيس التالي ساندرو روسيل يتهمه بالاختلاس ويرفع قضية في المحكمة، لكن للأمانة، تم تبرئته من هذه القضية بعد بضعة سنوات، وهذا أمر متوقع لأنه لم يكن هناك أدلة كافية بحسب القاضي، لابورتا رئيس يقوم بعمله بنحو جيد، لك الخيار في كيفية فهم الجملة الأخيرة.

    ما رأيك بفكرة الجيلاكتيكوس؟ “لا أحب هذه الطريقة في بناء الفرق” هذا كان جواب لابورتا على السؤال ! رئيس خدمته الظروف ليجد في فريقه لاعبين ضمن الأفضل في التاريخ بدون أي تدخل منه، وبضربة حظ استلمهم مدرب عبقري صنع أفضل كرة قدم ممكنة، ثم يخرج صديقنا لإلقاء محاضرة اقتصادية، هذا ما يسمونه أن تكذب وتكون أول المصدقين.

    هذه الفقرة (قصف جبهة) هدفها تسليط الضوء على تناقضات وتصريحات نجوم كرة القدم بطريقة حادة وساخرة أحياناً، وليس للتقليل من أي شخص أبداً.

    قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

    الأكثر مشاهدة