بعد إعلان برشلونة ضمه لأرتورو فيدال لاعب بايرن ميونخ، بصدد إجراوه للفحص الطبي، يصعب علي إنكار عشوائية برشلونة في تحديد ما يحتاجه من لاعبين لتعزيز تشكيلته وما إن كان له رؤية محددة لهذا الموسم ومستقبل النادي لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا في ظل تدعيم فرق أوروبية عدة لصفوفها لتحقيق هذا الهدف هذا العام.
فرغم اكتسابه لخدمات فيدال بمبلغ زهيد جداً وصل لـ18 مليون يورو، وهو ما يقل 17 مليون يورو عن قيمته السوقية، إلّا أن صاحب الـ31 عاماً يعد مجازفة للبرسا وخطوة في طريقٍ غامض. إذ هبط مستواه في الآونة الأخيرة مما جعله عرضةً للبيع في المقام الأول من النادي البافاري. هذا بالإضافة لمسألة تأقلمه مع رتم الفريق وطريقه لعبه. فرغم ممارسته خطة “التيكي تاكا” في عهد جوارديولا مع البايرن، إلّا أن عناصر برشلونة وطريقة توظيفه لها تختلف عن تلك التي مارسها فيدال.
هذا إضافةً لغموض دوره في النادي. أسيكون مطالباً بمساندة الهجوم والتواجد في أماكن تمكّنه من حسم الهجمات من خارج منطقة الجزاء أو التغطية الدفاعية في خسارة فريقه للكرة ومساعدته لهم في الهجمات المرتدة أم التوفيق بين كلى الدورين؟ أو على الأقل، تعويض دور باولينيو في خط الوسط وهو ما لا أراه ممكناً لبطئه على الكرة الشديد وبالنسبة للاعبٍ خاض 26 مباراة كأساسي فقط طيلة الموسم الماضي.
وهو ما يطرح لنا سؤالاً مهماً: هل في استطاعة برشلونة المنافسة على كل البطولات بما يملك من لاعبين الان؟ إجابتي هى نعم لكأس ملك إسبانيا والدوري، وذلك رغم تدعيم أتليتكو لصفوفه واتباع الريال لرؤية كرة قدم جديدة، أما دوري الأبطال، فبالتأكيد إجابتي هى لا.
تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية
فموسم انتقالات برشلونة بدا عشوائياً منذ انطلاقه. بين السعي في شراء وليان من تشيلسي في مركز الجناح الايمن الذي لهم فيه وفرة من اللاعبين في الفريق، ليقفزوا على مفاوضات مالكوم مع روما، والذي يعد جناح أيمن هو الآخر، هرباً من الـ70 مليون يورو التي طرحها أبراموفيتش عليهم لبيع وليان، متجاهلين حاجتهم لجناح أيسر، المكان الذي لا يوجد فيه إلا كوتينيو، إلا أنه كان يميل الى لعب هذا الدور من خط الوسط، وصولاً لخطف فيدال اثناء مفاوضاته مع الإنتر ..كل ذلك بغاية تبديل لاعب بلاعب دون التفكير في جلب صفقة كبيرة تنعش الفريق وتعطي مشجعيه أملاً في نية الفريق في “الفوز بكل شيء” كما قال مدربهم إرنيستو فالفيردي قبل أسبوع.
فبعد شراؤه لكليمنت لينجليت من إشبيلية، وهى ما أعدها صفقة رائعة، إلا أنه يعد بديلاً لياري مينا المحتمل إعلان مانشستر يونايتد تعاقده معه في أي لحظة والذي كان بديلاً هو الآخر لماسكيرانو المنتقل طليعة هذا العام للصين. أيضاً، آرثر ميلو، لاعب جيريميو البرازيلي، موهبة شابة في خط الوسط ذا رؤية حادة وتمريرات دقيقة وتمكن تام بالكرة وسرعة مباغتة، الا انه يظل شاب في سن الـ21، يصعب ان تكتفي به كبديل لإنييستا الساحر، كما يصعب ان تنافس به في البطولات الكبرى.
كليمنت لينجليت، مدافع برشلونة الجديد
اما فيدال، فقد قال فالفيردي بالامس ان سجلّه مماثل لباولينيو، اي انه بديله في الفريق، مما يضع برشلونة في دائرة اتهام بتقصره في إيجاد فكر منطقي محدد له للوصول لأهدافه هذا الموسم والتي تستلزم وجوده على منصة تتويج دوري الأبطال التي لم يغيب عنه لثلاثة أعوام متتالية فحسب، بل خرج منها في دور ربع النهائي واقتنصها غريمه الريال ليدخل بها التاريخ بإنجازٍ وضعه على أرضٍ ثابتة في سعيه لإعادة بناء نفسه.
إشاعات كتلك التي ربطت بوجبا ببرشلونة، كنت اتمنى ان يكون لها وجه من الحقيقة إلا ان فالفيردي نفاها قائلاً انها مجرد إشاعات وانه لا يسعى وراء لاعبون مرتبطون بأنديتهم. اعتقد ان برشلونة بحاجة ماسة للاعب مثل بوجبا، صفقة كبيرة إما في خط الوسط او الجناح الايسر او ان يختار ان تكون احداهما صفقة كبيرة. لن يضرهم إعادة النظر في ملف دي ماريا أو إيدين هازارد.
على برشلونة ان يعطي اي مؤشر لمنافسيه قبل مشجعيه، انه اهلٌ للمنافسة على لقب دوري الأبطال كما فعل اليوفي بصفقاته النارية والريال بطرح خطته الخالية من الضغوط والمليئة بالطموح وأتليتكو بإبقاؤه نجومه وتعامله بذكاء مع سوق الانتقالات وليفربول وصيف النسخة الماضية وصياد موسم الانتقالات. كل هؤلاء بالإضافة لمن لم يوفقوا في النسخة الماضية ويسعون للانتقام هذا العام. فهل من مُنادٍ لبرشلونة الغد؟
للتواصل مع الكاتب
قناة سبورت 360عربية على يوتيوب
