لويس إنريكي

تبدو إقالة إنريكي أو الإستغناء عن خدماته في نهاية الموسم أقرب من أي وقت مضى بعد الخسارة المهينة التي تلقاها فريقه في أبطال أوروبا، وبالرغم من كونها لا تعد الرباعية الأولى التي يتكبدها برشلونة في عهده؛ إلا أن هذه الأخيرة تبدو أكثر مهانة خاصة أنها على الأغلب ستكلف الفريق الخروج المبكر من أبطال أوروبا في عهد لم يفارق فيه البرسا دوري الأبطال قبل نصف النهائي أو دور الثمانية على أقل تقدير.

ويبدو من الصعوبة إيجاد شخص واحد على الأقل لايزال يدافع عن إنريكي أو ينسب له إنجازات برشلونة في الآونة الأخيرة، فالرجل حتى وفريقه بأوج إنتصاراته كانت الأصوات المناهضة له ذات صدى أعلى من تلك االمعترفة بفضله في هذه الإنجازات، بل كانت حجة مؤيديه تأتي في أغلب الأحيان هزيلة متشبثة بحقيقة أن الفريق يحصد البطولات في عهده إذاّ لا بد من أنه يفعل شيء ما بطريقة صحيحة!

في المجمل يبدو أن لإنريكي ثلاثة خطايا كبيرة كانت السبب الرئيسي لخسارته ثقة لاعبيه قبل جمهوره:

1-فلسفته التي كلفت برشونة العديد من النقاط

هذه الفلسفة التي عقدت الأمور على الفريق دون داعي في أغلب الأحيان، ويكفي التذكير بعقدة الأنويتا التي تكفل المدرب الأسباني بترسيخها بنفسه في سنوات إدارته لدكة برشلونة-قبل أن تفك بصعوبة في مباراة الكأس هذا الموسم- وذلك بإصراره على إراحة أهم عناصره متجاهلاً العامل النفسي بتكرار التعثر في هذا الملعب وتحويله لعقدة لدى لاعبيه. المداورة المبالغ فيها والقرارات الغريبة التي اتخذها كانت السبب الرئيسي في تصعيب الكثير من المباريات على فريقه والتي لولاها لكانت الأمور أسهل بكثير على برشلونة في الدوري، خاصة أنه لا ينافس أشرس نسخة من الغريم المدريدي، في الموسم الماضي مع تعثرات الفريق رفقة بينتيز ثم إقالته وتعيين زيدان في تجربته الأولى مع ذلك كاد أن ينتزع الدوري من أحضان البرسا بعد تقليص الفارق لنقطة يتيمة، وهذا الموسم يستمر في تقديم الهدايا الثمينة لكتيبة زيدان بدل من تعقيد الأمور عليهم.

تصفح الموقع الرسمي للدوري السعودي، وتابع أهم الأخبار، وأخبار كريستيانو رونالدو باللغة الإنجليزية

3D36DD2E00000578-4224946-As_the_Barcelona_players_trudged_back_to_the_halfway_line_they_k-a-16_1487150084133

2-شخصية ضعيفة غير قادرة على السيطرة على الدكة

منذ تعيينه وحتى اللحظة، بدا اللوتشو عاجزاً عن السيطرة على دكته، بداية من لامبالاة نجومه من إظهار عصيانهم إذا قرر تبديلهم في المباريات، أو حتى لومهم إياه علناً عقب الخسارة الأخيرة في الأبطال، وحتى فشله في السيطرة على سلوكيات لاعبيه سواء في وسائل التواصل الإجتماعي-مثال الفيديو الذي نشره ألفيس في الموسم الماضي الذي أثار غضب الإدارة- أو الحروب التي يشنها بيكيه كل حين على التحكيم التي وصلت لحد مهاجمته العلنية لرئيس رابط الليجا-التي حاولت الإدارة لاحقاً تداركها- وكذلك استفزاز الخصوم أو جماهير الخصوم في المباريات المحتدة، كل هذا كان يستطيع إنريكي تجنبه أو السيطرة عليه لو أنه نجح في فرض شخصيته على لاعبيه، وقد يكون سبب ذلك أنه لم يكن ذلك اللاعب النجم حاصد الألقاب الفردية أو الجماعية على غرار غريمه زيدان، ولم يأتي لبرشلونة بعد تجربة تدريبية ناجحة توازي نجاح الكتيبة المكفل بالإشراف عليها، مما يضعه في موقف ضعيف في مواجهة نجوم حصلوا على كل شيء ومؤمنين بقدرتهم على حصد المزيد.

3-الإنتدابات

الإنتدابات الأخيرة التي تمت في عهد إنريكي تثير الكثير من التساؤلات، إن كان هو من أصر عليها فهو الملام الأول لكونه أظهر عجزاً كبيراً في التعامل السليم مع انتداباته، سواء مع فيدال أو حتى باكو الكاسير أو أندري جوميز، فمع الأول أظهر إبداع في ضعف قدرته على التواصل مع لاعبه حيث استبعده من مجرد التواجد في التشكيلة ووضعه في ظروف نفسية معقدة لم يكن لها أي داع، ومع ذلك استطاع اللاعب تجاوزها بإحترافية يشكر وحده عليها، ومع الباقيين يبدو أنه عاجز عن تقديم الدعم اللازم لهم من أجل ايجاد أنفسهم في التشكيلة، حيث لاتبدو هذه الأسماء الأنسب لطريقة لعب برشلونة. وسواء كانت هذه الصفقات من اختياره أو مفروضة عليه فلا يمكن وضع اللوم على غيره، فالحالة الأولى توضح سوء اختياراته والثانية تؤكد ضعف شخصيته.

قد لا يحتاج إنريكي لتاريخ لامع كلاعب فذ يشفع له في وقت الشدة، أو تاريخ كبير كمدرب، أو حتى عبقرية تكتيكية بإعتبار أنه يدرب مجموعة متميزة من النجوم لا تحتاج للكثير من العمل، لكنه بكل تأكيد يحتاج لبعض الذكاء في التعامل النفسي مع لاعبيه أو حتى شخصية قوية قادرة على فرض نفسها على نجومه، وافتقاره لهذا يعد السبب الأساسي في خسارته للثقة من الجميع عند تراجع النتائج.

لمتابعة الكاتبة عبر الفيسبوك

قناة سبورت 360عربية على يوتيوب

الأكثر مشاهدة